• المهمة صعبة ومعقدة لكنها ليست مستحيلة

أصبحت مهمة الجيش الملكي فوق «كف عفريت» وهو يحل ضيفا على غريمه شبيبة القبائل اليوم الأحد في مباراة إياب دور الـ32 من منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية، بعدما خسر مباراة الذهاب (0 ــ 1) بملعبه بالرباط نهاية الأسبوع الماضي.. وهي مباراة بالقدر الذي تبدو صعبة على الفريق العسكري بالقدر الذي تبدو مفخخة بالنسبة للفريق الجزائري على اعتبار أن العساكر سيلعبون بكل الأوراق لانتزاع الفوز والتأهل. 
• مهمة معقدة
وتعقدت مهمة الجيش بعدما خسر مباراة الذهاب بميدانه بهدف دون رد، تورط فيه الفريق العسكري عبر «نيران صديقة»، إذ سُجل الهدف ضد مجريات اللعب في الدقيقة 20 عندما ارتكب مدافعو الجيش خطأ فادحا في منطقة الصد على مستوى التغطية، إستغله بشكل جيد اللاعب الجزائري على هارون الذي اخترق الدفاع وتقدم نحو الحارس العسكري أيوب لكرد. هذا الأخير تمكن من صد الكرة بالفعل لكنها اصطدمت بمحمد مفيد لترتد وتستقر في المرمى معلنة عن تسجيل الهدف الوحيد في المباراة لصالح شبيبة القبائل. 
ولم يستطع الجيش أن يتدارك الموقف بتسجيل هدف التعادل على الأقل خلال الدقائق الـ70 المتبقية من زمن المباراة.. وهذا ما زاد من صعوبة موقف الفريق العسكري، حيث اتضح أنه يعاني كثيرا على مستوى خلق وبناء فرص التهديف وبالتالي ترجمتها إلى أهداف، وهو ما يعاني منه أصلا خلال منافسات البطولة المحلية، حيث لم يستطع لاعبوه (قبل مباراة اتحاد طنجة في الجولة 6) أن يسجلوا سوى 4 أهداف في 5 جولات، عكس أندية أخرى مثل الدفاع الجديدي وشباب السوالم اللذان سجل كل منهما 10 أهداف في 6 جولات، أو الوداد والرجاء اللذان سجل كل منهما أيضا 8 أهداف في 5 جولات. 
• قلة التجربة
ولا يعاني فريق الجيش من قلة خلق الفرص الحقيقية للتهديد فقط، ولا حتى من قلة توافره على هدافين يستطيعون ترجمة نصف الفرص إلى أهداف.. ولكنه يعاني أيضا من قلة تجربة لاعبيه على مستوى المنافسات الإفريقية، إذ لم يسبق لأي منهم أن شارك في المسابقات الإفريقية بعدما غاب الفريق العسكري عن المسابقات القارية خلال السنوات السبع الأخيرة.  
وما يعتبر عاهة وضعفا بالنسبة لفريق الجيش، أي قلة التجربة القارية، يعتبر موضع قوة بالنسبة للفريق الجزائري الذي يملك لاعبوه خبرة كبيرة على صعيد المنافسات الإفريقية، وقد توج وصيفا في نسخة العام الماضي بعدما خسر مباراة النهائي أمام الرجاء البيضاوي. 
هذه التجربة هي التي مكنت شبيبة القبائل من تدبير مباراة الذهاب بالرباط أمام الجيش، حيث عرف لاعبوه كيف يحافظون على نظافة شباكهم، ولم يجازفوا أبدا بتعرية المساحات الحساسة في منطقتهم، وقاتلوا واستماتوا من أجل ذلك، وقد ساعدهم الهدف الذي حصلوا عليه «هدية» خلال المباراة ومنحهم إمتياز السبق، وسيدافعون عليه باستماتة كذلك خلال مباراة الإياب بالجزائر. 
• إستراتيجية الإياب
لا شيء سيخسره الجيش الملكي وهو يلعب بكل أوراقه في الجزائر خلال مباراة الإياب، فقد تكبد خسارة الذهاب، والحل الوحيد بالنسبة إليه هو البحث عن التعويض في مباراة اليوم مهما كلف الأمر، وبالتالي قلب تأخره بهدف نظيف إلى فوز. 
قد تبدو المهمة صعبة للغاية لعدة اعتبارات، لكنها أبدا ليست مستحيلة إن عرف لاعبو الجيش كيف يواجهون خصمهم العنيد وكيف يخلقون فرص التهديد ويترجموها إلى أهداف رغم أنها قد تكون قليلة لطبيعة ظروف المواجهة. فالشبيبة لن يكتفي بالدفاع على هدف السبق والإمتياز مثلما فعل في مباراة الإياب، لكنه سيرغب في تأكيد تفوقه بتسجيل أهداف أخرى خصوصا أنه سيكون مدعوما بعامل الأرض، وهو ما سيدفع بفريق الجيش إلى التمسك بعنصرين أساسيين، الأول هو إغلاق كل منافذه الدفاعية لتفادي استقبال هدف آخر، والثاني اللعب بمرتدات قوية واستغلال الهفوات والثغرات التي سيتركها الفريق الجزائري نتيجة اندفاعاته لتسجيل هدف آخر. 
ويحتاج الفريق العسكري إلى العزيمة لتطبيق استراتيجيته على أحسن وجه، لكنه يحتاج أيضا إلى الأداء القوي والحازم، كما يحتاج لاعبوه إلى تطبيق تعليمات المدرب بشكل صحيح والعمل على تفادي الأخطاء مهما حدث. 
• ماذا بعد اتحاد طنجة؟
الفوز الذي حققه الجيش الملكي خارج معقله في الجولة 6 من منافسات البطولة المحلية على اتحاد طنجة (2 ــ 0) سيمنحه بالتأكيد حافزا كبيرا للبحث عن نتيجة طيبة في الجزائر وخارج معقله أيضا.. فاللاعبون حصلوا على جرعة معنوية مهمة، إذ إرتقوا بالفريق محليا إلى المركز 5 بإضافة 3 نقاط مهمة إلى رصيده في بنك النقاط ليصبح مجموع نقاطه 9، بعدما كان رصيده 6 نقاط لا غير، وفي المركز 13.   
هذا الفوز حصل عليه الفريق العسكري في الوقت المناسب، وسيكون من نتائجه شحد همم اللاعبين، وتقوية روحهم المعنوية، وجعلهم يؤمنون بإمكانياتهم وبقدرتهم على خلق المفاجأة مهما بدت المهمة في الجزائر صعبة ومعقدة. 
وما أثلج صدر الجيش الملكي أيضا هو أن خط هجومه إنتعش أمام اتحاد طنجة بالتوقيع على هدفين، ليرفع الفريق رصيده من الأهداف في البطولة المحلية إلى 6 في 6 مباريات، أي بمعدل هدف واحد في كل مباراة. وقد تفتح هذه الإنفراجة شهية هدافي الجيش للبحث عن التهديف أكثر في الجزائر واستغلال الهفوات التي يمكن أن يتركها شبيبة القبائل، كلما اندفع بحثا عن تسجيل الأهداف. 
• البرنامج
الأحد 24 أكتوبر 2021
بتيزي وزو: ملعب 1 نونبر: س19: شبيبة القبائل ـ الجيش الملكي