• أعاد الوصال لظهير البطولة الأيسر مع المونديال
• وليد أوصي به وحيد وفي الشارقة كانت المحطة فارقة

نسلط الضوء في هذا البورتري المونديالي على واحد من اكتشافاته، وواحد من اللاعبين الذين استأثروا بنقاشات وحديث واسع مؤخرا وخبر إصابة نصير مزراوي ينزل علينا كالصاعقة، منا من أصيب بالذهول مفتشا في المذكرة عن البديل الأمثل ومنا من آمن أن عطية الله هو ذلك البديل، لكن أخذته موجة الشك بعيدا فألقت به في بحور الحيرة، بين ما إن كان ظهير الوداد قادرا على أن يكون في الميعاد.
«المنتخب» تركب لنا كرونولوجيا، كيف انبعث يحيى عطية الله من رماده ليثور في موسم ثنائية الوداد ويربح له مكانا ضمن المحظوظين بالمونديال، بل من الأكثر حظا وقد لعبوا فعلا مباراة فيه..

ADVERTISEMENTS

• لا يطير في بلاد الأساطير 
بعد أن لمع نجمه مع أولمبيك آسفي اختار يحيي عطية الله التحليق خارج سماءات البطولة، جاءته عروض خليجية لكنه في سن 23 سنة اختار أن يقطع الضفة الأخرى ليلعب في أوروبا، إختار أن يحترف في اليونان وتحديدا في نادي فولوس، مكررا نهج ومنهج زميله ورفيق دربه في نفس الفريق وكلاهما تنتهي قافيتهما بنفس اللقب «حمد الله مع عطية الله».. حمد الله انتقل للنرويج وعطية الله إلى اليونان، إلا أنه هناك شعر بالإختناق وأيقن أنه أكبر من قميص فولوس هذا «فضحى بالفلوس مع فولوس» ليقرر العودة للبطولة في واحدة من القرارات التي حملت البعض ليتحاملون عليه بادعاء فشله في الإحتراف، بينما هو اختار العودة للعب لقيمته ومرجعيته وتاريخه يقول أنه بعشرة أضعاف فولوس وهو نادي الوداد الرياضي، حيث كان الرهان «خطوة للخلف من أجل خطوات للأمام».

• وليد يعيد اكتشافه
لم يكن موسم عطية الله الأول ناجحا ولا موفقا مع الوداد، حدث أن كان واحدا من بين 17 لاعبا الذين تعاقد معهم الفريق في ذلك الميركاطو، لذلك سترافق الإنتقادات سعيد الناصيري في ذلك الموسم الصفري والذي تلا موسم نهائي رادس الشهير، وينطلق الناصيري في تصفية السلعة التي تعاقد معها، فكان عطية الله من الناجين الذين لم يسقطوا من غربالها.
حضر البنزرتي ورحل وبعده جاء دور الركراكي، حيث سيعيد اكتشاف النسخة الأفضل من عطية الله ومن أول تصريح له، مدرب الوداد السابق يصرح أنه تفاجأ لاحترافية اللاعب وحسن انضباطه واستغرب استغرابا شديدا وهو الذي كان ظهيرا ولا تعوزه الفطنة ولا الحدس ليتفرس الغث من السمين في هذا المركز.

• أوصى به وحيد
في حمأة تفتيش المدرب السابق وحيد خاليلودزيش عن ظهير أيسر بمواصفات متفردة، وقد كان قد جرب بداية عهده الموروث «حمزة منديل» سيلجأ للإستعانة بخدمات الجامعة كي تؤهل له آدم ماسينا داخل الفيفا، وفعلا هذا ما حدث، موازاة مع ذلك سر وحيد سيرا على نهج السلف رونار كلا من أشرف حكيمي وتارة نوير مزراوي لتدبير إعاقات هذا المركز متى دعت الضرورة، وخاصة بداية التصفيات المؤهلة للكان، قبل أن يظهر وحيد والذي ليس في فمه ثوم ليخبر رجال الصحافة في ندوة صحفية بأسرار التنسيق مع غيره من زملاء الدرب والمهنة «أعلم جيدا أن هذا المركز هو أحد نقائص ضعف المنتخب المغربي، لذلك تشاورت مع وليد الركراكي مدرب الوداد وقد راقني اللاعب يحيي عطية الله فكان أن أوصاني به وليد، بل قال لي خده على ضمانتي وأشركه أساسيا».

ADVERTISEMENTS

• يحيى عطية من الله
يشاء السميع العليم أن يغادر وحيد ويعقبه وحيد، وبحاسة الخبير وحدس المؤمن وحتى فطنة وذهاء المدرب، سيستبق وليد الوضع وقد خلص إلى استحالة لحاق آدم ماسينا بالمونديال، وهو المدرك أن مزراوي بالكاد يعالج ثقبا وخرما في غير تخصصه، لذلك وفي ودية جيورجيا سيجلس وليد اللاعب مزراوي احتياطيا ويلعب بعطية الله والأخير يبرز أداء موفقا للغاية من أول مباراة يلعبها كاملة وكأنه كان يحضره لدور ما ولطارئ ما في قطر.
وليحدث ما كان يخشاه الجميع، أمام كرواتيا يصاب مزراوي، فلا يوجد من يسد الفراغ المهول في وقت حاسم سوى هذا العطية من الله وليبلي البلاء الحسن وينال الثناء و الإشادة من مدربه وزملائه، وقد بدد خوفهم وحول قلقهم اطمئنانا وثقة، لذلك هو اليوم يعيد  وصال الظهير الأيسر الذي انطلق من البطولة لعالمية المونديال، وبوجمعة بنخريف ومولاي ادريس خنوس، لغاية عبد المجيد لمريس فعبد الكريم الحضريوي ولحسن أبراميو وجميعهم كان لهم من البلاء الحسن ما ترك الأثر الطيب خلفهم، في قطر كان هذا الوصال الجميل لظاهرة البطولة مع المونديال.