بشعار أكون أو لا أكون 

تنتظر الجيش مباراة صعبة عندما يستقبل اتحاد الجزائر في المجمع الأميري، وتؤكد كل المعطيات أن الإختبار ستكون غير سهل ومثير، خاصة أن الفريق العسكري سيكون مطالبا بتجاوز سقطة الذهاب بهدفين للاشيء، والفوز على الأقل بثلاثية نظيفة إن أراد العبور للمربع الذهاب، ورغم صعوبة المهمة فلا شيء مستحيل إن حضرت العزيمة والإرادة وكل الأسباب التي تساعد العساكر على تحقيق الهدف المنشود. 
المربع الحلم
سيخوض الجيش مباراة الحلم أو مباراة الموسم، حيث تفصله خطوة لتحقيق هدف المرور للنصف رغم صعوبة المهمة، ومن حسن حظه أن هذه الخطوة ستكون بين دفء جمهوره، لذلك عليه أن يستغلها رغم الرقم الصعب الذي أمامه والمطالب بتجاوزه والمتعلق بهدفي الذهاب. 
ومعلوم أن الجيش غاب لسنوات عن الواجهة الإفريقية قبل أن يعود في الموسم الماضي للمشاركة فيها، لذلك يتطلع في هذه النسخة للذهاب بعيدا، إذ كلما تجاوز دورا كلما سعى ليصل للآخر، لذلك سيضع كل إمكانياته لتجاوز ضيفه المتحمس. 
ويراهن الجيش على عاملي الأرض والجمهور من أجل إسقاط خصمه، خاصة أنه دائما ما يسجل الإنتصارات على ملعبه، في المنافسة الإفريقية وتعادل في مباراة واحدة بملعبه في الدور التمهيدي أمام ريمو سطار، ما يؤكد أن لديه الإمكانيات لتحقيق الهدف المنشود. 

داكروز تحت الصغط
مؤكد أن المدرب فيرناندو داكروز يشعر بالضغط الذي بات يطوقه بعد خسارة الذهاب وكذا المستوى المتواضع الذي وقع عليه الفريق. 
والواقع أن هذا الضغط قد بدأ بعد الخسارة أمام حسنية أكادير 2 ـ 1 في البطولة،  ثم أمام الاتحاد الليبي 3 ـ 1 في كأس الملك سلمان للأندية الأبطال، وبعدها فاز بصعوبة على المغرب التطواني 2 ـ 1. 
ويدرك داكروز أن الأمور ليست على ما يرام بعد التراجع الذي يعاني منه الفريق، بدليل الأعراض التي كانت في مباراة الذهاب تقنيا وتكتيكيا والأخطاء الدفاعية وغياب الإبداع في الوسط وتراجع الهجوم، كل ذلك سيفرض على داكروز الإجتهاد في الأيام التي تسبق المباراة لتفادي عاصفة من الإنتقادات تنتظره في حال أقصي من المنافسة. 
خصم متحفز
يبقى إتحاد الجزائر من الأندية الوازنة في الكرة الجزائرية بدليل أنه توج بلقب البطولة في 8 مناسبات وفي كأس الجزائر بنفس العدد كما فاز بكأس السوبر الجزائرية في مناسبتين. 
ورغم هذا التألق المحلي لكن اتحاد العاصمة لم يسبق له أن توج بلقب قاري رغم أنه وصل في بعض النسخ لأدوار متقدمة على على غرار نسخة 2013 عندما وصل نصف النهائي في منافسة كأس عصبة أبطال إفريقيا. 
ويرى اتحاد العاصمة الفرصة أمامه من أجل التأهل للنصف، حيث سيفتح له الفوز في الذهاب الطريق لبلوغ النصف، ومتوقع أن يدافع عليه بشدة، خاصة أنه أكد في الذهاب أن لديه الإمكانيات لمقارعة الجيش وخطف بطاقة التأهل. 
بن شيخة.. العائق الآخر
ويقود اتحاد الجزائر المدرب عبد الحق بن شيخة الذي يعرف جيدا الكرة المغربية بحكم تجاربه في البطولة، وقد ساعده ذلك كثيرا في مواجهة الجيش، وتأكد في مباراة الذهاب والطريقة التي ناقش بها المباراة والأسلحة التكتيكية التي اعتمد عليها. 
وانتصر بن شيخة على داكروز في الذهاب من جميع المستويات وسد المنافذ على العساكر بدليل أن الجيش لم يجد الحلول ولم تشفع له إمكانياته ديواجه بها خصمه، لذلك ينتظر أن تكون لمسته حاضرة مجددا في الإياب. 
أصعب امتحان
سيخوض داكروز أحد أصعب اختباراته هذا الموسم، حيث ستكون لمسته مطلوبة مناقشته المباراة تقنيا وتكتيكيا حاسمة، من خلال الإستفادة من أخطاء الذهاب. 
ويدرك أنه سيواجه مدربا متمكنا ويعرف جيدا الكرة المغربية وهو ما أكده في الذهاب، وسيكون داكروز مطالبا بتصحيح الدفاع الذي كان متواضعا في الذهاب وارتكب عدة أخطاء خاصة على مستوى المنظومة الدفاعية ككل، وعليه أن يدفع بالوسط ليكون أكثر إبداع، مع نجاعة الهجوم والبحث عن الحلول للوصول لمرمى الخصم، خاصة أن غياب رضا سليم بسبب حركة متهورة سيترك فراغا كبيرا في هذا المركز، كلها أمور ستزيد من صعوبة مهمة المدرب الفرنسي. 
بشعار أكون أو لا أكون
هي مباراة لا تحتمل لا أنصاف الحلول ولا الانتظار أو الحذر، إذ يجب أن يكون هناك اتجاه واحد وهو البحث عن التسجيل. 
ويعرف الجيش أن تأهله يمر عبر الفوز بثلاثية نظيفة أو أن يسجل على الأقل هدفين ليتعادل مع خصمه، كل ذلك يتطلب استعدادا مهما وتركيزا كبيرا من اللاعبين لتحقيق هذا المطلب، خاصة أنه سيجد أمامه فريقا منظما ومتمرسا ومدربا ذكيا ويعرف كيف يتعامل مع المباريات. 
الجيش يعرف أن لا شيء مستحيلا، خاصة مع الجماهير العريضة المنتظر أن تدعم لاعبيها لأنها تدرك صعوبة الإختبار، ولا بد من نسيان أي عتاب والتركيز على المباراة وتأجيل الإنتقادات. 
البرنامج
ـ الأحد 30 أبريل 2023 
بالرباط: مجمع الأمير مولاي عبدالله: س 20: الجيش الملكي - اتحاد الجزائر