بينما تحاول الحكومة عبر الوزارة الوصية على القطاع الرياضي، وعبر المؤسسات ذات الصلة، مصادرة كل أشكال التغلغل لشركات المراهنات الرياضية غير المشروعة، وفي مقدمتها شركة "1XBET"، إذا بهذه الأخيرة ومن ينسج على منوالها، تدخل من النوافد، وقد أوصدت في وجهها الأبواب، وتستغل في ذلك سذاجة بعض الجمعيات المنظمة لأحداث رياضية، وعدم معرفتها بما يستجد من قرارات، فترتمي بشكل سمج في أحضان هذه الشركات المحظورة والخارجة عن القانون.
ومن آخر البدع التي أطلعنا عليها، أن الجمعية المغربية لكرة المناورة، وهي رياضة مستحدثة، ولا ندري كيف جرى الترخيص لها، كشفت عن تنظيمها لما أسمته بالنسخة الأولى للبطولة الوطنية المفتوحة، وقد جعلت في مقدمة مستشهري هذه البطولة شركة المراهنات الرياضية غير القانونية والمحظورة "1XBET"، ليس هذا فقط بل وصفته في بيان رسمي لها ب"الراعي الرسمي للجمعية المغربية لكرة المناورة والمساند الرئيس لمنتخباتها الوطنية".
ولأننا نوقن أن لهذه الشركة "السرابية" أذرعا خفية تهيء لها الأرضية لتقتحم مشهدنا الرياضي الوطني، مستغلة "جهل" بعض المنظمين للأحداث الرياضية، أن القانون يحظر التعامل مع هذه الشركات غير المرخصة، بل إنه يتابع قانونا من تعامل معها ضدا على اللوائح، فقد نجحت في التسلل لمشهدنا الرياضي الوطني.
وكان المغرب قد استضاف قبل أيام فقط أشغال ندوة انعقدت بالرباط، من المجلس الأوروبي في موضوع "حقوق الإنسان والرياضة"، بحضور وازن لفعاليات رياضية وحقوقية أوروبية ومغربية، وكان في مقدمة المواضيع التي تداولتها هذه الندوة، الرهانات الرياضية غير المشروعة، التي أجمع الكل على أنها آفة خطيرة تهدد سلامة المجتمعات، بحكم ما تنطوي عليه من مخاطر اقتصادية واجتماعية وتربوية.
وكان السيد يونس المشرافي المدير العام لمؤسسة المغربية للألعاب والرياضات، قد قدم عرضا قويا اخترق كل المناطق المظلمة لهذا السرطان الخبيث الذي تسلل لكثير من الدول، ومن بينها المغرب، المتمثل في الرهانات الرياضية غير المشروعة، وأصبح يمثل خطرا على اقتصاديات الدول والصحة النفسية لشبابها، كما أن هذه المراهنات تضر بمصالح مؤسسات مواطنة اسستها الدول لترعى الرهان الرياضي بالإلتزام الكامل بالمسؤولية الإجتماعية.
وغير بعيد، كان السيد فوزي لقجع المزير المنتدب لدى وزيرة الإقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، قد هاجم شركة المراهنات الرياضية (الروسية) و”العالمية” 1XBET، التي تستنزف المليارات من العملة الصعبة، ملمحا إلى أن أنشطتها “غير سويّة”.
وأكد لقجع في معرض ذات المداخلة داخل البرلمان، أن قطاع المراهنات في المغرب منظم بشكل واضح، وأن الشركات الوطنية تؤدي واجباتها الضريبية، منتقدًا الأساليب التي تعتمدها الشركة الروسية في الترويج لأنشطتها.
وكشف المسؤول الحكومي أن الشركة المذكورة رعت فريق الرجاء الرياضي، وعرضت رعاية عدد من الفرق الوطنية ورعاية حتى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلا أن عروضها قوبلت بالرفض لغياب الشروط القانونية اللازمة، مثل المقر الاجتماعي ودفاتر التحملات.
وأشار فوزي لقجع دائما، إلى أن الشركة تستغل الفضاء الإلكتروني، ما يخلق وضعًا يمكن أن يؤدي إلى تهرب ضريبي واستنزاف للعملة الصعبة، مشددا على ضرورة تعزيز التشريعات الوطنية لضبط هذا القطاع وضمان استفادة الدولة من عائداته الضريبية.
وشدد لقجع على أن "الخطورة تكمن هنا، وليس في الفاعلين الوطنيين في مجال ألعاب الحظ الذين يؤدون نحو 2.5 مليارات درهم من الضرائب بشكل سلس”.
وعندما أوصدت أبواب الرياضات الجماهيرية، وفي مقدمتها كرة القدم، في وجه شركة المراهنات الرياضية غير المشروعة 1XBET ، ترامت بتوجيه من عملاء سريين لها بالمغرب إلى الرياضات غير المعروفة، وكأنها بذلك تتجبر على القانون المغربي وتتحدى مؤسساته، وهي تفعل ذلك من باب أنها شركة سرابية لا وجود لمقر لها تتم متابعته دوليا، ومن باب أنها ما زالت تستغل سذاجة بعض الجمعيات الرياضية التي تستجدي الإستشهار، ولا تعرف لا مصدره ولا حتى الخطورة التي ينطوي التعامل مع من يمثله ولا حتى المضمون الذي ينشره عبر لوحاته الإعلانية، كما أن وجود هذه الشركات غير القانونية بالمغرب مستغلة الفضاء الأزرق، يمثل خطرا محدقا بالشباب المغربي.
فمتى سنتحرك فعليا لنغلق الأبواب وحتى النوافذ في وجه هذه الشركات المحظورة وغير القانونية، ونجفف كل منابعها في بلادنا؟
إضافة تعليق جديد