علمته الرماية ولما اشتد ساعده رماني؟

قبل أيام قليلة فقط تواجدا في مجمع محمد السادس، وحدتهما الدورة التدريية تحت إشراف الكاف جمعتهما نفس الطاولة غير ما مرة طاولة الغذاء والإفطار والعشاء، لكنهما تفاديا الحديث عن الديربي إلا ساخرين ممازحا الواحد منهما الثاني.

الصداقة صداقة والديربي ديربي ياعزيزي، هكذا كان كل واحد كان يمرر رسالته للثاني، ولم يكن المجمع وغطاؤه هو أول فضاء يجمعهما في معسر مغلق، فقبل 10 سنوات اجتمعا لفترات عدة بالأيام بل بالأشهر، خاصة في نسخة الكان بجنوب إفريقيا، فقد كان الطوسي ربانا للأسود والركراكي مساعدا له.
ولا أحد سينكر أن الطوسي أول من مد يده للركراكي ليقتحم مجال التدريب وقد كان حديث العهد بتعليق الحذاء يومها.

يقول الطوسي: «لقد فطنت إلى أن وليد يملك ذكاء ثاقبا، يملك خصال المدرب الأنجح، حتى لما كان لاعبا كان بدور قيادي داخل المجوعة..  لقد جايل عباقرة من طينة نيبت وشيبو والقرقوري بالأسود، وكان رغم ذلك له دور في التوجيه والتحفيز من المستطيل الأخضر،  رافقتي وكان نعم المساعد ونعم المدرب، لقد اشتغل على نفسه وتطور وهذا يحسب له كثيرا، وهو مدرب محترم ولست أنا من سيحاكم قيمته، النتائج الحالية تتحدث عنه ومن يكون وأنا أعلم الكثير عن أفكاره ولقاؤه مبعث فخر وسرور لي».

وليد لم يكن من الجاحدين المنكرين لأفضال من مدوا له اليد وإن كان ذلك القرار يومها بإيعاز من علي الفاسي الفهري وكريم عالم وتحديدا أحمد غايبي، وقد توسم كل هؤلاء الخير في وليد ليكون مشروعا ناجحا لمدرب المستقبل بعدما اختار الطوسي بنمحمود مرافقا له: «رشيد مدرب محترم وقبلها شخص جدير بالإحترام، أكاديمي وقد تشرفت بمرافقته في تجربتي الأولى رفقة منتخب بلادي،  كانت انعطافة حاسمة وهامة في مشواري التدريبي، اليوم الأمور والظروف تبدلت وتغيرت بالكامل، وسواء كنت معه في تلك التجربة أم لا، فسجله التدريبي وإنجازاته تتحدث عنه وتفرض الإحترام له بحكم الأقدمية السن والكفاءة أيضا والديربي بحضوره له طعم مختلف بطبيعة الحال».

المعلم الذي علم التلميذ الرماية، يخشى أن يرميه بسهمه هذه المرة وما أكثر الآلات، وقد كان فاخر آخر من رماهم الركراكي بسهمه أمام المحمدية في كأس العرش بعد أن دربه في نسخة الكان بمصر 2006.
يتآلف الإثنان وقد جمعتهما سنوات ذات الطاولة بالمعمورة وفنادق العاصمة، حيث كان يحضران خطة الأسود في ذلك الوقت، بعدها فرقت بينهما السبل فتفرقت حتى الأفكار والقناعات الخططية والتكتتيكية، فصار لكل واحد منهما شخصيته المستقلة المختلفة عن الآخر، لذلك هو ديربي المشاعر وديربي طافح بحمولة خاصة ستعكسها صورة العناق بينهما خلال ضربة البداية.
الطوسي سبق وليد للتدريب واليوم كلاهما بنفس الدبلوم وميزة مشرف جدا من الكاف فتساوت معها الأكتاف؟