• أم المعارك تجمع الفهود والأسود بالنزال الموعود 
• من منهما يفلت من الورطة، كوبر بالخطة أم وحيد بالخلطة؟

أم المعارك... مباراة الحسم... تقرير المصير... هي الإمتحان الذي يعز فيه المدرب والناخب أو يهان، الموعد الكبير أو نصف المعركة أو جولة منها، اختاروا ما تشاؤون من التوصيفات والعناوين لهذا النزال المحمول على درجة عالية من الغليان ومن الحدة ومن الحسابات التاريخية.
الذهاب على ملعب الشهداء والإياب بالدار البيضاء، وبين سجع الهمزتين جماهير الأسود تستحق أن تكون من السعداء، ولا سبيل لهذه السعادة ما لم تنجز نصف المهمة في كينشاسا، هم ينظـرون لهذه المباراة على أنها محددة لبوصلة قطر، وهنا نراها أنها بساط الريح الذي سيحملنا فوقه صوب الدوحة، حيث الكبار في الإنتظار..
قراءة تحليلية في النزال المحموم الملغوم بين الفهود والأسود..

• فلاش بلاك «لا قياس مع الفوارق»
قبل أن يتواجها في هذا العراك الكروي الشيق، والمحمول على نوسطالجيا تاريخية ظل فيها منتخبنا الوطني حاملا لنفس الإسم والصفة والتقاليد، وقد تغير إسم المنافس من الزايير سابقا لمنتخب جمهورية الكونغو حاليا.
نوسطالجيا تعود لأكثر من نزال بين "الكان" وتصفيات المونديال والمباريات الودية، لكن قبل التطرق للإستعراض النوسطالجي لا بأس من التذكير بالكيفية التي عبر من خلالها كل منتخب ليتواجد اليوم في هذا الملحق الذي يطل بصحابه على المونديال.
الأسود تصدر فريدا منفردا مجموعته بالعلامة الكاملة مستأسدا مسيطرا أمام السودان والغينيتين بيساو وكوناكري العريقة  والكونغو تعذبت وانتظرت لغاية الجولة السادسة لتتفادى كارثة الخروج مثلما تحملتها بغيابها عن الكان بالكامرون لتتصدر ب 11 نقطة وفارق نقطتين مجموعتها العاشرة أمام بنين وتنزانيا ومدغشقر.
لذلك وقبل أن نغوص في البيانات الرقمية التي تبرز أنه لا قياس مع وجود أكثر من فارق بين المنتخبين، كان لزاما استحضار طريق عبور كل منتخب والذي يظـل رغم كل ما تناولناه غير ذي أهمية أمام طبيعة المباراة المسماة ب «السد» التي تذوب فيه الفوارق.
• الفهود الأقل ضغطا
نعم منتخب الكونغو الأقل تعرضا وتحملا للضغوطات، وهذا واقع لغاية الأسف علينا تصديقه مثلما حاول تصديره لمعتركنا مدربهم الثعلب هيكتور كوبر فور إجراء القرعة.
بإعمال ناصية التاريخ ومرجعية كل منتخب وعلاقته بالمونديال والمشاركات في هذا المعرض الكروي الكوني الأكبر عالميا، المنتخب الوطني وقد كان متواجدا في نسخة روسيا هو المطالب بتأكيد نفس الحضور في نسخة الدوحة.
التصنيف الحالي المتفاوت بين المنتخبين عالميا، راتب كل مدرب، إذ يتحصل خليلودزيتش على ضعف ما يتوصل به كوبر وكذا لقيمة المحترفين داخل كل مجموعة.
لكل هذه العوامل متظافرة أو متفرقة، الفريق الوطني هو الأكثر تحملا للضغوطات وسيحملها على أكتافه دون رهبة أو مركب نقص، وهو الذي يدخل المباراة برتبة المرشح الأوفر حظا على المارطون والورق، وفهود الكونغو تراهن على هذه التفصيلة وقد غابت عن نسخة الكامرون في التجمع الكروي الأفريقي من أجل إرباك خطط الأسود لا سيما وأن إعلامهم نفذ وتوغل في وسائط التواصل الإجتماعي المغربية وخلص لواقع وحقيقة أن هناك حملة ضغط شعبية وجماهيرية كبيرة على خليلودزيتش ويحاولون استثمار هذا المعطى لمصلحتهم بشكل آو بآخر مع استفادتهم من تعبئة تاريخية في بلادهم. 
• التاريخ يا أسود
هو التاريخ الذي يفتح لهم الأحضان ويناديهم لمحاكاة إنجاز حقبة التسعينيات حين تأهل الفريق الوطني مرتين تواليا بين مونديالي أمريكا وفرنسا.
هو التاريخ الذي ينادي7 من لاعبيينا الحاليين ليضمنوا عبورهم الثاني مثلما حدث مع مصصطفى حجي والحضريوي ولخلج ونيبت وقبلهم الحداوي مرتين متفرقتين.
هو التاريخ الذي يقول لهم أنه لا يمكن أن يديروا ظهرهم لموعد الحسم بالدار البيضاء لرسم أجمل احتفالية تتزامن مع عودة الجماهير للمدرجات ومع طرد غبن ما حدث في الكامرون من إخفاقات خالفت كل التوقعات.
برجال "الكان" دون استثناء مع قلة قليلة سقطت من مفكرة وحيد، رومان سايس العميد وبونو الحصن وبوفال الملهم وأكرد الألمعي وحكيمي العالمي ولمرابط كاسحة الألغام، كل الثوابت حاضرون إذن في موقعة الشهداء لصد وكبح جماح الفهود.
جولة الذهاب على قدر كبير من الأهمية إذن، جولة من معركة يحضر فيها الطقس والجمهور والعشب الإصطناعي والحكم الجنوب الأفريقي وباقي التوابل.
• الشهداء موطن السعداء 
لئن كان هذا الملعب مرادفا لتعاسة زواره بين الأندية التي لاقت فيطا كلوب هناك أو منتتخب الفهود، فقد سعدت الكرة المغربية بذات المسرح مع الرجاء قبل 4سنوات.
سعادة الكونفدرالية للنسور أمام فيطا كلوب وهي السعادة التي جربها مالانغو ونتمنى أن لا يكررها اليوم وهو منافس لأسودنا.
هيأ هكتور كوبر خطته وهو الواثق أن جواز العبور لن يكون بالدار البيضاء ولن نقبل بذلك، ومقابله هيأ له وحيد خلطة الردع بأسود الكامرون مع روتوشات على المقاس.
نحتاج صك الإطمئنان بالذهاب بهدف يساوي الكثير هنا، فهذا السد يعود سنوات للوراء مثلما حدث أمام مصر وليبيا في تصفيات مونديال المكسيك باستحضار أهمية الذهاب وقطع مشوار باهر في ملاعب الخصوم قبل ملاحم التأهل هنا بالديار.
آثرنا في هذا التحليل أن لا نتحدث بإسهاب عن الجوانب التقنية للمنافس لأن هناك صفحات مفردة لها، بل عن أهمية هذا السفر في كينشاسا كي يتكرر ما شهدناه سنوات ثقيلة فقط بأبيدجان على ملعب هوفيت بوانيي.
ثقتنا كبيرة في الأسود لقهر الفهود، لتأكيد أنها تكبر عند الموعيد الكبيرة وأنها أهل لثقة الأنصار وكل المكونات الساهرة على اللعبة.
ثقتنا كبيرة في أن تقودنا موقعة الشهداء لنكون بنتيجتها من السعداء..
• البرنامج 
ـ الجمعة 25 مارس 2022
ذهاب الدور الفاصل المؤهل لمونديال قطر 2022
بكينشاسا: ملعب الشهداء: س 16: الكونغو الديمقراطية ـ المغرب
الحكم: فيكتور غوميز (جنوب إفريقيا)