المتتبع لتصريحات هرفي رونار الأخيرة، سيتأكد له أن نبرته تغيرت كثيرا مقارنة بالفترة السابقة، ذلك أن الطريقة التي كان يتحدث بها قبل مباراة الكوت ديفور باتت مختلفة عن خرجاته الإعلامية بعد هذه المباراة، وكأني به أنه بدأ يخضع للأمر الواقع، فغابت تلك النظرة التفاؤلية التي عهدناها منه منذ أن أصبح مدربا للأسود.
رونار بعد التعادل المخيب أمام كوت ديفوار قال مثلا إنه لا يملك عصا سحرية، وواصل هجومه بعد مباراة طوغو، إذ لم يجد بُدا سوى العودة لتجارب المنتخب المغربي السلبية السابقة ليدافع عن نفسه، عندما أكد أن المنتخب المغربي لم يتأهل إلى الدور الثاني منذ 12 سنة وطالب لعدم انتقاده لهذا السبب.
هذه مجرد أمثلة للطريقة التي بات يفكر بها رونار ويتعامل بها مع الأحداث، وكأني به استسلام مسبق واستعدادا للقادم الأصعب..
ما نعرف أن المنتخب المغربي دربه ربابنة وازنين، كروجي لومير الذي فاز مع فرنسا بكأس أمم أوروبا وكويليو الذي وصل مع المنتخب البرتغالي إلى نصف نهائي كأس أمم أوروبا، في إشارة إلى أن كبار المدربين العالميين كان لهم شرف تدريب منتخب الأسود، وعندما تعاقدت جامعة الكرة مع رونار فلأنه فاز مع منتخبي زامبيا والكوت ديفوار بكأس أمم إفريقيا، وبالتالي ليعيد توهج الكرة المغربية إفريقيا وعالميا، لا ليذكرنا بماضي الكرة المغربية في المنافسة الإفريقية أو يستبلدنا بكلام أصبح مستهلكا من قبيل لا أملك عصا سحرية، لذلك نتمنى أن لا ينساق رونار ويركز في طريقة دفاعه عن أخطائه بدل العمل والاشتغال والتفكير في المرحلة القادمة في كيفية تجاوز الأخطاء التقنية والتكتيكية والبشرية التي ارتكبها في مباراة كوت ديفوار ، حيث جعلت هذه النتيجة الأسود يبتعدون بمساحة كبيرة عن التأهل لكأس العالم.