خلال الندوة الصحفية الثانية لوليد الركراكي، والتي كشف خلالها عن لائحة 31 لاعبا لوديتي الشيلي وباراغواي، وقد تأكد لنا أن الظهير الأيسر أدم ماسينا انضم حزينا لطارق تيسودالي، في رحلة الوجع بسب إصابة بليغة حطمت بالكامل حلم المشاركة في المونديال، وجه الزميل جلول التويجر سؤالا دقيقا هو من وحي اللحظة ومن صميم ما يمكن أن يشغل أي ناخب وطني..

ألن يدفعك هذا الذي حدث لأدم ماسينا، إلى استنساخ ما فعله هيرفي رونار قبل أربع سنوات عندما لعب مونديال 2018 بروسيا بأشرف حكيمي ظهيرا أيسر، وقد تأكد للكل وقتها استحالة حضور حمزة منديل، فتفكر في الدفع بأي من اللاعبين، حكيمي أو مزراوي للعب في الرواق الأيسر؟

كان وليد الركراكي قد كشف قبل ذلك عن أنه استدعى حمزة الموساوي ليكون منافسا بل ومحفزا ليحيى عطية الله، الظهير الأعسر الذي عرفه معرفة يقينية أيام كان مدربا للوداد، لكنه تبسم ضاحكا لسؤال "المنتخب" ورد بقوله:"هذا سؤال ذكي وجيد السي جلول، وأنا سأجيبك بكل أمانة.

هذا الخيار، خيار اللعب بأي من اللاعبين حكيمي أو مزراوي ظهيرا أيسر، مطروح ونتحدث بشأنه، وهو إلى جانب خيارات أخرى قائمة وقد نلجأ لإحداها".

ما سيحدث بعدها، أن حمزة الموساوي سيصاب وسيبتعد كلية عن الوديتين، وبشكل استعجالي سيفاجئنا وليد بدعوته لفهد موفي الظهير الأيسر لنادي بورتيمونينسيالبرتغالي، إلا أن ذلك كله لم يزده إلا اقترابا من الخيار الذي طرحته "المنتخب" ويراه الكثير من الخبراء على أنه أسلم الحلول، إلا أن ما فاجأنا به وليد والفريق الوطني يبدأ مباراته أمام الشيلي، هو أنه وضع نوصير مزراوي في الرواق الأيسر وليس أشرف حكيمي الذي أبقاه في رواقه الأيمن، وكان علينا أن نتابع ونرقب ونحكم على جدية وسلامة الإختيار، برغم أن مؤشرات كثيرة كانت تقول، بأن الخيار سيصيب ولن يخيب.

بشكل رائع اندمج نوصير مزراوي مع المتغير التكتيكي، ولم يفاجئنا فيه ذلك، ونحن من يعرف ان الفتى يملك من الملكات الفنية ومن الذكاء التكتيكي ما يمكنه من التقلب بين العديد من المراكز دفاعا ووسطا وهجوما، لكننا ونحن نطلب منه أن يأتي بنصف ما يطلب عادة من ظهير أيسر، إذا به يقدم وصفة كاملة ومتكاملة، وأبدا لم يتحرج في الإنتقال على رواقه دفاعا وهجوما ليشكل مع بوفال ثنائية مرعبة، احتاج معها منتخب الشيلي لأربعة لاعبين لسد المنافذ.

وطبعا بعد الذي شاهدناه من نوصير مزراوي في مباراة الشيلي سيجعل وليد مطمئنا بشكل كامل على أن الولد هو الخيار المثالي لشغل الرواق الأيسر إلى حين عودة أدم ماسينا، أكثر من هذا لا يمكن لوليد ولنا كمغاربة إلا أن نكون سعداء للغاية بوجود ظهيرين من عيار حكيمي ومزراوي في دفاع الفريق الوطني، وتلك نعمة لا تنعم بها الكثير من المنتخبات العالمية، قوموا بجولة على أبرزها، فلن تجدوا فيها ما هو موجود في الفريق الوطني..

فهل ارتاح بال وليد؟