يشكل ريان توزغار واحدا من النماذج اللافتة في جيل اللاعبين المغاربة الذين يصنعون مسيرتهم بصبر وهدوء بعيدا عن الأضواء، قبل أن يفرضوا أنفسهم تدريجيا في بطولات قوية مثل البطولة الفرنسية. فمسار اللاعب البالغ من العمر 22 عاما لم يكن سهلا ولا مباشرا، لكنه يعكس قدرة كبيرة على التماسك الذهني والإيمان الدائم بأن التطور يحتاج وقتا وجهدا.

• توزغار مر عبر مراحل كثيرة قد تحبط أي لاعب شاب

من الأقسام السفلى والهواة إلى تجارب محدودة دقائق اللعب، وصولا إلى انتقالات لم تمنحه ما كان ينتظره. ومع ذلك، ظل متابرا ومقتنعا بأن النجاح يأتي لمن يستمر.

وفي حوار مع الموقع الفرنسي "فوت ميركاطو"، أكد أن كثيرين ربما كانوا سيتوقفون في منتصف الطريق، لكنه اختار الإصرار، وهو ما يظهر اليوم في صعوده المتوازن.

اختياره الانضمام إلى نادي باو، يعكس نضجا في اتخاذ القرارات. توزغار لم يبحث عن الاسم الأكبر أو النادي الأكثر شهرة، ولكن عن المشروع الأنسب الذي يضمن له التطور واللعب والمشاركة. وقد أشار في حديثه مع فوت ميركاطو إلى أن مشروع باو كان "المثالي" بالنسبة له، وهو ما تؤكده بداية موسمه الجيدة.

اللافت في مسار توزغار أنه لم يحرق المراحل. تقدمه عبر فئات ومنافسات مختلفة جعله أكثر قدرة على فهم إيقاع كرة القدم في مستويات متباينة، وبالتالي أكثر استعدادا للمنافسة. هو مسار متدرج،الذي عادة ما يصنع لاعبين أكثر صلابة، لأنهم يدركون قيمة كل مستوى، ويعرفون كيفية التأقلم معه. وقد لخص اللاعب ذلك حين قال إن هذا الطريق الصعب أصبح مصدر قوته.

إلى جانب العمل الذاتي، لعب العامل العائلي دورا مهما في استقرار مسيرته. فوجود أخيه ، يوهان توزغار، الذي خاض مسيرة طويلة في الاحتراف، وفر له دعما معرفيا ونفسيا جعله يفهم طبيعة العالم الاحترافي ومتطلباته. حيث أكد اللاعب في الحوار أن نصائح أخيه كانت "ميزة حقيقية" بالنسبة له.

• ماذا عن حلم ريان توزغار ؟

حمل قميص الأسود هو حلمه الأكبر وريان يسير بخطوات ثابتة دون استعجال، لأنه يعلم ان الوصول للمنتخب الأول يحتاج تطورا إضافيا. 

جدير بالذكر أن تجربته ضمن منتخب الشباب المغربي تركت أثرا كبيرا عليه، حيث عبر عن إعجابه وانبهاره بمركب محمد السادس لكرة القدم بسلا ، الذي اعتبره "حلما" بكل ما يتيحه من تجهيزات وتجارب نوعية. اليوم، ورغم رغبته في العودة، يدرك أنه لم يعد بإمكانه اللعب مع فرق الشباب، وأن المرحلة أصبحت مختلفة. 

ويؤكد أنه لا يريد استعجال الأمور، فهو لا يزال في دوري الدرجة الثانية، ويحتاج إلى التطور خطوة بخطوة في مسيرته الاحترافية. ومع ذلك، يظل حلمه بالوصول إلى المنتخب الأول واحداً من أجمل أحلامه وأكثرها طموحا.

 ريان توزغار صورة للاعب يعرف كيف يبني نفسه بالتدرج والتأني، ويضع قدميه على الطريق الصحيح دون استعجال. شخصية ناضجة، تعرف قيمة كل خطوة وتحافظ على توازنها بين الحلم والواقع. 

هذه الطاقة الشابة مرشحة لكي تشهد خطوات أكبر داخل الملاعب العالمية، وربما بقميص المنتخب المغربي في السنوات المقبلة.