إخترنا لكم هذه الفقرة «بلسان أسطورة الكان»، التي ستواكب الكان وفيها استحضار نوسطالجي لمن ارتقوا لخانة الأساطير وهم لاعبون سبق لهم العبور والمرور الجميل من عرين الأسود. 
فقرة نترك فيها لهم تباعا تقديم آرائهم، قراءاتهم ونبشهم بألسنهم ونحن واسطة بينهم وبين القارئ الكريم، لنيل الأجرين، أجر استحضار هذه الرموز الجميلة، وأجر استلهام أفكارهم ورؤيتهم والتي مهما كانت عفوية، إلا أنها بحمولة متميزة، وبطبيعة الحال ما أحلى البداية حين تكون ذهبا مشعا في صورة الأيقونة محمد التيمومي، وليس سهلا انتشال حمودة من الحميمية والوحدة حيث يجد الجوهرة السمراء ضالته في زهده وخلوته:
يقول محمد التيمومي بداية عن تقييمه للدورة ككل: «أتابع باهتمام شديد مجريات هذا الكان، ولا يمكن تجاهل معطى هام وهو أنه يقام في ظروف خاصة واستثنائية تعيشها البشرية بسبب هذه الجائحة رفعها الله عنا جميعا.
نسمع كل يوم عن إصابات في صفوف اللاعبين، هذا لم يحدث في السابق، لذلك هو عامل ينبغي استحضاره قبل أن نصدر أحكام قيمة عن الدورة وبدايتها المتوسطة تهديفيا، كما أن الأندية الأوروبية أخرت وصول المحترفين للمنتخبات، ومنهم من افتتح الكان دون مباراة ودية، وبينهم المنتخب المغربي. لذلك نلمس بالتدريج تحسنا في المستويات وحتى على مستوى الأهداف. هناك نتائج غريبة ومفاجئة كما تقولون، لكن لو عدنا لواقع الممارسة على المستوي العالمي أندية ومنتخبات، ما عاد اليوم من مجال للحديث عن منتخب صغير  أو آخر مرشح على الورق، هذا كان في عهدنا، اليوم تلاشت هذه الفوارق».
وتابع التيمومي روايته: «حدثتكم عن كورونا، لكن يقولون ليس من شهد و رأى كمن سمع، أنا ولله الحمد وبمنتهى التواضع شهدت وعشت، وأعرف ما معنى أن تلعب في الكاميرون في هذا الوقت، شاركت في دورة نيجيريا بلاغوس وظروف البلدين مشابهة، كما عشت ظروفا استثنائية في مونديال المكسيك بمونتيري، إذ كانت هناك درجة حرارة مفرطة ورطوبة تخنق الأنفاس، ومهما كنت مبدعا وفنانا لا يمكنك أن تقدم شيئا، لذلك تابعت شهادة السينغالي ساديو ماني وأنا معه  في كل ما قاله، فخوض مباريات وقت الظهيرة يشبه اللعب وأعتذر عن الوصف داخل الفرن وفي غرفة حمام».
ويواصل التيمومي، حديثه ليدافع عن الآداء المتوسط للمحترفين الكبار لغاية الآن بقوله: «هل محمد صلاح ورياض محرز وساديو ماني مثلا لاعبون عاديون؟ قطعا لا؟ لكن الظروف التي كلمتكم عنها من جهة، ضغوطات فرقهم وكذا خشية بعضهم أن يعودوا مصابين ومعها حسابات مالية ترتبط بالمستقبل الكروي وغيرها، أمور لها تأثير واضح.
لذلك لا أحد من هذه النجوم اليوم ساطع ولا أحد منهم فوق البقية، على العكس من ذلك تابعنا لاعبين مغمورين من منتخبات سيراليون وغامبيا وغينيا الإستوائية، يتألقون لأنهم يملكون الحافز وأغلبهم يرى الكان فرصة من ذهب وواجهة لتسويق أسمائهم وطرق باب الإحتراف في أوروبا هذا هو الفرق. يحدث أحيانا أن تأتي النجوم الكبيرة في حالة تخمة وإشباع وفي عهدنا لم يكن هذا، لذلك كرة القدم اختلفت كليا وهذا واقع».
نجر محمد التيمومي ليحدثنا عن فريقنا الوطني فيقول: «تعلمون جيدا أن لغة الخشب ليست مذهبا لي، وقد تعودت على الصراحة، لذلك أول ما أستهل به القول هو أن هذا المنتخب وليس الأمس أو أول أمس بل منذ فترة طويلة يحظى بدعم كبير جدا من الجامعة وتوفر له ما لم يتوفر لغيره من لوجيستيك وإمكانيات هذا أولا.
ثانيا السيد وحيد تمتع بصلاحيات واسعة ومطلقة، اختار من يريد ومن يشاء وبالتالي سيساءل على كل شيء، وثالثا قبل السفر كان لزاما تحديد الأهداف وما الذي نخطط له بالكامرون، لذلك لغاية الآن وبغض النظر عن المستوى والأداء نحن في الطريق الصحيح وأنا أتحدث بلغتكم أنتم لغة الأرقام».
التيمومي أصر على التوضيح أكثر: «سأذكركم بما قلته بداية هذه الرواية، وهو أن الفريق الوطني يشارك دون خوض أية مباراة ودية، كما تأخر وصول 7 من أهم محترفيه وهنا لا بد وأن يرتقي الأداء بالتدريج وشخصيا لمست هذا بين مباراتي غانا وجزر القمر، الفوارق كانت شاسعة بين دهشة البداية والإرتباك وارتفاع الإيقاع بل اكتساح جزر القمر، لكن مع شيء مؤسف فعلا، لا أقبل به ولا يرضيني كلاعب سابق وهو كيفية إهدار الفرص».
التيمومي سيصر على هذه الجزئية: «أرى أن هذا الجيل يملك الجودة والدعم ليعوضنا عما ضاع منا، أقول هذا بمنتهى الأمانة والتجرد، قياسا بما شاهدته بغاية اليوم وفريقنا الوطني بين أفضل 3 منتخبات لغاية اللحظة التي أكلمك فيها.
لكن غير مقبول من محترفين كبار وحتى غير محترفين، أن يهدروا فرصا أمام المرمى الفارغة، اللاعب المغربي موهوب بالفطرة ولو لعب هنا بأقسام الهواة غير مسموح له بهذا، ولو نتحلى بقليل من الواقعية سنلحق الأذى بالمنافسين وسيكون لرفاق المميز أشرف حكيمي شأن كبير بمشيئة الله تعالى.»
إصرارنا كان كبيرا على محمد التيمومي ليحدثنا عن حكيم زياش وعبدالصمد الزلزولي وقصتهما المعروفة فقال: «بالنسبة للزلزولي فقد اختلطت الأمور علينا ومن مصلحتنا حاليا أن نركز على الفريق الحالي،  وننسى الأمر لغاية نهاية الكان لأن رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع هو المؤهل لحسم الملف من موقعه. أما زياش فبكل أمانة لن أكون قاسيا معه لكن سأتحالف حاليا مع المدرب وحيد ستقول لي لماذا؟ سأجيبك لأنني تابعت ردود فعله الغاضبة كلما سئل عن الموضوع، قال لنا أن قميص الفريق الوطني مقدس هنا يكون قد «ربحنا»، لكن دون التحامل على حكيم زياش اللاعب المهاري الكبير الذي سيعود حتما ولا بد أن يعود بعد الكان، لكن بعد تصفية الخواطر، قلت لك أنا مع وحيد لأن المجموعة فوق الجميع، ولأنك لو تابعت وأنا سبق لي كلاعب أن عشت هذه الأجواء أن تلاحظوا الكيفية التي يفرح بها اللاعبون وعناقهم للمدرب، من بوفال وأبو خلال وحكيمي، تلمس أنهم فهموا رسالته ومتعاطفون معه كلاعبين، نفهم هذه الأمور جيدا، وأختم موقفي من اللاعبين هو أن الفريق الوطني فوق الزلزولي وزياش وغيرهما، هذا ما تربينا عليه داخل صفوفه».
محمد التيمومي وفي الختام قال عبر «المنتخب»: «عشنا معكم وعشتم معنا لحظات مجيدة، لكن مؤسف أننا لم نعش سويا تتويجا بالكان وقد استحقه لاعبو جيلي، لن نبكي اليوم على الأطلال، فقد كانت يومها ظروف وأولويات وسياقات تنظيم ونظام المسابقة مغاير تماما للوضع الحالي، رغم جودة ما كان لنا من لاعبين، لذلك أتمنى صادقا أن يحمل لنا من الكامرون حكيمي وبقية اللاعبين إن شاء الله تعالى كأس الكان لأنه من غير المقبول أن تكون لنا كأس وحيدة، أقول من المؤسف لأننا بلد رائد في افريقيا كرويا وفي غير الكرة».