قامت اسبانيا، بطلة 2008 و2012، بضربة معلم في كأس اوروبا 2016 لكرة القدم المقامة في فرنسا حتى 10 يوليوز، حين قدمت امس عرضا هجوميا جقيقيا هو الاول من نوعه في بداية مسابقة ضعيفة المشهد من خلال فوزها على تركيا 3-صفر في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة.

وفرضت اسبانيا التي تأهلت الى الدور الثاني (ثمن النهائي) بعد ان حققت فوزين متتالين، كمرشح حقيقي لخلافة نفسها والاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي.

- ضربة معلم -

من البداية، ضربت اسبانيا بقبضتها على الطاولة من خلال فوزين متتالين على تشيكيا 1-صفر وتاركيا 3-صفر، وخطفت مبكرا احدى بطاقتي التأهل عن مجموعتها.

ومن شأن هذا التأهل ان يمحو الذل الذي لحق برجال فيسنتي دل بوسكي الذي خرجوا من الدور الاول في مونديال 2014 في البرازيل بعد اول مباراتين وفقدوا اللقب.

وبعد الفوز الكبير على تركيا فاتح تيريم الذي قاد منتخب بلاده الى المركز الثالث في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، قال صانع العاب المنتخب الاسباني وفريق برشلونة اندريس انييستا "بعد مونديال 2014، كانت هناك خيبة امل في البلد كله، لكن جواب المنتخب جاء ايجابيا في هاتين المباراتين الاوليين، واظهر مجددا المستوى العالي لذهنيته وانه من طينة المنتخبات الكبيرة".

ورفع المنتخب الاسباني عدد مبارياته دون هزيمة في نهائيات البطولة الاوروبية الى 14، متفوقا على رقم المنتخب البرازيلي بقيادة بيلي في كأس العالم والذي خاض 13 مباراة دون اي خسارة بين عامي 1958 و1966.

واعربت الصحافة الاسبانية عن غبطتها لما حققه منتخبها حتى الان، وحييت عودته الى الصف الاول، معتبرة انه قادر على احراز لقب قاري ثالث على التوالي.

وعنونت صحيفة "ال موندو" التي تصدر في برشلونة "ضربة بطل"، فيما كان عنوان صحيفة "سوبردوبورتي" الصادرة في فالنسيا "الاوفر حظا".

وكتبت صحيفة "ماركا" من جانبها عناوين حماسية مثل "هكذا يلعب الابطال" على صفحتها الاولى مع صورة للمهاجم الفارو موراتا صاحب هدفين في المباراة.

وكتب مدير تحرير صحيفة "آس" الفريدو ريلانيو في زاوية افتتاحية "اسبانيا تأهلت بارتياح وزادت هيبتها. اننا نرى هذا المنتخب يسير نحو التتويج، وقد فتح اشرعته".

- ضربة سوط للمعنويات -

وتتعدد اسباب الارتياح غداة الفوز الكبير على الاتراك: اول هذه الاسباب التأهل قبل الاوان والمركز الاول موقتا، وثانيها ان التعادل مع كرواتيا في الجولة الثالثة الاخيرة يكفي للاحتفاظ بالصدارة، وثالثها الانذار الذي وجهته اسبانيا الى المرشحين الاخرين.

في المقابل، رفعت بداية هذه البطولة من معنويات الاسبان انفسهم بازالتها الشكوك التي رافقتهم ولازمتهم حتى الان، الواحد تلو الاخر.

هل يمكن التعويل على استعدادات قصيرة وغير كافية؟ حتى هذه اللحظة لا يبدو ان نفس رجال المدرب دل بوسكي قد انقطع ولا افتقدوا الى الدينامية والمبادرات الفردية حيث يلعب 7 من اصل 11 كانوا شاركوا في نهائي نسخة 2012 حين حققوا فوزا لا ينسى على ايطاليا 4-صفر.

هل موضوع الحارس رقم 1؟ حسمت هذه المسألة من المباراة الاولى من قبل دل بوسكي الذي فضل دافيد دي خيا رغم الفضيحة الجنسية التي اندلعت عشية المباراة الاولى وكادت تودي بفرصته في المشاركة، على الحارس الرمز ايكر كاسياس الذي بات يقتصر دوره على المحفز الاول لزملائه.

واخيرا، هل يفتقد الهجوم الى الفاعلية؟، لقد برر الفارو موراتا امس اختياره في مركز رأس الحربة بتسجيله ثنائية بعد ان خبا نجمه فترة طويلة، فيما فتح الجناح الايسر نوليتو، الهداف والممرر، عداد الاهداف بتسجيله الثالث.

- طلقة تحذيرية من دل بوسكي -

بدوره، وجه المدرب دل بوسكي طلقة تحذيرية عندما حاول اخفاء فرحته بالفوز وقال "هذا المنتخب تطور، لكنه لم يفز بأي شيء. لقد خرج فقط من دور المجموعات".

لكن هذه المجموعة هي بالتأكيد قوية، واسبانيا هي المنتخب الذي ترك افضل انطباع فيها، ولم يبق عليها الا حفظ ماء الوجه في المباراة الاخيرة الثلاثاء المقبل في بوردو ضد كرواتيا التي لا يؤمن جانبها في اي حال من الاحوال والتي تضم لاعبين خطرين جدا يلعب بعضهم في الدوري الاسباني مع اندية كبيرة مثل ريال مدريد وبرشلونة.

وقد يكون من المفيد اجراء بعض التعديلات على تشكيلة دل بوسكي بهدف سد الثغرات التي قد تنشأ عن تهاون ما بعد التأهل من خلال اشراك معظم او جميع اللاعبين، ومنها على سبيل المثال منح كاسياس فرصة اللعب في مباراة اقل خطورة من حيث النتيجة.

وفي هذا الخصوص، اكتفى دل بوسكي الواثق كالعادة من نفسه بالقول "سنجد 11 لاعبا اساسيا من اجل الحصول على النقاط الثلاثاء في المباراة ضد كرواتيا".