واصل المنتخب المغربي سلسلة انتصاراته في تصفيات كأس العالم 2022، حيث حقق فوزه الرابع على التوالي (4 – 1) خلال المباراة التي حل فيها ضيفا على منتخب غينيا برسم الجولة الثانية المؤجلة عن التصفيات، وهي المباراة التي إحتضنها المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط وقادها الحكم الكامروني أنطوان إيفا إسوما.

وكان من المفروض أن يخوض المنتخب المغربي هذه المباراة بالعاصمة الغينية أكرا في بداية شتنبر الماضي، لكن الإنقلاب العسكري الذي شهدته البلاد وقتها أدى إلى تأجيل المباراة وتغيير مكان إجرائها.

وجاءت بداية المباراة هادئة من الفريقين، طبعها التغيير الذي شهده الفريق المغربي سواء على مستوى الشاكلة أو على مستوى التشكيلة، إذ فضل المدرب وحيد خايلودزيتش اللعب بشاكلة 3 – 5 – 2، مع اعتماد التشكيلة التالية:

في حراسة المرمى ياسين بونو، وفي الدفاع كل من سفيان شاكلا، غانم سايس ونايف أكرد. وفي وسط الميدان لعب الأسود بكل من أشرف حكيمي، سفيان كرواني، سفيان أمرابط، أيمن برقوق وعمران لوزا، على اعتبار أن الثنائي حكيمي وكرواني يتحولان إلى ظهيرين في حال الإرتداد والدفاع.. أما خط الهجوم فقد شغله الثنائي أيوب الكعبي وريان مايي.

ورغم أن المنتخب الوطني وجد بعض الصعوبات في تليين طريقة لعبه خلال بداية المباراة بسبب الضغط المتقدم الذي فرضه المنتخب الغيني إضافة إلى انتشاره الجيد، فقد تمكن الأسود من خلق أول فرصة حقيقة للتسجيل في الدقيقة 15 عبر عمران لوزا بعدما توصل بتمريرة رائعة من ريان مايي الذي توغل من الجهة اليسرى لكن لوزا سدد كرته بشكل أرعن.

وتميزت بداية المباراة بالتغيير الإضطراري في صفوف المنتخب المغربي بعد تغيير أيمن برقوق الذي أصيب على مستوى الركبة وغادر في الدقيقة 14 وحل بدله سليم أملاح، وهو ما أربك حسابات وحيد خاليلودزيتش بعض الشي خصوصا أن شاكلة الفريق الوطني إنتقلت في هذه المباراة من 4 – 4 – 2 إلى 3 – 5 – 2، لكن مع ذلك تمكن المنتخب المغربي من تسجيل هدف السبق في الدقيقة 21 عبر أيوب الكعبي بضربة رأسية، وكان بإمكان المنتخب المغربي أن يضاعف الحصة سريعا في الدقيقة 22 عبر اللاعب لوزا لكن تسديدته كانت غير مركزة.

وبسبب الضغط المتواصل الذي فرضه المنتخب الغيني سقط لاعبو الفريق الوطني في بعض الأخطاء، لذلك فقدوا الكثير من الكرات خصوصا على صعيد وسط الميدان، ونتيجة ذلك تمكن الغينيون من توقيع هدف التعادل في الدقيقة 31 من تسديدة قوية من خارج منطقة العمليات عبر اللاعب مامادو كاني.

وقبل نهاية الشوط الثاني تمكن المنتخب المغربي من النيل من مرمى المنتخب الغيني مرة أخرى في الدقيقة 42، وذلك إثر تنفيذ ضربة خطإ غير مباشرة من اللاعب عمران لوزا الذي رفع الكرة باتجاه شاكلا الذي مرر بدوره كرة رأسية نحو سليم أملاح، هذا الأخير سدد الكرة مباشرة نحو المرمى موقعا هدف الأسود الثاني، لينتهي الشوط الأول بتقدم الأسود بـ2 – 1.

ومع بداية الشوط الثاني ظهر المنتخب المغربي أكثر تنظيما وأفضل أداء، ووكانت هجوماته أكثر حزما ودقة، لذلك كان أقرب إلى التسجيل في أكثر من منااسبة خلال الدقائق الـ10 الأولى من هذا الشوط. وبالمقابل تحسن أيضا مستوى أداء المنتخب الغيني وبات أكثر خطورة مما كان عليه خلال الشوط الأول، وكان سلاحه هذه المرة التسديد من خارج منطمة العمليات في محاولة منه للتسجيل على طريقة هدفه الأول.

وأظهر الأسود خطورتهم مرة أخرى في الدقيقة 65 بالتوقيع على هدف ثالث من توقيع سالم أملاح إثر توصله بكرة من ضربة زاوية نفذها عمران لوزا، وكانت تسديدته قوية ومركزة لم يستطع أن يصدها الحارس الغيني، وهو الهدف الذي عقد من مهمة الغينيين فتأكدوا أن إدارك التعادل بات صعبا ومعقدا للغاية. بينما ظلت خطورة الأسود ظاهرة للعيان فيما تبقى من زمن المباراة عبر خلق مزيد من فرص التسجيل بواسطة كل من مايي، أملاح وسفيان بوفال الذي دخل في الدقيقة 73 بدل أيوب الكعبي.

ولمنح فرصة المشاركة لمزيد من اللاعبين لجأ وحيد خاليلودزيتش إلى إجراء تغييرين إثنين آخرين في الدقيقة 85، حيث أدخل كل من فيصل فجر وزكرياء أبو خلال بدل كل من لوزا ومايي.

وانتفض الفريق الوطني مرة أخرى في الدقيقة 89 عندما سجل الثنائي البديل فجر وبوفال الهدف الرابع، إثر ضربة مقص من بوفال بعد توصله بتمريرة دقيقة من فجر، لتنتهي المباراة بفوز كبير مرة أخرى لأسود الأطلس في هذه التصفيات (4 – 1)، وهو الفوز الذي قربهم كثيرا من الدور الحاسم.