• المسارح إسبانية، الألحان لاتينية والمعزوفة أطلسية
• من جديد وليد يدعوكم لليلة أنس ببلاد الأندلس

بعد الفاصل الممتع والموال الأطلسي علي أرض الفلامينغو، وبحضور النغمة اللاتينية ممثلة في لاروخا شيلي آخولا، موال أطلسي جديد وليلة أنس جديدة موعودون بها مع الملحن وليد وفريق عزفه الجديد أمام منتخب بيروخا..
ألبيروخا أو منتخب الباراغوي هو ثاني محكات تجريب وليد.. بيروخا واحدة من قلاع الكرة اللاتينية العتيدة وإن غابت شمسها عن المونديال، تعرك أسودنا في حاضرة الأندلس ملعب فيامارين الخاص بنادي بيتيس بعد الطلة الأولى البهية من برشلونة للناخب الجديد..
عاد الوصال ليحلو ومساءات السمر لتجذبنا من جديد مع فريقنا الوطني وقد تحرر من قيود وأغلال الكهل البوسني، موعودون مع ليلة أخرى ستقربنا أكثر من هذا الجيل وما إن كان سيسمو بنا لرافعات الأحلام المونديالية في الملاعب القطرية..

• فلاش باك برشلوني
لا يمكن الخوض في التحليل التقني لمباراة الباراغواي دون العبور على جسر مباراة استعادة الثقة، مباراة صك الإطمئنان التي سبقتها أمام الشيلي ومدى ارتباط هذه بتلك، لا يمكن البتة الحديث عت مواجهة باراغوي الحاجز اللاتيني الثاني الذي اختارته الجامعة محكا لوليد على الأراضي الإسبانية، دون أن نستعيد شريط ليلة الأنس الرائعة على ملعب كورنيلا ببرشلونة.
فمغانم تلك المباراة لا حصر لها، وفوائدها تكاد تكون تجاوزت المتوقع منها وخلاصاتها تخطت حدود اللاعبين لتطال الأنصار والمواقع والمنصات الإفتراضية وكل ما له صلة بهذا الفريق الوطني.
الإطاحة بالشيلي لم تقتصر فقط على إنهاء عقدة مدارس «الكوبا» والكومنبول، بل تعدت ذلك بكثير لتشيع جوا من السعادة بين اللاعبين أنفسهم وقد افتقدوها على عهد من سبق، وتفاؤلا كبيرا من جماهير الأ سود كون منتخبهم الحالي عالمي.
• ألبيروخا بعد لاروخا
كان إصرارنا واضحا على عنونة أول خرجات وليد الحالية مع الأسود كونها بعنوان «لاروخا» لأن أراضي الوديتين محسوبتين على لاروخا الإسباني ولقب الشيلي الموثق في الويكيبيديا هو لاروخا مثلما لقب باراغواي هو ألبيروخا.
لاروخا كانت صلصة فتح الشهية وواحدة من المقبلات التي أجاد وليد وضع مقاديرها بكثير من الإحكام، فقادتنا لمأدبة لا تشبع فيها الكثير من الدسم وخاليا من بهارات عسر الهضم.
هذه المرة ألبيروخا الذي نعرف عنه أنه مع الأوروغواي هما أكثر من نازع القوتين الكبيرتين بالمنطقة «البرازيل والأرجنتين» على الريادة.
صحيح تغيب شمس بارغواي عن مونديال الدوحة، لتشاطر نفس وضع الشيلي الذي واجهنا قبله، لكن هذا لا يبخس كما لا ينقص من تقاليد هذا المنتخب الشرس والقوي والمروض على اللعب الصارم ولو في الوديات قيمته.
يدرك باراغواي أن الأسود أطاحوا بقريبهم الشيلي شكلا وأداء ومضمونا، ولا يرغبون أن يعود المنتخبان لبلادهما محملين بخيبة أخرى تنضاف لخيبة الغياب عن المونديال، متمثلة في تجرع مرارة الخسارة من ذات المنتخب «المغرب» وعلى نفس الأراضي «الإسبانية» لا يحبذون ذلك.
• العزف الجديد
قد يكون إبن الطانغو غويرمو باروس سكيلوتو الذي يقود عارضة الباراغواي التقنية، واكب ودرس الأسود أمام الشيلي وخرج بالخلاصات والإنطباع الذي يوهمه أنه قرأه بالكامل، لكنه سيتفاجأ في الأندلس أنه سيواجه منتخبا متحورا غير الذي راقبه في برشلونة، كيف ذلك؟
وليد أرفق معه لإسبانيا 34 أسدا، كان مصرا على أن تسع طائرة البعثة لهذا العدد ليس للسياحة ولا للإستجمام، بل لتجريب الجميع وتطويع الجميع مع نهجه ومنحهم في أهم تواريخ الفيفا التي تسبق المونديال حظ إقناعه.
سيحافظ وليد على نفس اللحن، لكنه أكيد سيغير العازفين، سيبقي نفس الكورال لكنه مؤكد سيغير على الأقل 5 من  المرددين له.
نال وليد ما يكفي أمام لاروخا الشيلي من القناعات والخلاصات وتحصل علي ما يريد وأبلغنا رسالته «الأساسيون هاهم»، لكن هناك تحفظ على البعض تمثل مباراة الباراغواي واجهة لطرد شكوكه ووضعهم أمام جماهير الأسود في مكاشفة الإقناع أو العكس، خاصة وأن هناك من لم يلعب وآخرون اكتفوا بدقائق معدودة أمام الشيلي، والركراكي رغب في أن يغادر الجميع إسبانيا وهم سعداء.
• المعنيون بالفرصة والتغيير
حتى وإن كان وليد قد أبلغنا رسالة الرسمية لحارسه المفضل بونو وهو يقحمه بنصف جاهزيته أمام الشيلي، إلا أنه سيكون مطالبا باسم المناصفة أن يجرب المحمدي تحسبا لطورائ قد تحدث قبل أو حتي أثناء المونديال.
يقيننا كبير أن مزراوي وحكيمي لن يطالهما تغيير مع سايس، لذلك داري بعد الإقناع سيترك مكانه لجواد يميق أولا وبعده سامي مايي.
أمرابط لم يقنع أمام الشيلي وحضور بلهندة حاسم في هذه المباراة لأنه لا يكمن تصور استبعاده، بل ذلك مستحيل للمباراة الثانية تواليا.
وبطبيعة الحال أملاح المتوسط وأوناحي المقنع نالا فرصتهما ومن دخل مكانهما كانا بجودة أكبر وأفضل، وبالتالي سيلعبان مكانهما «حارث وصبيري المدفعجي الجديد»، ولنصل للمركز الذي يثير قلقا كبيرا منذ فترة طويلة «يوسف النصيري» الذي لن يعود للرسمية وقد أتعب وليد بالدفاع عنه ولو على حداثة عهده بالعارضة، ومشاركة اشديرة أولا وريان مايي ثانيا والكعبي ثالثا، لابد منها من أجل تقييم عادل ومقارنة أكثر عدلا.
هذا عن الأساسيين.
أما البدلاء فتلك قصة أخرى، فمستحيل مشاركة الجميع، إلا أنه من غير الممكن تصور أن لا يلعب الشاعر لدقائق ومنح رحيمي حظ الظهور ولو مع منافسة شديدة من ابو خلال، لكل هذا الفيض والفائض قلنا أنه يغبط وليد على التنوع الخصب الذي أعدمه بكثير من الترهات العالم وحيد.
ليلة أنس مرتقبة على أرض الأندلس فيها يقودنا الفضول لمعرفة اللحن الأطلسي الجديد.