هل كان لا بد وأن نخاف على شيء، أو أن نهاب على الفريق الوطني شيئا، وهو يفتتح المشوار وطريق الألف ميل بمواجهة المنتخب التنزاني؟ ومن أي طبيعة يأتي هذا الخوف، من المنافس أم من الظروف، أم من الضغط النفسي الرهيب؟
شاهد الفريق الوطني بأم العين ما حدث مع منتخبات شمال إفريقيا، في أول جولة من وجع بدني فتكتيكي بسبب العوامل المناخية الصعبة، لذلك كان خوفنا كبيرا من أن يصطدم الفريق الوطني بفريق لا يراه ولكن يتنفسه مع الهواء، إنه الطقس الحار والجاف.
وكان الفريق الوطني وعلى رأسه وليد الركراكي محقا بالوصول مبكرا إلى سان بيدرو، حيث كانت الألفة مع مناخ سان بيدرو، فلن يتأثر الأسود بعد 90 دقيقة شبه مثالية كرسوا خلالها شخصية البطل وأسلوب الفريق المونديالي وروح المنتخب الذي يقود المنتخبات الإفريقية.
صحيح أننا لا يمكن أن نصف المباراة أمام تنزانيا بالمثالية، لكن النتيجة والأداء واختراق المشهد الصعب وترويض الظروف المناخية، كلها أشياء تجعل من ثلاثية الأسود أمام تنزانيا فاصلا أول في ملحمة يثوق الأسود لتكون لها ذات الإيقاعات المونديالية.
تغيير إضطراري وحيد لجأ إليه وليد ويحيى عطية الله يبتعد عن المباراة بفعل الإصابة، فكان القرار وضع شيبي في الرواق الأيسر والإبقاء على حكيمي في رواقه الأيمن ليشكل الثالوث السحري مع أوناحي وحكيم زياش، فيما استوطن عبد الصمد الزلزولي بزئبقيته ومرونته، بل وعذوبته أحيانا الرواق الأيسر، فبعد دقائق جس النبض ودخول الغلاف الجوي للمباراة سيفتح هدف سايس من كرة ارتدت إليه من حارس تنزانيا الأجواء وسيعلن الأسود أن عرينهم لا يضام، فجاء بعد ذلك سيل من الفرص كادت تنهي الشوط الأول بأكثر من هدف العميد.
وزاد توجسنا من أن تلقي حرارة الجو بظلالها القاتمة على الأسود لتنال من مخزونهم البدني، إلا أن العكس هو ما سيحصل، فبعد استفاقة لا توجع للمنتخب التنزاني سيساعد الأسود زمام المبادرة وسيوقعون على صعود قوي توجوه بهدفين آخرين في ظل النقص العددي للمنتخب التنزاني الذي أفرط لاعبوه في الخشونة.
نجاح شاكلة 4ـ1ـ4ـ1 في هندامها الهجومي ظهرت جميلة وأنيقة ومكنت الأسود من اختتام المباراة على إيقاع ثلاثية نظيفة وكسب نقاط ثلاث غالية وثمينة في نفس غلاء وجمالية أي عرض كروي يقرن النتيجة بالأداء.
وغدا مع الفهود سيكون للأسود موعد جديد مع الإثارة في طريق البطولة.