• النسور الجائعة تتصدى لسطوة الأهلي الساطعة 
• نريد الثالثة بالديار وبانون أمام سخرية الأقدار 

مباراة أخرى تحمل القطريين لملامسة إثارة أخرى بشكل اخر تفصيلات أخرى على صعيد الأندية العربية هذه المرة وليس بملامح المنتخبات كما عاشته الدوحة في الكأس العربية.
أنه السوبر الإفريقي بثوبه العربي ومسرحه العربي، حين يضع اليوم الأربعاء كبير قوم إفريقيا الأهلى، أمام نسرها الكاسر الرجاء في نهائي واعد راعد لفصل من هو سوبر القارة، حامل اللقب الأهلي أمام تحدي النسور، أو البريمر كما يلقب في مصر أمام رجاء النهايات، التي وإن بدت في أسوأ أحوالها على الورق إلا أنه واهم من يأمن مكرها في هذه المحطات..

• فلاش باك القمة
هما في هذا الموعد والعناق الكبير، لأنهما باختصار حاملين للقبي عصبة الأبطال بتوقيع الأهلي الذي سحق واكتسح هنا أمامنا في الدار البيضاء نادي كايزر شيفس الجنوب إفريقي والرجاء الذي أجهز على أحلام شبيبة القبائل في الكونفدرالية في موقعة بنين.
في مسارهما كانا الأفضل بالنتائج والأرقام، الأهلي عاد من بعيد في دور المجموعات الذي استهله باهتا أمام سيمبا التنزاني وفيطا كلوب الكونغولي، والرجاء وقع على مسار تاريخي في دور المجموعات بالكونفدرالية بعد أن داس كل الأرقام القياسية كأقوى خط هجوم ودفاع، لم تستقبل مرماه أية إصابة، لنكون أمام سوبر كافأ الناديين الأفضل كل في مسابقته مع اختلاف واضح، كون الأهلي يحضر للدوحة بصانع مجده موسيماني، والرجاء استبدل بطله لسعد الشابي بالبلجيكي مارك فيلموت في تكرار لما حدث مع كارطرون لما ربح السوبر أمام الترجي بعدما قاد الإسباني غاريدو النسور للتتويج بالكونفدرالية بالكونغو.
• غول إفريقيا
لا جدال في هذا التوصيف، ألقاب العصبة العشرة وألقاب السوبر السبعة، هذا وحده يحتاج لكتاب وليس فقرة تحليلية بل نحن هنا أمام ما يسمى بنادي القرن في إفريقيا، وواحد من الأندية التي تنافس مدريد على ريادة الألقاب المعترف بها عالميا، لذلك وصف الغول ليس مبالغ فيه ولا هو محمول على المجاز.
وحين يحضر الأهلي لهذا السوبر مرشحا على الورق، فليس هذا تنقيصا ولا حتى تبخيسا لقيمة الفريق المغربي، بل هو واقع تقر به أسماء اللاعبين في كل معترك وقيمتها التسويقية وخبرتها القارية، إضافة لرصيد مدرب مثقل بالخبرة والألقاب قاريا مقارنة مع فيلموت الذي بالكاد يحضر لاكتشاف هذه التضاريس والمسالك.
الأهلي هو حامل آخر نسخة، وهو المطالب بصيانة المكسب، والمضغوط لأنه بعد السوبر مطالب بالتواجد في مونديال الأندية وسبيل الحضور القوي يلزمه إنعاش للمعنويات عبر بوابة التتويج أمام النسور.
• رجاء النهايات
من يأمن لواقع الرجاء ويبيع جلدها في سوق الترشيحات فقد شرب من الكأس المر في كل النهايات، ولعل واقع حال اتحاد جدة السعودي في كأس محمد السادس، وقد حضر للرباط مدججا بأرمادة من المحترفين والتحفيزات المالية وغادر خائبا بنصر النسور الإعتيادي في مثل هذه المحطات.
صحيح أن الرجاء فقد الكثير من الرماح، سفيان رحيمي ومالانغو والورفلي وبانون والشاكير وياجور، وحتى حدراف ممن حضروا سوبر الترجي، صحيح أن الرجاء لم يوقع على تعاقدات وصفقات كبيرة، وصحيح أن مستوى الرجاء الحالي ليس بالمبشر ولا هو بالمقنع، لكن كل هذه المؤثرات تلاشت هنا قبل الإقلاع صوب الدوحة.
الرجاء في النهايات نسخة منقحة وفريق لا يخسر، ويعرف كيف ومن أين يؤكل الكتف، تاريخ الرجاء مع النهايات من جهة ومع التتويج خارج المغرب وقد تحصل على معظم ألقابه بعيدا عن المملكة، هما من العوامل التي قد يستند إليها أنصار الخضر لكسر شوكة البريمو في السوبر.
• مفارقة ساخرة
مفارقة ساخرة أن يوضع في صلب هذه المعركة الكروية الشديدة لاعب إسمه بدر بانون أكثر الأسماء ارتباطا بذاكرة ومودة وعشق الجماهير الرجاوية في المواسم المنصزمة.
قدر ساخر ذلك الذي رمى ببانون بهذه المحرقة النفسية والسيمولوجية كي يتوجه بنيرانه الصديقة ليحرق فريق العشق والإنتماء ويقود ناديه الأهلي للريادة والتتويج.
قدر ساخر أن يكون بانون هو من دل أو سيدل موسيماني على خرائط الكنز والحرير ويرسم تكتكيك المباراة، وعلى قدر معرفته بالرجاء فإن النسور يعرفونه وقد يعاقبونه.
مباراة هامة لحميد أحداد الذي توج الموسم المنصرم بطلا أمام الأهلي بلون الزمالك، ويهمه أن يرد اعتباره أمام غريم الأمس وأمام المصريين لطريقة خروجه المهينة من القلعة البيضاء، وفي مطلق الأحوال ما يهمنا جميعا هو أن تحمل الكأس الثالثة لخزانة الوازيس، لتعزز سجلا أخضر مميزا ولو مع صعوبة الرهان أمام كبير كرة القدم بأفريقيا.
• البرنامج 
- الأربعاء 22 دجنبر 2021
كأس السوبر الأفريقي 
الدوحة: ملعب أحمد بن علي المونديالي: س 18: الأهلي المصري ـ الرجاء البيضاوي 
 الحكم: جان جاك ندالا نغامبو (جمهورية الكونغو)