شهد الموسم الكروي لعام 2025 تحولا غير مسبوق في مشهد كرة القدم العالمية، مع تنظيم النسخة الموسعة الأولى من كأس العالم للأندية، التي جمعت 32 فريقا بنظام يحاكي كأس العالم للمنتخبات. الحدث الذي احتضنته الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 14 يونيو و13 يوليوز، شكّل تجربة تنظيمية ورياضية ضخمة تسبق مونديال 2026، وأحدث نقلة نوعية في مسار بطولات الأندية على الصعيد الدولي. 

وكانت المفاجأة الأبرز، خطف نادي تشيلسي الإنجليزي لقب البطولة عقب فوزه المستحق على باريس سان جيرمان في النهائي بنتيجة 3-0، مؤكدًا مكانته الأوروبية والعالمية. 

بهذا التتويج، أصبح "البلوز" أول فريق في التاريخ يحقق السباعية الكبرى، حيث فاز بجميع المسابقات القارية والعالمية المعترف بها: عصبة الأبطال، أوروبا ليغ، السوبر الأوروبي، كأس الكؤوس، كونفرنس ليغ، وأخيرا كأس العالم للأندية بنظاميه القديم والجديد.

وقد سجل تشيلسي 17 هدفا خلال مشواره، متصدرا لائحة الفرق الأكثر تهديفًا، وبرز نجمه كول بالمر بثنائية في النهائي وصناعة الهدف الثالث، في عرض هجومي ساحر جمع بين الفعالية والتكتيك. 

كما شهدت هذه النسخة الجديدة تسجيل أرقام لافتة ستبقى راسخة في ذاكرة المتابعين، حيث تم إحراز 195 هدفًا على امتداد المباريات، في دلالة على الطابع الهجومي القوي الذي طبع المسابقة. كما عرفت المسابقة أطول مباراة في تاريخ المونديال، والتي جمعت بين تشيلسي الإنجليزي وبنفيكا البرتغالي، إذ امتدت لأكثر من أربع ساعات، بعدما توقفت لفترة طويلة بسبب سوء الأحوال الجوية.

أما الرقم الأبرز، فقد جاء من بوابة بايرن ميونخ الألماني، الذي وقّع على أكبر انتصار في تاريخ كأس العالم للأندية، بعدما اكتسح أوكلاند سيتي النيوزيلندي بنتيجة 10-0 ضمن دور المجموعات. هذا الانتصار الساحق مكّن النادي البافاري من معادلة أفضل حصيلة تهديفية له في مباراة دولية، منذ فوزه على أنورثوسيس فاماغوستاالقبرصي بنفس النتيجة في كأس الاتحاد الأوروبي عام 1983.

أما عربيا فقط ترك العرب بصمتهم في هذه النسخة بشكل مشرف للأجيال القادمة، حيث 

خطف وسام أبو علي، مهاجم الأهلي المصري، الأنظار بعد تسجيله "هاتريك" أمام بورطو البرتغالي، ليصبح أول عربي يسجل ثلاثية في النسخة الموسعة، وثاني لاعب عربي في تاريخ المسابقة يحقق هذا الإنجاز.

وتألق ياسين بونو، حارس الهلال السعودي، وكان من أبرز حراس المسابقة، خاصة في مواجهاته أمام ريال مدريد ومانشستر سيتي. الامر الذي جعل الحارس المغربي أحد عناصر التشكيلة المثالية للبطولة.

كما واصل أشرف حكيمي تألقه مع باريس سان جيرمان، بعدما وصل إلى 26 مساهمة تهديفية هذا الموسم، كأكثر مدافع يسهم في الأهداف بموسم واحد في التاريخ، محطما رقم الأسطورة داني ألفيس.

ورغم خروج معظم الأندية العربية مبكرا، فقد تمكن الهلال السعودي من بلوغ ربع النهائي، بعد مشوار مميز شهد تعادلا مع ريال مدريد 1-1 وفوزًا دراماتيكيا على مانشستر سيتي بنتيجة 4-3، ليؤكد حضوره القوي على الساحة الدولية.

بهذا يكون كأس العالم للأندية 2025 امتحانا تجريبيا مثاليا لاستضافة الولايات المتحدة الأمريكية كأس العالم للمنتخبات في 2026. ورغم الانتقادات المتعلقة بالظروف المناخية وتفاوت الحضور الجماهيري، فإن الولايات المتحدة أظهرت قدرة تنظيمية لوجستية وتقنية عالية المستوى، مع ملاعب مغطاة وتدابير تبريد لتفادي آثار الحر. لتكون النسخة الموسعة من كأس العالم للأندية قد نجحت في تجاوز التوقعات، وأثبتت أن اللعبة لا تزال قادرة على التجدد والتوسع عالميا.