أمام أنظار حكيم زياش، المونديالي الجديد الذي انضم للوداد، وأمام مدرجات ملأتها جماهير الغريمين صخبا، سينطلق الديربي 139 بين الوداد والرجاء، وقد أبعد عن المواجهة بدر بانون مدافع الرجاء، بسبب انزعاج عضلي شعر به خلال فترة الإحماء.
ديربي انتهى كما بدأ، بياض في النتيجة، هزالة في العرض الفني، وشهب إصطناعية وشماريخ توقف المباراة على برودتها وعقمها في ثلاث مناسبات. 

• جولة أولى مختنقة بلا إبداع
من دون حاجة لجس النبض، وفي تطابق كامل للنهج التكتيكي من الفريقين، سيطلق الرجاء أول شرارة، بهجمة منظمة في الدقيقبة الخامسة، بوكرين من الجهة اليمنى يمرر في اتجاه خافي الذي يطلق تسديدة يبعدها القائم، ويكرر الرجاء تسيده للبدايات، عندما تفاجأ خافي بالكرة التي تصله من اليسار، وهي تنحرف عن المرمى في الدقيقة التاسعة، قبل أن يختنق الملعب بالدخان المنبعث من الشهب الإصطناعية التي أطلقتها جماهير الرجاء، وتنتهي قصرا فترة القوة التي كانت للنسور الخضر.
وكان لابد من انتظار الدقيقة 30، لنشهد الفرصة الأولى للوداد، لورش يهيء كرة للاميرات، هذا الأخير يسدد عاليا.
وباغت أمين أبو الفتح الجميع  في الدقيقة 36، بإطلاق تسديدة من 40 مترا، كادت تفاجئ حارس الرجاء الحرار الذي أبعدها للزاوية.
وأبدا لم ينجح أي فريق في صناعة الفارق التكتيكي، إن على مستوى التحولات التي كانت تتسم بالبطء، وإن على مستوى صياغة الجمل الهجومية التي كانت تتبعثر نتيجة لغياب الجرأة والتخيل، لتنتهي الجولة الأولى كما بدأت بالأصفار، أداء ونتيجة.
• ضباب كثيف والرؤية مستحيلة
وبينما انتظرنا أن يتحرر اللاعبون من الأثقال الدفاعية، قامت هذه المرة جماهير الوداد بإطلاق المئات من الشهب الإصطناعية، لتتوقف المباراة بعد أن استحالت الرؤية، لكثافة الأدخنة المنتشرة، وتلك حالة لا ندري متى ستفارق ملاعبنا.
انقضت ساعة كاملة من اللعب، وكل المخاضات تجهض في الميلاد، بسبب المبالغة في أداء الواجباتالدفاعية، قبل أن يلجأ الجنوب إفريقي مدرب الرجاء، إلى استبدال أولاد الشيخ بالمعموري. 
وبعد 20 دقيقة من بداية الجولة الثانية، سيعطينا الوداد أول فرصة سانحة للتسجيل، انسلال أمرابط من الجهة اليمنى، عرضية جميلة، تسديدة والكرة إلى الزاوية.
ومن كرة ثابتة، تصيدها معاد الضحاك في الدقيقة 74، سيعجز الرجاء عن فك طلاسيم المباراة.
وانتظر أمين بنهاشم الدقيقة 76، ليدفع بالزمراوي وناسي، في استبدالين بنزعة هجومية، لكنه كما فادلو سيصدم بتوقفات إضطرارية بسبب الشماريخ، توقفات ترمي بالإيقاع في صقيع بارد، وهو بالكاد يتلمس ضوء الحرارة.

• الوقت بدل الضائع ودادي بدون هدف
وكان بإمكان هنوري أن يغتال بياض النتيجة في أول دقائق الوقت بدل الضائع الذي قدره الحكم في 13 دقيقة، عندما هيأ له ناسي كرة على حدود المنطقة، إلا أن كرته علت كثيرا مرمى الحرار، نفس ناسي تولى هذه المرة التسديد، لكنه افتقد للدقة ليبعد الحرار الكرة، وينتهى الديربي بالتعادل رقم 67، مصيبا الجماهير بالإحباط، إذ كان الأسوأ بين آخر الديربيات.