يستحق البطل العالمي سفيان البقالي أن يتوج رياضي العام بعد الإنجاز الكبير الذي حققه في الصيف عندما أضاف اللقب العالمي إلى اللقب الأولمبي في مسافة 3000 متر موانع، ويصبح أول بطل غير كيني يحرز اللقب العالمي لهذه المسافة منذ 1980. البقالي إكتسح بطولة العالم في نسختها الـ18 والتي أقيمت في مدينة يوجين الأمريكية محققا زمنا قدره (8.25:13 د)، ليكون أول مغربي يتوج بذهبية 3000متر موانع في بطولة العالم، ونجح بذلك في تحقيق ما فشل فيه في النسختين الأخيرتين من بطولة العالم عندما نال فضية لندن 2017 وبرونزية الدوحة 2019. وسبق للبقالي أن توج بذهبية أولمبياد طوكيو الصيف الماضي بعدما قطع السباق في زمن قدره (8.08:90 د). ولا غرابة إن أخد فوز سفيان البقالي بذهبية 3000 متر موانع في بطولة العالم وقبلها في أولمبياد طوكيو، شكل المعجزة أو شكل المستحيل! ولا غرابة إن وصفه كثيرون بـ»البطل الثائر» فالرجل قرر أن يغير الأرقام والنتائج والأحداث تماشيا مع حركة التاريخ، فلا يجوز أن يكون أبطال كينيا في كل الأزمنة وأن يسيطروا على كل العصور.. كما أن الرجل رفض أن يتجمد سباق 3000 متر موانع بأرقامه وماضيه وحاضره ومستقبله، في نقطة واحدة، وفي موطن واحد.. ليس قبله قبل.. وليس بعده بعد! كان البقالي مقتنعا بأن أي بطل مهما علا شأنه ستكون له سلطة زمنية مؤقتة، وليست سلطة أبدية خالدة.. ومن هذا المنطلق تيقن أن وقت «التمرد» قد حان.. وأن وقت كتابة التاريخ بفصول جديدة قد حل. كما كان البقالي مقتنعا بأن علاقة ألعاب القوى المغربية بمسافة 3000 متر موانع علاقة فاترة جدا.. وحزينة جدا.. ومسكونة بالكآبة وتعاني الإحباط والهزيمة! لذلك لابد لهذه العلاقة أن تتغير! جهز البقالي نفسه جيدا.. وكانت كل السباقات التي خاضها في مختلف التظاهرات والملتقيات الرياضية، قبل أولمبياد طوكيو وقبل بطولة العالم، بمثابة استعداد لهذين «الحدثين الكبيرين».. فقد كان يرى نفسه من طينة الرياضيين المغاربة الذين يثقون كثيرا في قدراتهم ومهاراتهم، ويؤمنون بأن الأبطال المتألقين صنف بشري متفوق، قد يكونون بمواصفات نادرة الحدوث، لكنها أبدا ليست مستحيلة الحدوث.. لذلك يكرسون جهودهم ليصبحوا من طينة الصنف النادر.. وقد أصبح البقالي فعلا «البطل النادر».