في صيف 2019، عاد إبراهيم دياز إلى الليغا الإسبانية من بوابة ريال مدريد، بعد تجربة لم تكتمل مع مانشستر سيتي. لاعب موهوب، يحمل بين قدميه سحرا أندلسيا، سافر بين كبرى المدارس الكروية، من إنجلترا إلى إيطاليا، ثم عاد إلى "البيرنابيو" بحثًا عن المجد. 

لكن، وبعد مرور ستة أعوام، ما تزال قلعة "الميرينغي" موصدة في وجه دياز، تماما كما حدث مع زميله في المنتخب المغربي أشرف حكيمي قبل سنوات، حين اختار مغادرة ريال مدريد، ليصنع لنفسه مسارا عالميا مميزا توج فيه بألقاب أوروبية، وبات اليوم أحد أبرز الأظهرة في العالم. 

ابراهيم، الذي يمتد عقده مع ريال مدريد إلى غاية 2027، شارك في كأس العالم للأندية 2025 بشكل خجول، إذ لم يتجاوز مجموع الدقائق التي لعبها 106 دقيقة موزعة على أربع مباريات، بالنظر إلى أنه لم يبرح دكة البدلاء في مباراتين، ما يعني أن اللاعب المغربي ضمن له مكانا رسميا،  ليس على المستطيل الأخضر، بل في بنك الاحتياط، حدث ذلك هذا الموسم، في أغلب مباريات الليغا والمسابقات القارية والمحلية مع النادي الملكي. 

هذا التراجع الواضح في نسب التنافسية، فتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول مستقبله مع الفريق. ورغم الثقة الجزئية التي منحه إياها المدرب السابق كارلو أنشيلوتي، يبدو أن تشابي ألونسو لا يضعه ضمن أولوياته، أو ذلك ما تقوله المباريات الست التي لعبها نادي ريال مدريد بمونديال الأندية.

 وبحسب تقارير صحفية إسبانية، فإن ألونسو أبلغ إدارة النادي باستعداده للاستغناء عن دياز، إلى جانب رودريغو غوس وداني سيبايوس، وهو ما قد يدفع اللاعب المغربي إلى التفكير جديا في الرحيل، بحثا عن دقائق لعب أكثر، ومكان يضمن فيه التطور والنضج الكروي. 

اليوم، يقف دياز أمام مفترق طرق. بين البقاء في ظل مشروع لا يعول عليه، أو خوض مغامرة جديدة قد تعيده إلى الواجهة. وإن قرر الرحيل، فقد يكون ذلك أقرب إلى تكرار تجربة حكيمي، الذي قرر الخروج من الباب الخلفي لمدريد، ثم العودة من نوافذ المجد في عواصم أوروبا الكبرى.

فهل تكون لابراهيم دياز الشجاعة الكافية ليطوي صفحة "الاحتياط الملكي" ويفتح صفحة المجد الشخصي؟