رغم الأجواء السياسية المتوترة، والأحكام المسبقة تجاه المسلمين في أوروبا، فإن الحصيلة على مستوى كرة القدم وفي اورو 2016 إيجابية حتى الآن. فقد تألق لاعبون مسلمون مع منتخباتهم ومنحوا البهجة لعشاق الساحرة المستديرة.

ففي الوقت، الذي تشهد فيه القارة العجوز، مخاوف وأحكاما مسبقة تجاه المسلمين على خلفية ارتكاب أعمال إرهابية باسم الإسلام، ولاسيما في فرنسا، تخفق قلوب جماهير كرة القدم للاعبين مسلمين كثر تألقوا في العديد من المنتخبات الأوربية.

يكفي أن نعرف أن لاعبا مسلما كمسعود أوزيل، تعرض لهجمات وحملات من اليمين الشعبوي، بعد أدائه مناسك العمرة قبل انطلاق البطولة الأوربية مباشرة، يعتبر من أكثر اللاعبين الذين تحبهم الجماهير في ألمانيا وخارجها.

كما يعد منتخب ألمانيا، من أفضل النماذج لمحاربة الأحكام المسبقة والتعميمات. فالمانشافت يضم أربعة لاعبين مسلمين، فبالإضافة إلى مسعود أوزيل هناك سامي خضيرة، وشكوردان مصطفى، وإيمرى جان.

وحين تعرض ألكسندر غاولاند، نائب رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني الشعبوي، للمنتخب الألماني قائلاً: إنه فقد هويته الألمانية بسبب هؤلاء اللاعبين، كتبت صحيفة "فرانكفورتر ألغماين تسايتونغ" ترد عليه بالقول: "اليمين الشعبوي دخل معركة خاسرة مع كرة القدم. فالجمهور الألماني لا يتسامح مع من يتعرض لمنتخبه بسوء مهما كانت الظروف".

ومعروف أن المدرب الألماني يوآخيم لوف، لا يميز بين اللاعبين بسبب اللون أو أي خلفية عرقية أو دينية.

ويعد لوف والاتحاد الألماني لكرة القدم، محل تقدير واحترام كبيرين في ألمانيا في هذه المسألة. وحينما حدث ما حدث في 13 نونبر الماضي، في "استاد دوفرانس" أثناء مباراة ألمانيا وفرنسا الودية، لم ينبس لاعب أو إداري من منتخب ألمانيا بكلمة تجاه زملائه المسلمين والمسلمين عمومًا.

ووسط المخاوف من تهديدات تنظيم "داعش"، الذي يسمى نفسه "الدولة الإسلامية"، بشن هجمات في الملاعب الفرنسية وإفساد البطولة الأوروبية، تمكن "المسلم" شكوردان مصطفى من إسعاد الجماهير الألمانية بتسجيله أول أهداف ألمانيا في يورو 2016 في مرمى أوكرانيا.

ثم جاء الهدف الثاني لألمانيا بتوقيع المخضرم شفاينشتايغر بعد تلقيه تمريرة حاسمة "أسيست" من زميله "المسلم" مسعود أوزيل، كما أن "المسلم" الثالث، الذي خاض المباراة، سامي خضيرة، تألق بشكل غير مسبوق في خط الوسط.

وبالنسبة لعشاق المنتخب السويسري، فإن أدمير محمدي، نجح في إسعادهم، حينما سجل هدفا في الدقيقة 57 أمام رومانيا، فأدرك التعادل لفريقه بعد أن كان مهزومًا في الشوط الأول.

كما أن زميليه الآخرين غرانيت شاكا وشاكيري، أديا حتى الآن مع منتخب سويسرا بشكل جميل، حيث شاركا في الفوز في المباراة الأولى على ألبانيا بهدف لصفر.

وعلى الجانب الآخر لم يستطع اللاعبون المسلمون في المنتخب الفرنسي وعلى رأسهم بول بوغبا أن يحققوا حتى الآن في اورو 2016 الانفراجة التي يحلمون بها، ليسعدوا عشاق المنتخب الفرنسي، مثلما فعل أسلافهم المسلمون في فريق الديوك في السابق، وعلى رأسهم الأسطورة زين الدين زيدان. بيد أن الفرصة مازالت سانحة في اورو 2016 أمام بوغبا ورفاقه نغولو كانطي وباكاري سانيا وموسى سيسوكو، والمغربي عادل رامي ليسعدوا قلوب جماهير فرنسا.

والأصعب من موقف مسلمي المنتخب الفرنسي هو موقف اللاعبين مروان فيلاني وموسى ديمبيلي لاعبي المنتخب البلجيكي. حيث كانت هناك قبل البطولة توقعات كبيرة من هذا المنتخب لكنه خيب التوقعات، وخصوصا فيلاني، وخسر مباراته الأولى أمام إيطاليا بصفر- 2 ليحتل ذيل المجموعة الخامسة. غير أن أمام الفريق مباراتين يمكنه التعويض فيهما.