• المرافعة بعد المقاطعة
• بنهاشم وفالدو كلها يحلم على قدو

يعود الديربي البيضاوي مساء اليوم إلى معقله، بعدما تأرجح بين أكثر من ملعب.. الديربي يطل هذه المرة مبكرا بين الغريمين، وقد انطلقا معا بإيقاعات مضبوطة وعديدة هي الأرقام التي يتقاسمانها، منها خلو السجل من الخسارة الأولى.. الوداد المنتشي بالخماسية المدوية التي أطاح من خلالها بخصمه أشانطي كوطوطو ،والرجاء المستريح والمتفرغ كليا هذا العام من أي إلتزام خارجي مركزا على البطولة وكأس العرش.
الديربي بحسابات جديدة قديمة، وبعد نسخة المقاطعة تأتي المراجعة والمرافعة، المراجعة التي سيراجع فيها كل طرف أوراقه،  لتصحيح المختل والمعتل في الميزان، حيث الموقعة التي لا تحتمل الخطأ والمرافعة على حقهما في أن يمثلا فعلا الإستثناء محليا..وهن الإنتصار فيها يقدر بلقب في رمزيته في  تقييم ميزان الأنصار..
• المرافعة بعد المقاطعة 
بقيت النسخة 138 عالقة بكل الخدوش التي رافقتها في ذاكرة الكرة المغربية وليس أنصار الغريمين فحسب، خدش تسببت فيه تلك الصورة الكئيبة للمباراة التي ظلت وستظل المسوق الأسمى لهذا المنتوج والمباراة الأكثر أهمية في ميزان البطولات والندية والصراع الأزلي والحمولة الجماهيرية وكل باقي التوابل التي ترتقي غالبا بالمباريات لخانة الإستثناء والتميز.
المقاطعة التي كانت سبيلا للتنسيق التاريخي والإستثنائي بين "إلترا" الناديين والغريمين في مشهد غير مسبوق قاد لمتابعة تلك القمة وكأنها فارة وهاربة من سجلات منسية وليس تلك القمة الصاخبة التي يسبقها هدير كبير ويعقبها هدير أكبر، لا النتيجة كانت تهم وقد انتهت سجالا بالتعادل التقليدي، الذي لازم أغلب مباريات الفريقين بقدر ما كان يهم تمرير تلك الرسالة الغاضبة التي إلتقطتها الجامعة والعصبة وسلطات الدار البيضاء وكل من همهم أمر غضب مناصري الوداد والرجاء على خلفية ما عرف «تايمينغ افتتاح المركب».
ليكون هذا الديربي فرصة للمرافعة المشتركة لكليهما على أنهما فعلا قطبان غريمان، لكنهما للشعبية الجارفة يتقاسمان. 
• إطلالة مبكرة
بخلاف الديربيات التي واكبناها في المواسم القليلة المنصرمة، والتي حدد لها الكمبيوتر الإسباني موعدا كان يسبق ختام الموسم بدورات معدودة، هذه المرة الديربي يطل مبكرا عند حدود الدورة الخامسة، مثلما سيطل مبكرا عند دورات الإياب، وبالتالي هو واحد من الديربيات التي سيتناطح فيها الغريمان كرويا بسجل خال من الهزائم.
الوداد لما قبل هذه المحطة كان يتقدم غريمه الأخضر بنقطتين دون خسارة ب 3انتصارات، قبل أن يواجه الرجاء الدشيرة وينتصر  ويتقدم الوداد بنقطة، يدرك أن النصر في هذه المحطة سيرفعه في الترتيب ومعه سينهي عقدة الدار البيضاء التي لازمت بدايته، إذ أن التأكيد ضروري بعد هزمه لأولمبيك الدشيرة..
وغالبا ما كان المدربون المتعاقبون على الوداد والرجاء يمنون النفس بهذا التوقيت، لأنه شفيعهم للإفلات من مقصلة الإقالة، إستنادا لاستحالة عزل مدرب من منصبه في هذا التوقيت، إلا أن رياح هذا الموسم الساخنة التي جرفت في طريقها عديد الرؤوس من عوارض الفرق التقنية لا تقدم ضمانات لأحد، سواء بنهاشم أو فالدو القادم من تنزانيا..
• حسابات حمراء 
هذه الحسابات تجمل وتختصر في كون الوداد لم يربح الغريم في آخر5 ديربيات مالت فيها الكفة للرجاء انتصارا أو حسم التعادل بعضها، مثلما حدث في نزالي الموسم المنصرم حين انتهت القمتان بذات النتيجة هدف لكل طرف.
مثلما أن الوداد هو المضيف والرجاء يلعب على الورق خارج الأرض والحسبة الثالثة تهم رئيس النادي أيت منا، العاجز منذ صعد لقسم الكبار عن هزم الرجاء سواء في المحمدية، قبل أن تحترق زهورها للقسم الموالي أو حين حضر للوداد رئيسا.
الوداد يعلم أنها المباراة الأهم له هذه الفترة التي تسبق الكان لأنها ستزكي ريادته وتدعم معنويات لاعبيه بعد موقعة أشانطي وستعلن للأنصار عودة الفارس  ليكون واحدا من أرقام الموسم الصعبة لاستعادة تموقعه وتاجه ودرعه، الذي خسره في آخر النسخ، بينما أنصاره لن يقبلوا ضمن حزمة هذه الحسابات بأن تتواصل عقدة الغريم ولو بالتعادل، وهنا يحضر زياش ضيف شرف القمة باعتباره وافدا جديدا على القلعة الحمراء بحمولة نفسية مقصودة من عراب الفريق.
• للخضراء قراءتها 
بطبيعة الحال هو ديربي ملعوب بين ضفتين وبحسبتين وليس حسبة واحدة، وبالتالي الرجاويون بدورهم يلجون المباراة بأفضلية ذهنية كبيرة لأنهم بسبق رقمي في آخر لقاءاتهم مع الوداد، لكن برقم سلبي غريب بعض الشيء متمثل في كون مركب محمد الخامس لم يسعد النسور هذا الموسم بعد تعادلين أمام العساكر، وكانوا الأقرب للخسارة وأمام نمور المغرب الفاسي، وقد كانوا أقرب للفوز ولو أنهم تخلصوا من اللعنة أمام الدشيرة، إلا أن الرقم السلبي حاضر هنا..
الرجاء سعد بديربي ما قبل الموسم المنصرم، وهدف النفاتي التاريخي الذي حسم الدرع بالعربي الزاولي في مرمى المطيع في آخر الدقائق، وسعدوا بالتعادل إيابا الموسم المنصرم وكانوا الأقرب للخسارة بعد مسار سلبي وموسم مترنح غير اعتيادي، لذلك هم بخلاف الوداد المستقر في عارضته التقنية مع بنهاشم، قد غيروا جلدهم مبكرا باستقدام فالدو من تنزانيا على عجل وقد أطاحوا بالشابي.
هذا الديربي قد يحلحل الكثير من المعطيات، وقد يحرك الكثير من المياه الراكدة، وقد يعصف ببعض الرؤوس، ففيه يستند فالدو للاعبي الشان المجربون ويستند بنهاشم لحماس هنوري ونجاعته وباقي الوافدين، بينما الترقب الكبير هو للمدرجات وشكلها بعد نسخة المقاطعة والكاليغرافيا التي ستطبع القمة بلوحات غابت في تلك النسخة الغاضبة.