بين الذين غادروا أو انطلقوا في أرض الله الواسعة بحثا عن آفاق احترافية أرحب، عناصر رجاوية ونسور تصفها مكونات النادي ب«النسور الأصيلة وليست الهجينة»، كيف لا وقد مكنت هذه النسور النادي من توفير ما لا يقل عن مليار سنتيم.
كيف ذلك؟ فقد تخلى سفيان رحيمي للفريق عن نحو 370 مليون سنتيم إجمالي مستحقات ومنح فضل المساهمة بها مع الفريق وهي موثقة، وكان بإمكانه أن ينالها بمنتهى السهولة، بل إنه ضخ في حساب الفريق 3 مليون دولار هو إجمالي مبلغ انتقاله لنادي العين الإماراتي.
ومؤخرا تخلى عبد الإله الحافيظي على حوالي 170 مليون سنتيم، وكان ذلك بموجب اتفاق: نفعي متبادل بين الطرفين، الرجاء قبل بتسريحه ب 700 ألف دولار فقط بدل مليار سنتيم التي يتضمنها الشرط الجزائي، واللاعب قبل بالمغادرة على أن يتخلى عن مستحقات في الحدود المالية التي تطرقنا إليها.
عمر بوطيب عكس رحيمي والحافيظي المحترفان بالخارج، فسخ عقده وديا مع الفريق وحتى وإن كان بصدد البحث عن وجهة ومستقر، فإنه تخلى عن مستحقات في حدود 180 مليون سنتم قوبلت برسالة امتنان وشكر وتقدير من إدارة الفريق للاعب عبر الصفحة الرسمية للفايسبوك.
وبين كل هؤلاء كان بين مالانغو قد انتقل لنادي الشارقة بأكثر من 3 مليون و300ألف دولار ومتخليا عن نصيب من مستحقاته، كما غادر البوركينابي سامي هيين وقد تخلى بدوره عن جزء من المستحقات، كل هؤلاء وفروا على الفريق سيولة مالية هامة في حدود مليار سنتيم، إلا أن هناك من شكل الإستثناء وفضلوا السير على نهج الراقي والقديوي وأوساغونا وجميعهم ربحوا ملفاتهم ونزاعاتهم محليا ودوليا داخل هيئات رياضية مختصة، أرعدت فرائص في فترات كثيرة بلغ معها الأمر حد التهديد بالهبوط لدرجة موالية أو خصم النقاط بالبطولة أو منع المشاركة قاريا وهذا أمر حدث بالفعل مع محمد فاخر، لولا نجاح التسوية الودية بينه وبين جواد الزيات وبمباركة الجامعة والكاف.
في مقابل النسور الأصيلة، حضرت أخرى كشرت عن أنياب الشراسة رافضة صيغ ومقاربات التسويات الودية ومطالبة بالتوصل بكامل المستحقات، وإلا فغرفة النزاعات هي الفيصل.
عبد الرحيم الشاكير رفض التوافق على النسبة التي اقترحوها عليه ويطالب بنحو 360 مليون سنتيم، وهو حاليا لاعب لنادي نهضة الزمامرة بعدما غادر شباب المحمدية على السريع وبعد أشهر قليلة من الإنضمام لصفوفه بتسوية ودية أيضا.
الليبي سند الورفلي بدوره غادر بعد نهاية عقده وعرض نزاعه على الغرفة المذكورة بنحو 260 مليون سنتيم وما يزيد، والحارس محمد بوعميرة بدوره غادر نحو شباب المحمدية ومطالبه تكاد تقترب من مطالب الورفلي الليبي.
ومؤخرا رفض الغيني مصطفى كوياطي المغادر مع التوصل براتب 3 أشهر مصرا على تنزيل وتفعيل مضامين العقد وقد كان مذهلا أنه يتضمن 600 مليون سنتيم، على الرجاء أداءها للاعب لا يسجل ولا يقدم شيئا يذكر، في حال أرادوا الإنفصال عنه، ومحمود بنحليب بدوره فاجأ مكونات النادي وهو يصر بعدما تناهى لعلمه أنه لم يعد مرغوبا فيه التوصل بكافة مستحقاته وهو نفس وضع زكرياء الهبطي.
بل الطامة الكبرى التي لا يتمنى أحد حدوثها وهي أنه عكس الطلاق السلس مع التونسي لسعد الشابي وقد كان أنجح المدربين في آخر المواسم وأقلهم تكلفة مدربا ومغادرا، فإن رحيل فيلموت لو حدث الإنفصال عنه فسيكلف الرجاء أكثر من 260 مليون سنتيم، ضمنها البلجيكي طلاق خلع في عقده وقد سهرت عليه هيأة محاماة يقودها مقربون منه كما راج وهو الذي اختار الإشتغال على ما يبدو وبحسب التسريبات دون منح مباريات، لكن مع راتب جد محترم وعقد أهداف كبير بمزايا مالية هامة.
لذلك لئن كان الرجاء فعلا قد استفاد من سيولة مالية جد محترمة تخلى عنها عدد من لاعبيه، واكبتها استفادة النادي من إيرادات البيع بعد احترافهم، فإن آخرون لم يحترفوا ولم يجلبوا مالا ويصرون على مستحقاتهم بالكامل وإلا فالنزاعات هي الحكم بين الطرفين.