في مباراة شهدنا نسخا كثيرة منها، حيث تتعطل الحواس وتغيب النجاعة ويسوء تدبير الفترات الصعبة ويتفلسف مدرب، تكرر المشهد الحزين، وخرج المنتخب الوطني من مسابقة، كان يبدو مؤهلا بشريا ليذهب فيها إلى ما هو أبعد من الدور ربع النهائي..
ولأنه وحيد قرنه وزمانه، فإن خليلودزيتش سيعود مجددا لهلوساته في توقيت صعب وفي مباراة مفصلية، وأمام منافس كان مرعوبا، سيرمي بمنير الحدادي في التشكيل الأساسي في غياب كامل للجاهزية، وسيشكل وسط الميدان من سفيان أمرابط وأيمن برقوق وسليم أملاح، وكأني به يلبس هذا الوسط جلبابا دفاعيا لا يليق به ولا عليه، وقد كان ذلك للأسف بإيعاز من قراءته المتغلغلة بل والمبالغ فيها للمنتخب المصري، وقد قلت مرة أن وحيد من فرط ما يبالغ في قراءة منافسه ينسى نفسه، بل وينسى فريقه.
كنا نظن أن الهدف المبكر للفريق الوطني من جزاء اصطاده حكيمي، سيسهل دخولنا للمباراة، إلا أن ما حدث سيناريو لم نكن نرغب فيه، تراجع الفريق الوطني وترك وسط الميدان للفراعنة، وكان من نتيجة ذلك أن المنتخب المصري استحوذ وسيطر وكان لابد من حضور بديهة ياسين بونو لننهي الشوط الأول متقدمين بهدف بوفال.
وكان متوقعا أن تكون لوحيد ردة فعل بين الشوطين لإعادة الأسود إلى المباراة، فليس بهذا التنظيم الدفاعي المرتبك سنحتفظ على سبقنا، إلا أنه لم يفعل شيئا، ليعاقبنا النجم محمد صلاح على شرودنا التكتيكي بهدف التعادل الذي أعاد المباراة لنقطة التكافؤ، ومعها استعاد الفريق الوطني قبضته لكن بشكل متشنج، كثرت معه الأخطاء ولم تظهر إطلاقا هوية الفريق..
ولأن السيد وحيد فقد الخيط الناظم من البداية، فإنه أساء تدبير التغييرات أو حتى سد الفجوات الظاهرة في أسلوب اللعب، ولم تكن تغييراته سوى استمرار للتخبط، فلم تأت أي منها أكلها، لتكون الخاتمة الموجعة، أن المنتخب الوطني خسر بفكر مدربه المرتعش وأضاع فرصة من ذهب ليكون طرفا في المربع الذهبي، وتأكدنا جميعا من محدودية الفكر التكتيكي لمدرب واجه أول أقوى اختبار رسمي له منذ وصوله للمنتخب المغربي، اختبار خرج منه صاغرا ومهزوما لا يليق أبدا بالعناد الذي كان يركبه..