صحيح ان مباريات الادوار الاقصائية غالبا ما تكون مقفلة وتكتيكية بامتياز لكن يتوقع ان تكون الملاعب الفرنسية على موعد مع المزيد من الاهداف الجميلة في كأس اوروبا 2016 لكرة القدم.

وهكذا كانت الحال في الدور الاول الذي ترك فيه لمسته كل من الفرنسي ديميتري باييت والبرتغالي كريستيانو رونالدو والسلوفاكي ماريك هامسيك؟


- باييت من الحضيض الى المنقذ -

لم يكن ديميتري باييت يتصور انه سينتقل في غضون عام من الحضيض الذي وجد نفسه فيه بعد تلك الامسية الالبانية النكراء من شهر يونيو 2015 الى بطل قومي، لكن لاعب وسط وست هام يونايتد الانجليزي عاش ليلة خيالية في افتتاح البطولة القارية جعلته على كل لسان بعد ان قاد فرنسا المضيفة الى فوز قاتل.

كانت فرنسا في طريقها لانهاء المباراة الافتتاحية لكأس اوروبا بالتعادل مع رومانيا قبل ان يقول باييت كلمته في الدقيقة 89 ويمنح بلاده الفوز 2-1 بتسديدة صاروخية رائعة وضع بها الكرة في الزاوية اليمنى العليا، مكررا سيناريو اللقاء الودي الذي جمع بلاده بالكاميرون قبل 10 ايام على انطلاق البطولة القارية عندما منحه الفوز 3-2 بهدف في الدقيقة الاخيرة.

وحتى ان باييت نفسه لم يصدق ان الامور ستنقلب رأسا على عقب وان تلك الامسية والمباراة الودية التي خسرتها فرنسا امام البانيا (صفر-1) في يونيو ستصبح طي النسيان بالنسبة له شخصيا لانه كان اكثر اللاعبين عرضة للانتقادات نتيجة الاداء المخيب الذي قدمه يومذاك.

وتحدث لاعب وسط وست هام الذي سجل هدفا ثانيا في الجولة الثانية ضد البانيا بالذات في الوقت بدل الضائع (2-صفر)، عن هذا الامر، قائلا في المنطقة الاعلامية المختلطة بعد المباراة الافتتاحية التي اقيمت على "استاد دو فرانس" في سان دوني: "لو قالوا لي قبل عام ان هذا الامر سيحصل في هذه الامسية وبهذا السيناريو، لقلت لهم: +انتم مجانين+".

وبدا باييت متأثرا جدا بهذا الهدف الذي منح به بلاده فوزا ثمينا في مستهل مشوارها في البطولة القارية، واعاده الى قلوب مشجعي "الديوك" وعزز مكانته في تشكيلة المدرب ديديي ديشان.

وتحدث باييت عن المسار الذي قطعه في الفترة الماضية بالقول "ان قليلا من هذه العاطفة خرج من هدفي، لا اقول انني اعود من بعيد ولكن ان اكون هنا وان اسجل هذا الهدف فان ذلك ثمرة الكثير من العمل والتضحيات".

- رونالدو يسكت المشككين بكرة بالكعب ورقمين قياسيين -

كان الجميع يتوقع من البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الاسباني ان يكون نجم الدور الاول بامتياز كونه اللاعب الافضل على الاطلاق من حيث القيمة الفنية في هذه البطولة، لكن افضل لاعب في العالم 3 مرات عاش اوقاتا عصيبة بعدما عجز عن التسجيل في المباراتين الاوليين امام ايسلندا والنمسا واهدر ايضا ركلة جزاء.

لكن رونالدو استفاق في الوقت الحاسم وقال كلمته في الجولة الاخيرة ضد المجر (3-3) في مباراة سجل فيها هدفا رائعا سيبقى عالقا في الاذهان وقد جاء عندما كانت بلاده متخلفة 1-2 على طريقة الجزائري رباح ماجر بكعب قدمه.

وكانت المباراة الختامية في الدور الاول مثالية بالنسبة لنجم ريال مدريد ليس لانه تمكن من قيادة بلاده الى ثمن النهائي وحسب بل لانه حقق ايضا رقمين قياسيين جديدين اذ اصبح اول لاعب في تاريخ كأس اوروبا يسجل في اربعة نهائيات متتالية، كما رفع المهاجم البرتغالي رصيده في النهائيات الاوروبية الى 8 اهداف متفوقا على الانجليزي الان شيرر.

ويبتعد رونالدو بهدف واحد فقط عن الرقم القياسي للفرنسي ميشال بلاتيني في عدد الاهداف المسجلة في النهائيات الاوروبية والذي سجلها في عام 1984 عندما قاد منتخب بلاده الى لقبه الاول في البطولة.

وحطم رونالدو ايضا الرقم القياسي لعدد المباريات في النهائيات الاوروبية رافعا رصيده الى 17 مباراة، متقدما على الحارس الهولندي ادوين فان در سار والفرنسي ليليان تورام.

- هامسيك يفجر الكرة في شباك الروس -

اعتقد الكثيرون ان سلوفاكيا ستكون امام مهمة سهلة في مباراتها الاولى امام الوافدة الجديدة ويلز لكن غاريث بايل ورفاقه في منتخب الـ"دراغونز" قالوا كلمتهم وتسببوا باحباط ماريك هامسيك ورفاقه بالفوز عليهم 2-1.

وكان هامسيك، نجم وسط نابولي الايطالي، عازما على التعويض في الجولة الثانية ضد روسيا (2-1) وقد نجح في تحقيق مبتغاه بعد ان مرر كرة الهدف الاول الذي سجله فلاديمير فايس قبل ان يضيف بنفسه الهدف الثاني بتسديدة قوسية رائعة اطلقها من الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء الروسية الى الزاوية اليسرى العليا لمرمى ايغور اكينفييف الذي شاهد الكرة "تنفجر" في القائم الايسر ثم ترتد الى داخل الشباك.

وكان هذا الهدف والفوز مصيريا بالنسبة لسلوفاكيا اذ نجحت في بلوغ الدور الثاني بعد تعادلها في الجولة الاخيرة ضد العملاقة انكلترا (صفر-صفر) لكنها تصطدم في اختبارها المقبل بالمانيا بطلة العالم في مباراة تعول فيها كثيرا على لمحة ساحرة اخرى من نجم نابولي.