هذا ما أكدته التجارب السابقة و كأن هناك لعنة تأبى إلا أن ترافق الأسود قبل بداية كل مسابقة قارية،و لعل الجمهور المغربي يتذكر بكثير من الألم ما حدث في كأس إفريقيا للأمم 2008 حين نشب خلاف بين هنري ميشيل و طلال القرقوري بأكرا وكان الأمر سببا في تعكر الأجواء هناك و خرج الأسود من الدور الأول بعدما كانوا من المرشحين للذهاب بعيدا في الدورة.
محمد فاخر جرب الأمر نفسه في 2006 مع 3 لاعبين تقدمهم يومها الشماخ و انقلبوا عليه في القاهرة وكادوا سيغادرون الدورة تحت طائل عقد إشهاري أصروا على تفعيله و في خضم المسابقة الأمر الذي تم احتواؤه بعد أن كان بفعل فاعل لكنه أثر على الأجواء.
نعرف ما حدث بين الزاكي ونيبت، ما حدث بين الزاكي وحجي و ما حدث بين الطوسي و خرجة و ثنائيات كثيرة تورط فيها مدربون مع لاعبين مؤثرين و أرخت بظلالها على المحيط و الأجواء و قتلت الحافز.
اليوم نسمع و يردنا توتر كبير في الكواليس ظاهر للعيان بين رونار وزياش، الأمر الذي يفسد كل شيء و يضرب في كل الأصفار الممكنة مجهودات الجامعة لوضع وتسخير كل إمكانياتها للأسود قبل الكان.
حين عاد هنري ميشيل من دورة غانا قال لنا في ندوة شهيرة بالمعمورة حيث حطت الطائرة التي اقلت الأسود و كنت ممن غطوا الدورة" كرتكم ملوثة بعض الشيء و ليس لديكم نجوم كبارا لتنافسوا على الألقاب و أزمة الكرة المغربية أعمق من ان تكون في جودة لاعب بل في هي في أمور كثيرة"
أنهى ميشيل الندوة و رحل و رفض التوصل بتعويضات مالية كبيرة و اكتفى براتب شهرين ردا لجميل المغرب و إكرام عاهله الراحل الحسن الثاني لهذا المدرب الفرنسي بعد العودة من مونديال 1998.
لذلك هي المشاهد التي تتكرر و تعيد نفسها و لعل ما يحدث بين زياش و رونار يحيلنا على استحضار هذه السيناريوهات الغرائبية التي سودت المحيط و لوثت الأجواء و كانت مرارا وتكرارا سببا في كل الإنتكاسات و الخيبات التي للأسف لم نستفد منها و لم نستخلص الدروس كي لا تتكرر؟؟