• حكاية الفلس ولعنة رادس
ما غلب على مواجهات خاضها أسود الأطلس مع أي من المنتخبات الإفريقية، الإثارة والندية، أكثر مما غلب على مواجهات الأسود لنسور قرطاج، التي تمثلت في واقع الأمر مواصفات الديربيات التي لا تحسمها في الغالب سوى الجزئيات البسيطة.
وعبر تاريخ مواجهاتهما الطويل، الذي انطلق سنة 1957 بمواجهة إستضافتها بيروت بمناسبة الألعاب العربية، وسيتواصل بالمواجهة رقم 45، عندما يتواجه المنتخبان غدا الجمعة بالملعب الكبير بفاس، في إطار ودية بالغة الأهمية، كانت هناك العديد من المحطات المشتعلة والجميلة ما زالت تحفظها الذاكرة، نلخصها في 4 مشاهد.
• المشهد الأول: القرعة حسمت الأمور
وضعت تصفيات كأس العالم 1962 بالشيلي، التي سيفلح المنتخب المغربي في تجاوزها كلها، قبل أن يضطر لمباراتي سد أمام المنتخب الإسباني، وضعت أسود الأطلس في مواجهة المنتخب التونسي.
جرت مباراة الذهاب في 30 أكتوبر من عام 1960 بالدار البيضاء، وخلالها فاز الفريق الوطني بهدفين لهدف، (سجل هدفي الأسود الخلفي والزهر)، وهي ذات الحصة التي سبفوز بها المنتخب التونسي في مباراة الإياب في شهر نونبر من ذات السنة، ليتوجه المنتخبان إلى مدينة باليرمو الإيطالية للعب مباراة سد فاصلة يوم 22 يناير 1961، وهنا أيضا يتنتهي المباراة متعادلة بهدف لكل منتخب (سجل هدف الأسود) الزهر، ليتم الإحتكام إلى القرعة التي ستبتسم للمنتخب المغربي وتنقله للدور القادم.
• المشهد الثاني: الفلس حسمها بمارسيليا
ثمان سنوات بعد هذا الإصطدام الدراماتيكي، سيتضعنا تصفيات كأس العالم 1970 بالمكسيك، أمام نسخة طبق الأصل مما سلف.
ستحكم قرعة الدور الإقصائي الثاني على المنتخبين المغربي والتونسي بالتقابل، وكانت البداية بمباراة ذهاب جرت يوم 27 أبريل 1969 بتونس العاصمة، وانتهت متعادلة من دون أهداف، وهي الحصة ذاتها التي انتهى بها لقاء الإياب يوم 18ماي من ذات السنة بالدار البيضاء، لينتقل المنتخبان إلى مدينة مارسيليا الفرنسية لخوض مواجهة السد الفاصلة بملعب الفيلودروم، وهي المواجهة التي انتهت بتعادل إيجابي، هدفان لكل منتخب (سجل هدفي الأسود مولاي ادريس وحمان).
وفي أعقاب هذا التعادل، لجأ حكم المباراة إلى «الفلس» لتحديد الفائز في المواجهة، وأمام الفوضى التي سادت عملية القرعة، اضطر الحكم لإخبار عميدي المنتخبين المغربي والتونسي، اللحاق به إلى مستودع الملابس، وهناك كشف عن فوز المنتخب المغربي وتأهله للدور الإقصائي الفاصل، الذي منه كان عبور الأسود نحو مونديالهم الأول.
• المشهد الثالث: الحظ العاثر
سنة 2004، وتونس تستضيف النسخة 24 لكأس إفريقيا للأمم، سيقدم المنتخب المغربي بقيادة مدربه الزاكي بادو فواصل ملحمية، جعلته يبلغ لثاني مرة نهائي كأس إفريقيا للأمم، لكن من حظه، أنه اصطدم في ذاك النهائي بمنتخب تونسي، كان يلعب أمام جماهيره، ولصالحه أيضا تلعب الكثير من المؤثرات.
تقدم المنتخب التونسي مبكرا، بهدف لمهاجمه البرازيلي الأصل سانطوس في الدقيقة الثانية، ليدرك التعادل يوسف المختاري بضربة رأسية جميلة في الدقيقة 38، إلا أن نسور قرطاج نجحوا في توقيع الهدف الثاني، هدف الفوز والتتويج بواسطة زياد الجزيري في الدقيقة 52 من خطأ لفوهامي في إبعاد الكرة، لتضيع كأس إفريقيا من أسود الأطلس، وقد كانت قريبة منهم، بل كانوا يستحقونها لأبعد الحدود.
• المشهد الرابع: لعنة رادس تتواصل
سنة بعد نهائي كأس إفريقيا للأمم الذي أحبط أسود الأطلس، والجرح لم يندمل بعد، وضعت إقصائيات كأس العالم 2006، المنتخب التونسي في طريق أسود الأطلس، وكانت خاتمة مشوار هذه التصفيات مباراة العودة بين المنتخبين بتونس العاصمة.
توجه الفريق الوطني إلى ملعب رادس والتأهل للمونديال الألماني يحتاج منه إلى فوز ولا شيء غيره، ذلك أن منتخب تونس كان رصيده من النقاط 20، يأتي بعده المنتخب المغربي بـ19 نقطة، وسينجح المنتخب المغربي في التقدم في النتيجة منذ الدقيقة الثانية بواسطة مروان الشماخ، إلا أن المنتخب التونسي تمكن من معادلة النتيجة من ضربة جزاء إنبرى بنجاح كلايطون في الدقيقة 18.
وتوجت الأفضلية الكاملة للأسود خلال الشوط الأول بتوقيع مروان الشماخ للهدف الثاني في الدقيقة 43، إلا أن سواء تفاهم كبير بين طلال القرقوري والحارس نادر لمياغري، يمنح المنتخب التونسي هدف التعادل، هدف التأهل لمونديال 2006، ليتكرر مشهد الحزن والدموع.
إضافة تعليق جديد