حقق المنتخب المغربي انتصاره على منتخب تونس (2 – 0) في المباراة الودية التي جمعت الفريقين بملعب فاس الجديد.. وماذا بعد؟

سَعِدَ وليد الركراكي، وأضاف إلى رصيده فوزا جديدا.. لكن بأي طريقة؟ وبأي ثمن؟ وماذا كسب المنتخب الوطني؟..لا شيء!!

اللقطة الوحيدة في المباراة التي ستبقى راسخة في الذاكرة، هي لمسة أيوب الكعبي التي جاء منها الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع من زمن اللقاء.. أما الباقي فكان مجرد خربشات!!

انتظرنا كثيرا، خلال الشوط الأول، أن تنقشع الغيوم، ويزول الضباب الذي حجب الرؤية عن اللاعبين لدرجة أننا لم نشاهد 3 أو 4 تمريرات سليمة.. توقضنا، وتصحح لنا الرؤية، وتبشرنا بأننا سنشاهد مباراة ممتعة ومن الصنف الرائع.. وانتهى زمن الشوط الأول سريعا.. كان فيه كل شيء سيء للغاية.. وكنا فيه متوهمين إلى أبعد حد.

كان شوطا مُخجلا ومليئا بـ"المسخ".. ومن المؤسف حقا أن نصف هذا الشوط بـ"المسخ"، وقد حضره أفضل وأحسن وأجود لاعبي الفريق الوطني في الوقت الراهن.. لا حكيمي هو حكيمي.. ولا أمرابط هو أمرابط.. ولا النصيري هو النصيري.. ويمكن قول ذلك على بقية اللاعبين.. الكل كان يتحرك ويتململ ويجري هنا وهناك.. والكرة تنتقل من أقدام إلى أخرى.. لكنها كانت تضيع سريعا.. دون أن نشاهد نهجا تكتيكيا يشفي الغليل، أو نظاما كرويا واضح المعالم، يستطيع اللاعبون من خلاله أن يلعبوا كرة سلسة وسهلة، تقود للبناء السليم، وتؤدي إلى التهديد.

لا نتحدث عن اختيارات اللاعبين، ولا عن التغييرات التي قام بها وليد خلال الشوط الثاني.. ولكن الحديث يهم بالأساس منظومة اللعب.. ويَحزُّ في النفس فعلا، أن الفريق الوطني بكل جودة ووفرة لاعبيه، وبكل سنواته الثلاث التي مرت حتى الآن بقيادة وليد.. لا زال يحبو، ولا زال يقيس أولى خطواته لبناء شخصيته وإيجاد هوية تخصه.. لكن للأسف لا هو صنع لنفسه شخصية قوية، ولا هو وضع لنفسه هوية خاصة.. ولا هو وجد نظام لعب قار وواضح المعالم.

يجب على الركراكي أن يستيقظ، وأن يكون واضحا وصريحا مع نفسه، فالوقت لا يرحم.. وإذا كان مقتنعا بأن الأداء الذي يقدمه الفريق الوطني طيلة الفترة الأخيرة.. من طينة وعينة ما شاهدناه أمام تونس، سيقود الفريق الوطني ليكون سيد زمانه خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا بعد 5 أشهر.. فهو واهم للغاية، ومخطئ جدا، وساذج إلى أبعد حد!!