بتعادلهم السلبي أمس السبت أمام المنتخب الإيفواري في ثاني جولات الدور الثالث والأخير المؤهل لكأس العالم 2018 بروسيا، وهو الثاني من نوعه تواليا بعد الأول بفرانس فيل أمام الغابون، يكون الفريق الوطني قد فوت على نفسه فرصة الإنفراد بصدارة المجموعة والتقدم خطوة على درب التأهل لمونديال غابوا عنه منذ عشرين سنة. 
التعادل بما رافقه من عجز مزمن عن ترويض الفيلة يؤكد أن أسود الأطلس ما زالوا تائهين في صحراء دخلوها منذ 10 سنوات، أي منذ إقصائهم التراجيدي من كأس العالم 2006 بتعادلهم أمام منتخب تونس برادس، التعادل الذي عبر بنسور قرطاج لمونديال ألمانيا.
مباشرة بعد تلك المباراة والتي أعقبت الإنجاز التاريخي المتمثل في الوصول لثاني مرة لنهائي كأس إفريقيا للأمم، دخل الفريق الوطني بسبب وشايات وتصفية بديئة لحسابات ضيقة، متاهة لم يخرج منها إلى الآن برغم العدد الكبير من المدربين الذين جيء بهم بمسميات متعددة، وبرغم ما رصد من إمكانات مالية ولوجيستيكية لا تتوفر منتخبات إفريقية كثيرة حتى على عشرها.
فأين يكمن سر الإخفاقات يا ترى؟
ومتى يستطيع أسود الأطلس الخروج من صحراء التيه؟
توالي الإخفاق سببه رمي الفشل على المدربين وحدهم والحقيقة أن المسؤول عنه هو العودة دائما لنقطة الصفر، أما متى يخرج الأسود من صحراء التيه، فذلك مرتبط بصدق النوايا وبالإيمان الذي لا يتزعزع بالمشروع وبالصبر الذي لا ينفذ، والحقيقة المطلقة هي أن الفريق الوطني طريقه طويل من أجل أن يتصالح مع ذاته ومع تاريخه التليد.