أكد مشاركون في ورشة نظمت، اليوم الثلاثاء بالمعهد الوطني للبريد والمواصلات بالرباط، في إطار الدورة الـ 15 للمؤتمر الدولي (SITA’25-IEEE)، أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم رافعة استراتيجية لتحسين الأداء في كرة القدم.
وتميزت هذه الورشة المنظمة تحت شعار "الذكاء الاصطناعي رافعة للنجاح في كرة القدم: القياس، التحليل، والأداء"، بمشاركة باحثين ومدربين ومحللين ومسؤولي أندية من المغرب والخارج، بنقاشات رفيعة المستوى سلطت الضوء على الابتكارات التي تعيد تشكيل الأداء الكروي في عصر البيانات.
في هذا الإطار، استعرض المتدخلون، من خلال عروضهم، الإمكانات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحسين تدبير الانتقالات، وعمليات استكشاف المواهب، وتقييم اللاعبين، والأداء الجماعي، مشيرين إلى أن هذا التوجه العلمي يشكل، في السياق المغربي، وسيلة ناجعة لترشيد الموارد المالية للأندية عبر توجيه الاستثمارات نحو المواهب والاستراتيجيات الأكثر فعالية.
وقال محلل البيانات بالاتحاد الأردني لكرة القدم، مروان لطفي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الورشة تشكل مناسبة لعرض الأعمال التي أنجزها مختبر البحث في الذكاء الاصطناعي المطبق على كرة القدم بكلية العلوم والتقنيات بالمحمدية، وكذا تطبيقاتها بالمنتخب الأردني خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 لكرة القدم.
وأضاف أن الأمر يتعلق، أيضا، بإبراز مختلف المهن المرتبطة بمجالي البيانات والذكاء الاصطناعي الموجهين للرياضة، مع تحفيز المهندسين الشباب على استكشاف هذا المجال والمساهمة في تطوير كرة القدم المغربية والدولية.
من جهته، أكد مدرب المنتخب الأردني، جمال السلامي، أن هذه الورشة تروم تحسيس الأندية بأهمية إدماج تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي الجديدة في كرة القدم العصرية، مع فتح المجال أمام الكفاءات الوطنية للاستثمار في هذا المجال وإغنائه بخبراتها.
من جانبه، أشار المؤسس المشارك والباحث في مجموعة (MAI&FOOT) والمختص بتحليل البيانات بالاتحاد الأردني لكرة القدم، كريم حساني، إلى أن هذا اللقاء يتيح فضاء ملائما لتبادل الخبرات والتجارب حول استخدام الذكاء الاصطناعي في كرة القدم، لاسيما في تحليل البيانات الرياضية والأداء التقني والطكتيكي والبدني للاعبين.
وأجمع المتدخلون خلال المناقشات على أن الأندية والجامعات تستثمر بشكل متزايد في جمع ومعالجة البيانات الرياضية، مشددين على أن التحدي الرئيسي لا يكمن فقط في كمية البيانات المتاحة، بل في طريقة تفسيرها.
وفي هذا الصدد، تم تقديم دراسات حالة من أندية وجامعات لكرة القدم دمجت بنجاح الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وتحسين الأداء، مبرزة الأثر الملموس للنماذج التحليلية مثل (xG) و(xT) و(DxT) في دعم اتخاذ القرار الرياضي.
وأكد هذا اللقاء، الذي جمع خبراء من أندية واتحادات وجامعات من بلدان مختلفة، مكانة المغرب كفاعل صاعد في مجال الذكاء الاصطناعي المطبق على الرياضة، وكجسر يربط بين البحث العلمي والابتكار الميداني.
إضافة تعليق جديد