"السيتزن" هيأ العتاد والوداد سلاحه العناد


الثالثة يقولون عنها عادة أنها تكون ثابتة، لذلك هو إبحار الوداد الثالث في مونديال الأندية ولو أنه الأول بصيغته المتحورة والمتطورة المحينة..

بعد الإمارات والرباط، هاهي ؛فيلاديليفيا" تضع وداد الأمة في مسرح ومعرض الأحلام في بلاد "العم سام" بين عمالقة أندية العالم مستهلا أول إطلالة بمواجهة الغول الأنجليزي..

"السيتزن" السماوي بمدربه الفيلسوف الجريح غوارديولا خصم الوداد الأول، في مباراة شبهتها قصاصات عالمية ب»الوزن الثقيل أمام الريشة» بمنطوق الملاكمة، فهل من متمرد؟

الوداد يغنم زاد الغزاة

بداية ومثلما يتم توثيق أسباب النزول لا بد من توثيق أسباب الحلول، فما الذي أتى بالوداد لبلاد العم سام ليكون بين كبار أندية العالم وكل القارات..؟

باختصار الوداد الحاضر في هذا المعرض الفيفاوي المنسوب للفيفا كونه هذا المونديال المتحور ب 32 ناديا هو من بنات أفكار جياني  إينفانتينو، إنما يغنم ويستثمر ما زرعه في أراضي القارة السمراء خلال السنوات القليلة المنصرمة حين توج بطلا للعصبة وحل وصيفا بعدها ليضمن بمحصلة النقاط التواجد مع 3 أبطال آخرين من إفريقيا.

ففي النسخة التي يغيب فيها البارصا وهو في أوجه بموسم حصاد متميز، يحضر الوداد وهو بموسم صفري للإستدلال على أن التواجد في المونديال خضع لمعايير تنقيط صارمة، رصدت حضور أندية كل القارات في آخر استحقاقات همت مسرح الأبطال، حيث الوداد الذي أطلق عليه أنصاره «غزاة القارة» يتواجد مستفيدا من تلك الصولات المعروفة.

 السيتزن قدر الإفتتاح

لا يوجد بين القنافذ أملس ولا بين الحاضر من عمالقة أوروبا من يمكن تفضيله على حساب الآخر، هو ملتقى الدناصير ولا مناص من ملاقاة واحد من هؤلاء.

لذلك كان قدر الوداد لقاء "السيتزن" وقد كان بالإمكان أن يلاقي باريس المتغول حاليا أو ريال مدريد بسطوة التجديد أو عملاق بافاريا وعريق ليفربول، أو حتى مدفعجية أرسنال الذين لا يرحمون، لذلك بدا الوضع يوم القرعة وكأنها مطحنة أو مدعكة تلك التي رمت الوداد ليلاقي هذا الغول السماوي.

لتخف وطأة القلق بعدها ومانشستر سيتي يوقع مع فيلسوفه الإسباني غوارديولا على أسوإ مشوار ومحصلة في تاريخهما معا، بتعدد الهزائم التي وصلت 12 خسارة وحدها محليا، بينما أوروبيا غادر من الملحق أمام ريال مدريد، لذلك خفت حدة ومخاوف مواجهة مانشستر الذي لا يقهر بعد أن تجرأت فرق أوروبية متوسطة وأخرى أنجليزية بنفس درجة المتوسط لتفرمل السيتزن وتجابه خطط بيب المكشوفة.

غوارديولا يعرفنا بالتفاصيل

حين واجه غوارديولا الرجاء قبل 12 عاما في نهائي الموندياليتو مثلما كان يطلق عليه، أطل علينا في الندوة الصحفية التي سبقت موقعة مراكش ليتحدث لنا عن الهاشيمي والراقي وعن أولحاج والعسكري، ثم عن كوكو ومتولي والحافيظي، وبدا وكأنه يعرف، حيث الوازيس ومحيطه..

هذا هو غوارديولا الذي يقرأ خصومه مهما كان انحدارهم أقل منه تقديرا لمنافسيه مثلما يقول، فمبالك والوداد حضر نفسه لملاقاة "السيتزن" بوديتي إشبيلية وبورطو.. غوارديولا واجه مؤخرا حكيمي وخسر منه بالأربعة في عصبة الأبطال، وحدثه طويلا مثلما واجه بونو الذي عركه في السوبر الأوروبي وأسال له العرق البارد وجره لفاصل الترجيح وحدثه طويلا، ما يعني أن بيب يعرف كل التفاصيل عن اللاعب والموهبة المغربية وهنا يكبر مؤشر القلق.

يكبر لأن الوداد لن يكون لغزا ولا كتابا غامضا أمام غوارديولا المعروف أن أكبر نقاط تفوقه تكمن في قوة قراءته لخصومه، لذلك هو يعرف الوداد بنفس مقايس معرفة بنهاشم لفرسانه الحمر..

"الفيكينغ" هالاند

مباراة مثل هذه لا تتكرر كل يوم، وأساطير الوداد ممن وجهوا خطابهم للاعبين  كانت برقيتهم ملخصة في «إستمتعوا مع حفظ شرف القميص»..

لغة الورق تقول أن فريقا أنفق 160 مليار سنتيم لضم 3 لاعبين فقط مؤخرا، قاسمهم المشترك كلمة ريان وكلاهما من الجزائر «ريان شرقي وريان آيت نوري»، إضافة للهولندي ريندرز، هو مرشح فوق العادة لكسب النزال.

بل هنالك من تحدث عن الحصة وذهبوا لتخمين ما سيدون في شاشة ملعب فيلاديليفيا بعد نهاية النزال غير المتكافئ، لكن كرة القدم وجدت لمن تنسب مفاجآتها للريح المحمول في جوفها والذي قلب مرارا معطيات قراء الفناجين.

من يراقب بنهاشم؟ الفايكينغ هالاند؟ أم الفرعون مرموش؟ أم الدكاكة البلجيكي دوكو أو فودين الماكر؟ أم البرتغالي سيلفا..؟

لذلك سيلعب الوداد الذي جدد صفوفه وعبأ بطاريته، وقد تحضر بسباعية كندية ترفيهية لهذه المباراة، بروح المجموعة وبرهان المفاجأة آملا أن يحدث واحدة منها ليكون أولى عناوين هذا المونديال المتحور، الأرقام والمعطيات أنجليزية والأماني مع الآمال والدعوات ودادية، وفي مطلق الأحوال وبخلاف النسخ السابقة، هام التعويض متاح في مباراتين متبقيتين، لكن مع حتمية الخروج من موقعة السماوي بأخف الأضرار.