يجد المنتخب الوطني المغربي وقد حسم للمرة الثانية تواليا تفاصيل صدارة مجموعته في الكان المقام بالكامرون وكأنه بصدد استنساخ واستحضار سيناريو عشناه معه قبل عامين ونصف في دورة مصر.
نفس التقاسيم، نفس المشاعر ونفس الترشيحات، أسودنا يلاقون منتخبا ثالثا في مجموعته يحضر في واحدة من المرات الناذرة ليكمل الدورة بعد محطة المجموعات.
بيننا وبين منتخب الشعلة «مالاوي» تاريخ من المواجهات دانت فيها الأفضلية عبر التاريخ لفريقنا الوطني، إلا أن العبرة في الكان كما سنطالع في التحليل وبشهادة اللاعبين والمدرب هي بمعطيات المسابقة وليس بالأرقام المدونة على الورق.. تابعوا:

• أفضلية تاريخية
ككل نزال ومواجهة في محفل رسمي، إلا ونستحضر شريط المباريات السابقة وقصتنا التاريخية مع المنافس والخصم المفترض،  ولأنه في إفريقيا لا تحضر سوى منتخبات معدودة على رؤوس الأصابع هي من تتفوق علينا رقميا وإحصائيا «جنوب إفريقيا،  الكامرون ثم نيجيريا» لذلك منتخب من طينة مالاوي لا يمثل تاريخيا للأسود جدارا كبيرا أو سميكا أو عقدة، بل على العكس من ذلك تماما فقد دانت السيطرة والأرقام للأسود أمام منتخب الشعلة بواقع 6 انتصارات مقابل انتصار وحيد لا زلنا نذكر مسبباته رغم مرور نحو 3 عقود عليه وقد حدث هذا بالعاصمة الرباط على عهد الراحل عبد الخالق اللوزاني في تصفيات الكان، وفي خضم كل هذا لم يفلح مالاوي في الإنتصار علينا في بلانطير.
لذلك وبرأي اللاعبين الذين هم أصحاب القرار والطرف الفاعل في هذه الموقعة، وبرأي وحيد نفسه وبرأي المتتبعين، فهي أفضلية للإستئناس لا غير بدليل عديد الوقائع التي تمردت فيها لغة الملعب الذي يعد فيصلا حقيقيا على هذه الأرقام ودون أن نذهب بعيدا ولا أن نستدل بما وقع للجزائر أمام منتخبين خارج تصنيف نادي 120 عالميا «سيراليون وغينيا الإستوائية» فلنا في قصة بنين ما يغنينا عن الأنين.
• عضة السنجاب
لذلك حين عرضنا في التقديم لواقعة مشابهة عاشها المنتخب الوطني في النسخة السابق أي منذ إحداث نـظام 24 منتخبا لما صار يتصدر مجموعته ويواجه المنتخبات المحتلة للصف الثالث، فقد عشنا وضعا مماثلا في دورة مصر.
في هذا الفلاش باك، نعود بالذاكرة لإنعاشها وفي الذكرى منفعة للمؤمنين بلا شك، إذ كان الفريق الوطني قد وقع على مشوار تاريخي بعلامة كاملة غير مسبوقة لما أطاح بكل من ناميبيا، كوت ديفوار وجنوب إفريقيا في مجموعته، بل دون أن تلامس الكرة مرمى ياسين بونو في دور المجموعات لترمي به القرعة لمواجهة بنين المغمور الذي لم يفز قط بالكان.
فلا أحد تصور أن المنتخب الذي لم تستقبل مرماه أهدافا أمام جنوب إفريقيا وكوت ديفوار والذي بالكاد كان قد أحرج البرتغال وإسبانيا وإيران في روسيا، سيعاني أمام منتخب من حجم بنين.
إلا أن ما حدث كان صادما وخلف رجة عنيفة بإقصاء مهين أطاح برونار من عارضة الأسود وسط غضبة كبيرة من الجامعة منه وانهار جيل برمته «بنعطية، الأحمدي  وبوصوفة» أشهروا اعتزالهم الدولي تحت وقع الصدمة، وتفجرت أزمة زياش مع وزير الشباب والرياضة يومها الطالبي العالمي، لذلك كان تذكيرنا بهذه القصة المؤلمة متعمدا بل مقصودا للتحذير الذي هو أفضل بكثير من التخذير.
• الساهلة وكفى هلوسات 
في حوار ستطالعونه بمشيئة الله تعالى في هذا العدد، ستجدون شهادةلاعب حضر أكثر من كان وتواجد بالكامرون ولعب على أعلى المستويات وهو نور الدين نيبت وفيه دعوة للسيد وحيد كي «يلعبها ساهلة» وقد قالها بلغة الكوايرية ولا مجال لجنوحه الغريب لتعذيب نفسه ولاعبيه وتعذيبنا معه بعلمه الزائد الذي تأكد أكثر من مرة عبر المباريات الودية وما أكثرها والتصفيات على أنه علم مردود على زياداته، تارة بتغيير المراكز وأخرى بتغيير رجال القرار والنواة وأخرى بتكتيك مبتكر.
الساهلة هي العودة للأصل، فقد خندق وحيد نفسه وشنقها باختيارات غريبة للائحة ما قامت في عديد المراكز على معيار العدل وهذا يتناطح فيه عنزان.
الساهلة أن يعود لدفاعه الذي خاض به كافة تصفيات المونديال وكان قد أنهى به تصفيات الكان، واستهل به أول مباراتين، بعدما كاد يطحننا بترسيم شاكلا أمام الغابون.
الساهلة هي أن يعود لثنائية أمرابط وبرقوق، فهي أفضل الثنائيات في الإرتكاز كما أكدتها تصفيات المونديال، ولوزا والشاعر التي كانت دينامية  في نفس التصفيات أو أملاح الجاهز بدنيا وذهنيا مع لوزا أو الشاعر لأنه بهذا الشكل سنربح لاعبين في هذا المركز بحس تهديفي وهجومي قادر على إخماذ شعلة مالاوي مبكرا.
وبطبيعة الحال الساهلة هجوميا هي بوفال مع مايي الذي صار جاهزا وهو أفضل من كل الذين جرى تجريبهم لغاية الآن «تيسيودالي، ابو خلال، أوناحي والكعبي مع النصيري»، بهذا السهل الممتنع سيريحنا وحيد ويربح غيارات وعيارات بديلة ناسفة.
• فرصة لا تعوض
فرصة لا تعوض كي يكسر حاجز الدور الثاني الذي لم نفلح في تخطيه منذ 18عاما، أي منذ وصافة تونس 2004، بعد أن تجرعنا ل7 نسخ متتالية مرارة الإخفاق عند دور المجموعات أو لم نشارك من الأصل مثلما حدث 2010 و2015.
فرصة تجاوز ما تحقق بالغابون ومصر حين توقف الطموح والحلم عند الدور الثاني، وبالإجماع هذا المعطى متوفر ومتاح لهذا الجيل.
وفرصة لا تعوض لأنه بذات الإجماع وبغض النظر عما حققته مالاوي الأنغلفونية أو الأنغلساكسونية من متاعب لخصومها في دور المجموعات، إلا أنها لا ينبغي أن تمثل لنا عائقا أو حاجزا مهما استحضرنا كافة مقادير الحذر وبالغنا فيها وأيضا لأنه اتضح أن هذا الكان هو كله على بعضه فرصة، لطبيعته الإستثنائية كونه يلعب زمن الجائحة وحتى من هم مصنفون منتخبات تقليدية كبيرة فهم في أسوأ فورمة لهم.
لن نقبل بغير التأهل هدية، ولن نرضى بغير إطفاء شعلة مالاوي مهرا لمواصلة ذات المناصرة بنفس التدفق والعشق، ولن نقبل من السيد الناخب الوطني أعذارا، لذلك ثقتنا كبيرة في أسودنا لا غيرهم ليكسروا لعنة هذا الدور ويتقدموا في مسابقة يراها البعض أطلسية؟
• البرنامج
ــ الثلاثاء 25 يناير 2022
بملعب أحمادو أحيدجو: س20: المغرب ـ مالاوي