لا يحمل الجزائري وليد صادي، الذي أعيد انتخابه على رأس الجامعة الجزائرية لكرة القدم، حلم إعادة الجزائر لعضوية المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، فقط بعد أن ظلت بعيدة عن الهيئة التنفيذية للكاف منذ أن أزاح فوزي لقجع رئيس الجماعة الملكية المغربية لكرة القدم، الجزائري محمد راوراوة من هذه الهيئة التي كان وقتذاك رجلها الثاني بعد الراحل عيس حياتو، في جمع تاريخي بأثيوبيا شهد فوزا ساحقا لفوزي لقجع ب 41 صوتا مقابل 7 أصوات لمحمد راوراوة.
ليس الرهان الأوحد لوليد صادي المدعوم والموجه من طرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والذي اشترى طريقه نحو تنفيذية الكاف، بدعوة التونسي جنيح الإبن للتنحي، ليس الرهان هو إعادة الجزائر لدواليب الكاف، ولكن هناك ما هو أبعد من ذلك، بالنظر إلى أن وليد صادي يحمل أيضا قبعة وزير للرياضة، إعلان حرب الديبلوماسية الرياضية على المغرب، الذي يرى الرئيس الجزائري أنه تغلغل كثيرا في مراكز القرار داخل كافة المؤسسات الرياضية، وأنه على حد قوله يصيب الرياضة وكرة القدم الجزائرية بالخصوص بالعديد من الأضرار.
وكان بالإمكان استلهام العديد من الأفكار المؤسسة للتوجه الجزائري الجديد، والقاضي بمحاصرة المغرب ديبلوماسيا ورياضيا من خلال تغيير المنظور والإستراتيجية، من خلال ما أطلقه وليد صادي خلال الجمعية العامة من أفكار وإشارات تقول أن الجزائر ستتحرك من خلال القوة الناعمة للرياضة لمحاصرة المغرب والحد من تغلغله داخل المؤسسات الرياضية، وهو ما يعبر عنه الإعلام الجزائري بضرورة وقف التغلغل المغربي داخل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
وهنا يخطئ الجزائريون كعادتهم المقاربة، فهم لا يفكرون في بناء نهضتهم الرياضية من الداخل، ولا يتبنون إستراتيجية واضحة المعالم ليجعلوا الصرح يقف على دعامات قوية كما كان الحال مع المغرب، ولا يتطلعون لتوظيف الرياضة والديبلوماسية الموازية كقوة ناعمة، من أجل تلميع صورتهم المشروخة في عيون العالم، ولكن وعيهم المغيب، يجعلهم يركبون هذا المركب الهش والمتآكل لتحقيق مآرب لها طابع الكراهة والعدوانية، ومنها على الخصوص إعلان الحرب على المغرب.
ولأن المقاصد تحدد طبيعة العمل، فإن ما يبنى على العداء والتفكير في الإجهاز على الآخر بطرق خبيثة، لا يمكن أبدا أن يفضي إلا إلى الهزائم والنكسات، ومع ذلك فإن الخطاب الذي أطلقه وليد صادي، وقد استقاه رأسا من رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، لا يمكن أن نقابله نحن بالإستخفاف، لأننا نحن من يُحارَب، ونحن من يُسْتهدَف بخطاب العداء، وبالتالي وجب رفع سقف اليقظة، بالدفاع عن مكتسباتنا الرياضية، بخاصة تلك التي يمثلها وجود رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع داخل مؤسسة الفيفا والكاف، وجود فعلي ووازن وليس وجودا صوريا،
وأيضا باعتماد حصن إعلامي وطني يكون في مواجهة إعلام الكذب والزيف الذي يجعله صادي في مقدمة الجيوش "الوهمية" التي يريد بها شن الحرب الرياضية على المغرب.
وغدا يعرف وليد صادي في أي مستنقع رموه، وأن المغرب "عظمه ناشف" ويقف شامخا كالجبل لا يهزه ريح خبيث قادم من جار السوء.