أوضح ميرامبو عضو مجموعة الدراسات التقنية في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أن وضوح خطة اللعب لدى "أسود الأطلس"، وتحديد الأدوار بدقة، والتزامهم الثابت بهويتهم الكروية، ساعدهم على الفوز باللقب الثالث لهم في الشان.
واعتبر عضو مجموعة الدراسات التقنية بـ"الكاف"، أن النتيجة تعكس نهجًا اتضح منذ بداية المسابقة .
وقال ميرامبو لموقع "كاف أون لاين": "امتلك المغرب استراتيجية واضحة لكيفية التعامل مع كل مباراة، وأدوارًا محددة لكل لاعب".
وأضاف: "لعبوا وفقًا لنقاط قوتهم بدلًا من التركيز كثيرا على المنافس، وحافظوا على فلسفتهم حتى تحت الضغط".
ويرى ميرامبو، أن المبدأ الأساسي هو البساطة المقرونة بالقناعة.
وأوضح كيف أن تشكيلة المدرب، طارق السكتيوي، وزعت المسؤوليات مركزًا بمركز، وهو ما أعطى الفريق توازنًا في حالتي الاستحواذ والدفاع، ومكّنه من تجاوز فترات صعبة، حتى عندما افتتحت، مدغشقر، باب التسجيل عبر، فيليسيتي مانونانتسوا، بعد تسع دقائق فقط، لم يتأثر المغرب.
وأضاف ميرامبو، في تصريحاته: "كانت عقلية اللاعبين حاسمة. لم يرضوا بالقليل ولم يستسلموا. حتى عند هزيمتهم الوحيدة في دور المجموعات، أمام كينيا خلقوا فرصًا وبدا أنهم الطرف الأفضل في اللعب المفتوح، المشكلة كانت في اللمسة الأخيرة. في النهائي، ظل الإيمان ثابتًا من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة".
• خط الدفاع وخصلة التنوع
ويواصل ميرامبو: "لعب عناصر المغرب في الخط الدفاعي بهدوء تحت الضغط، مستخدمين التمريرات الخلفية أو الجانبية لاستدراج المنافس، ثم مرروا خلف خط الضغط. بإمكانهم الاحتفاظ بالكرة، أو تسريع اللعب. هذا التنوع في مراحل التحول صنع الفارق".
• السيطرة على وسط الميدان وأهمية التكرار
كانت السمة البارزة لأشبال المدرب، السكتيوي، طوال المنافسة هي قدرة وسط الميدان على التحكم في الإيقاع لفترات طويلة.
منحت تمركزات، مهري، بين الخطوط وتوقيت تقدم، بوكرين، المغرب مرونة للتنقل بين الاستحواذ الصبور والاختراق المباشر إلى منطقة الجزاء".
وأشار ميرامبو إلى أن هذا النمط المتكرر، تدوير الكرة، تثبيت المدافعين، ثم إيجاد التمريرة العمودية التالية، استنزف المنافسين تدريجيًا من دون أن يفقد المغرب توازنه الدفاعي.
قال: "إيقاع التحولات تطلب حضورًا بدنيًا وذهنيًا وتقنيًا طوال 90 دقيقة وما بعدها. ووسط الميدان المغربي المخضرم تحمل ذلك العبء. لم يكن الأمر مجرد موهبة، بل انضباط في تكرار السلوكيات الصحيحة".
وواصل ميرامبو: "سيتحدث الجميع عن إنهاء، لمليوي، لكن هجوم المغرب جماعي. في مرحلة الإنهاء، يمكن لأكثر من لاعب أن يكون حاسمًا. ذلك التنوع يجعل الدفاع صعبًا".
• مسار التطوير واستمرارية التدريب
ربط، ميرامبو، نجاح المغرب بالاستثمار المتواصل في تطوير الشباب وتكوين المدربين، القاعدة التي تقف خلف وضوح الفريق يوم المباريات.
قال: "يستثمر المغرب بشكل كبير في كرة القدم للشباب، ونحن نشاهد الآن منتخبًا من الصعب مقارنته بالآخرين من حيث جودة اللاعبين وجودة التدريب. يمكن لبقية البلدان الإفريقية أن تدرس وتستلهم من المغرب: إعداد اللاعبين والمنتخبات بمسار واضح يُترجم إلى عادات تصمد تحت الضغط في البطولات".
كان عمل، السكتيوي، قائمًا على ذلك: ترسيخ العادات. إذ جاب "أسود الأطلس" الدول الثلاث المستضيفة، كينيا وتنزانيا وأوغندا، وقدموا دائمًا نفس النموذج الجماعي المتماسك.
• خلاصة مجموعة الدراسات التقنية
لخص تقييم، ميرامبو، ثلاثة مبادئ تدريبية رافقت المغرب من دور المجموعات حتى مباراة التتويج:
1- تحديد الأدوار مبكرًا والحفاظ على استقرارها. وضوح المهام حسب المركز يعزز الصمود الجماعي عند تغير سيناريوهات المباريات.
2- تدريب المنتخب على مرحلتي التحول. الهدوء تحت الضغط ثم التسريع عند وجود المساحات.
3- تطوير العقلية كعادة. الثقة تأتي من التكرار؛ كلما مارس المنتخب هويته تحت الضغط، أصبحت القرارات الصحيحة تلقائية.
إضافة تعليق جديد