مثل كل مرة تنشط فيها الطحالب والذين يقتاتون على الفتن، ولا يروق لهم بالمرة صفاء الأجواء بعرين الأسود، سارت بعض المنصات ووسائطها الإجتماعية في سياق الترويج لغضبة عارمة اجتاحت الخلوق منير المحمدي بسبب تجاهله من الناخب الوطني وليد الركراكي، بعدما كان يمني النفس بالظهور في نفس الملعب «أكادير» أمام ليبيريا، وهو الملعب الذي شهد أول إطلالة له مع الأسود سنة 2015 مع الزاكي بادو، أمام منتخب أوروغواي وديا والهزيمة بهدف إديسون كافاني من ضربة جزاء لا غير.
نفس المروجون إستندوا لمعطى أن ياسين بونو ارتكب هفوات أمام كوت ديفوار أقر بها الناخب الوطني في ندوته الصحفية التي سبقت المواجهة، وبدا ذلك أشبه بالمؤشر على جلوس حارس الهلال احتياطيا للمحمدي.
الركراكي كرر نفس المقاربة والمسلك الذي اعتمده بين وديتي البرازيل وبيرو شهر مارس المنصرم، حين أخطأ بونو في التمرير المباشر واستقبل هدفا من منتخب "الصامبا" وآثر الركراكي إقحامه أساسيا أمام بيرو، مستندا إلى معطى هام عدم تدمير بونو ذهنيا، وقد كان يومها ليس في أفضل أحواله داخل إشبيلية وترسيمه في هذه المباراة، وكذا منحه فرص ليتلقى التكريم الذي يستحقه في "الواندا ميتروبوليتانو" معقل أتلتيكو مدريد أول ناد احترف في صفوفه في الليغا، وهو ما كان حين تم تكريم الراحل العربي بن مبارك رحمة الله عليه من النادي المدريدي وبونو من جماهير الروخي بلانكوس.
ما حدث أمام ليبيريا لم يخرج عن القاعدة، والمحمدي لم يعربد وليست تلك أخلاقه مثلما كان أول الفرحين والمحتفلين مع كل هدف سجله الأسود، وبينه وبين بونو العلاقة تعمقت كثيرا لقواسم مشتركة غريبة ألفت بينهما «الليغا، الفريق الوطني وحاليا السعودية».
مثلما أن الركراكي كان واضحا ومباشرا وقد حسم القلاقل بقوله: «المحمدي حتى وهو مصاب قمنا بضمه للمعسكر السابق للبقاء معنا، لأنه لاعب مهم ومؤثر ولأنه منضبط ومحترف وله تأثير رائع على المجموعة، إلا أن بونو هو الحارس الأول للفريق الوطني وهذا أمر محسوم ولا يغضب ذلك أحدا، مثلما أننا حين احتجنا المحمدي في المونديال وجدناه نعم البديل وتوفق مثلما لم يتوقع أحد أمام بلجيكا، ولو من دون حركات إحماء، لذلك لنا الحق في أن نفتخر بتواجد حارسين بهذه القيمة وخاصة الأخلاق وروح المسؤولية بيننا».
لذلك كان لزاما توضيح هذا المعطى، مثلما لا أحد يحتاج ليستدل على أن الركراكي حتى لو واجه منتخب درجة تاسعة لن يغير تشكيله، وهو ما صرح به مرارا وترجمه على أرض الواقع حتى في وديات السهل الممتنع.