على الرغم من أن الحصيلة الرقمية للوداد الرياضي لا تبدو سيئة، وقد ظفر بأربع نقاط من أصل ست ممكنة، تحصل عليها من أول مباراتين أمام فريقين صاعدين، الكوكب المراكشي واتحاد يعقوب المنصور، إلا أن ما تركه الفرسان الحمر على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء عند مواجهتهم الكوكب المراكشي، وعلى أرضية الملعب الأولمبي بالرباط عند نزالهم أمام اتحاد يعقوب المنصور، يرسم العديد من دوائر القلق.
في المباراتين معا عانى الوداد دفاعيا، برغم أنه لم يستقبل سوى هدف واحد، وفي المباراتين معا لم تظهر له هوية واضحة، نتيجة ما طبع الأداء من ارتباك، إذ وجد الوداد صعوبة كبيرة في فرض أسلوبه أمام التنظيم المحكم للفريقين اللذين واجههما، وهو ما يطرح عديد نقط الإستفهام، بخصوص جاهزية الوداد لرفع تحديات الموسم الكروي الجديد، موسم قال رئيس الوداد هشام أيت منا أنه سيكون موسم العودة لسكة الألقاب.
وكان أكثر ما اشتكى منه الوداد في المباراتين معا، بطء عملية التحول، إذ ظهر أنه لا يملك القدرة على تسريع الأداء وحتى التحكم في الإيقاع، كما أن البناء الهجومي مصاب بكثير من الهشاشة، ووسط هذا كله ظهر تفاوت كبير في مستويات اللاعبين، حتى أنه يظهر بأن الفريق لا يقوم على توازنات، برغم أنه قام بعديد الإنتدابات، لتصحيح ما ظهر من اختلال في بعض المراكز، خلال كأس العالم للأندية.
وعندما ترفع القبعة لكل من الكوكب واتحاد يعقوب المنصور، لظهورهما الجيد أمام الوداد، فليس معنى ذلك أنهما نجحا في كسر الإعصار الهجومي للوداد، بالعكس، فلأنهم تفوقوا في كثير من الفترات على الوداد.
الكوكب كان بمقدوره أن يحصل على ما هو أفضل من الخسارة لو سجل ضربة الجزاء، ولو لم يذهب ضحية نقص عددي نتيجة طرد لاعبه جونستون أموروا، واتحاد يعقوب المنصور كان يستحق أفضل من نقطة التعادل، بالنظر للمشاكل الكثيرة التي تسبب فيها لدفاع الوداد ولحارسه الدولي المهدي بنعبيد.
نحن هنا، لا نقدم حكم قيمة، لأن البطولة ما زالت في بدايتها، إلا أن ما شاهدناه من الوداد في أول مباراتين، يدق العديد من أجراس الإنتباه، فإما أن يسرع الوداد عملية الكشف عن أسلوب لعب يخدم أهدافه ويحسن أداءه، وإما أنه سيتعذب كثيرا، ولربما يدخله ذلك نفق أزمة تقنية لا قبل له بها.
إضافة تعليق جديد