بين البحث عن تأمين ما تبقى من سنوات في المسيرة الإحترافية في الخليج، والتفكير في الإستمرار في أوروبا والإيثار على النفس، تراقص عقل وقلب عميد الأسود السابق الحسين خرجة.
الحيرة والتردد أصابا الرجل وهو يتوصل بعرض مغري من العربي القطري قبل ثلاث سنوات ونصف، ليرضخ في الأخير لنداء العقل وينضم لكوكبة المحترفين في الخليج، لكن سرعان ما غادر الدوحة بعد حادث لا رياضي شهير وطلاق غير إحترافي مع المسؤولين القطريين.
وجد بعدها الحسين نفسه في عطالة طويلة، ليبتعد مكرها عن عرين الأسود متنازلا عن دور العميد والهداف المنقذ الذي لطالما تقمصه في الكثير من المباريات، ليشده الحنين ويقرر الرجوع إلى أوروبا وتحديدا سوشو طمعا في العودة إلى التنافسية وفتح باب المنتخب الوطني من جديد.
لعب خرجة كأساسي في الليغ 2 وتمكن من لفت الأنظار ليعود إلى العرين في مباراة ودية دولية خلال السنة الماضية، الشيء الذي شجعه لمواصلة المغامرة في القارة العجوز والإنتقال هذه المرة إلى رومانيا والتعاقد مع زعيمها ستيوا بوخاريست في الصيف المنصرم.
لكن رياح القدر جرت بما لم تشتهيه سفينة خرجة فتعرضت الأخيرة للغرق في أوج التنافسية والتباري عقب إصابة بليغة في الركبة، إضطر معها إلى الخضوع إلى عملية جراحية في إيطاليا كسرت إيقاع موسمه مبكرا وحكمت عليه بالتوقف الإضطراري وهو في سن 34.
العميد الحزين فعل كل شيء ليبقى قائدا مع الأسود بيد أن الأنين أبى إلا أن يعانق قبله ويضعه أمام الأمر الواقع، فهل يمكن إعتبار أن نهاية خرجة مع قميص الوطن وُقعت رسميا ونهائيا بسبب تقدمه في السن؟ أم أن هذه الإصابة ستزيده إصرارا وحماسا لإقناع المدرب الجديد بعدما إسترجع عافيته مبكرا؟