يعود الدفاع الحسني الجديدي إلى أجواء التباري والمنافسة بعد إنتهاء فترة توقف البطولة الوطنية الإحترافية بمناسبة العطلة الشتوية التي إستغلها على نحو جيد لشحن البطاريات وتصحيح بعض الأخطاء التي شابت مسيرته، خاصة في الثلث الأخير لمرحلة الذهاب، وذلك من أجل الحفاظ على نسقه التصاعدي وتحقيق أهدافه المسطرة وطموحات جماهيره التواقة إلى الألقاب. وعلى خلاف كثير من الأندية الوطنية حافظ فارس دكالة على إستقراره البشري ولم يغير جلده في الميركاطو الشتوي الأخير، لكون مدربه عبد الرحيم طاليب يثق كثيرا في مجوعته الحالية التي وقعت على ذهاب أكثر من رائع أنهاه في المركز الأول مناصفة مع الوداد الرياضي، كما آثر الدفاع الذي كبرت أحلامه إقامة معسكر محلي بالجديدة إستعدادا لإياب صعب تزن نقاطه ذهبا، مع أن البداية كانت أكثر من رائعة والفريق يسجل فوزا عريضا برباعية على اتحاد طنجة أحد الفرق التي أهلها ذهابها القوي لتكون رقما صعبا في معادلة التنافس على لقب البطولة الإحترافية.

تحضيرات مثالية لرفع درجة الجاهزية
إستغل الدفاع الحسني الجديدي وصيف بطل الخريف الذي أنهى الذهاب متصدرا لسبورة الترتيب مناصفة مع الوداد البيضاوي مع إمتياز لهذا الأخير بالنسبة العامة، مرحلة توقف البطولة لإعداد العدة لإياب سيكون بكل تأكيد شاقا وصعبا للدكاليين الذين سيكونون مطالبين للدفاع عن مركز الريادة وتأكيد أحقيته في منافسة السواعد الكبرى على اللقب الأول الذي إستعصى على كل الأجيال الجديدية السابقة القبض عليه، ونظرا لتوفر الجديدة على كل المؤهلات الطبيعية التي تساعد فريق المدينة الأول على الإعداد الجيد للبطولة (الشاطيء، الغابة...)، وتماشيا مع السياسة الجديدة للمكتب المسير الرامية إلى ترشيد النفقات، فقد آثر فارس دكالة الذي إستفاد معظم لاعبيه من أسبوع راحة لإلتقاط الأنفاس بعد ذهاب شاق، البقاء بالجديدة والإكتفاء بمعسكر محلي لمدة أسبوع بالمركز الدولي للمصارعة الذي إفتتح أبوابه مؤخرا ويتوفر على كل وسائل الراحة للرياضيين وبمواصفات أولمبية، وقد ركز المدرب عبد الرحيم طاليب خلال المرحلة الإعدادية الأولى على الجانب البدني حيث برمج على إمتداد أسبوع كامل حصتين في اليوم بهدف الرفع من منسوب اللياقة البدنية للاعبين، كما خاض الدفاع ثماني مباريات ودية واحدة منها ضد الترجي التونسي في إطار إحتفالات الجديديين بالذكرى الستينية لتأسيس النادي، ومكنت هاته المحكات التجريبية المدرب طاليب من الوقوف على جاهزية الفرسان، خاصة الذين لم يخوضوا مباريات كثيرة في الشطر الأول من البطولة، وكذا العائدين من الإصابة، كما عمد الربان الدكالي إلى منح الفرصة في المباريات الاعدادية لبعض العناصر الشابة سعيا منه إلى توسيع قاعدة إختياراته مستقبلا.

الدفاع أدار ظهره للميركاطو الشتوي
بعدما كانوا يتهافتون في المواسم السابقة من أجل إستقطاب لاعبين من خارج الجديدة، وفي سابقة من نوعها لم تغر سوق الإنتقالات الشتوية الدكاليين الذين لم يقوموا بأي إنتداب وسط الموسم، وذلك إعمالا لمبدإ الحكامة الجيدة على مستوى تدبير وعقلنة الموارد البشرية للنادي، خاصة وأن المدرب طاليب يثق كثيرا في مجموعته الحالية التي حققت نتائج باهرة في مرحلة الذهاب، ومن تم لم يعلن حاجته الماسة إلى قطع غيار جديدة لتدعيم صفوف فريقه، وترك الأمر إختياريا للمكتب المسير الذي حصل على ترخيص رسمي من الجامعة من أجل القيام إبرام تعاقدات جديدة وفق الإمكانيات المرصودة، بالمقابل أوصى مروض الفرسان المسؤولين بتجديد العقود الإحترافية لأهم الركائز الأساسية للفريق لضمان الإستقرار البشري الذي يعد أحد مفاتيح النجاح، كما يعتزم أيضا فسح المجال لمجموعة من اللاعبين القادمين من فئة الأمل للإسئتناس تدريجيا بأجواء الكبار في أفق الإعتماد عليهم كأساسيين في قادم المباريات أمثال: آدم لشهب، بن بوعبد الله، بنشاوي، هنوري الذين ينتظرون فرصتهم على أحر من الجمر، وذلك تماشيا مع إستراتيجية المكتب الحالي الرامية إلى تكوين فريق قوي وتنافسي يستمد قاعدته الأساسية من أبناء الإقليم.
وعلى مستوى المغادرين، أعار الدفاع الجديدي في الميركاطو الشتوي الأخير ثلاثة لاعبين كانوا خارج مفكرة طاليب، ويتعلق الأمر بالمهاجم السنيغالي ممادو نيانغ الذي تم تفويته لإتحاد الفتح الرياضي بعدما عاكسه الحظ في فرض مكانته الرسمية داخل الكثيبة الدكالية، واللاعبين الناشئين بوشعيب لبروقي وأيوب وفدي اللذين تمت إعارتهما للجارة نهضة الزمامرة المنتمي للقسم الأول هواة لتمكينهما من الإحتكاك وإسترجاع لياقتهما التنافسية. 

بأي حال يعود الفرسان في الإياب الحاسم؟
بعد أن قطع نصف المشوار بنجاح وجمع ثلاثين نقطة في 15 مباراة في نهاية مرحلة الذهاب وإقترب من تحقيق هدفه الرئيسي الذي سطره في بداية الموسم وهو تثبيت مكانته بقسم الكبار، سيكون الفريق الدكالي مجبرا على تغيير إستراتيجيته خلال الشطر الثاني والحاسم من البطولة، إذ سيخوض بكل تأكيد المنافسات برهانات مغايرة وهو المنافسة على إحدى المراكز الأربعة المؤدية للمسابقات القارية الموسم المقبل، مع أن طموح الجماهير الدكالية أكبر بكثير من إنتزاع بطاقة خارجية، حيث تشرئب أعناق عشاق «المهيبيلة» إلى لقب يروي عطشهم، وهو رهان بإمكان الجديديين تحقيقه إذا ما ناقش اللاعبون مباريات الإياب بنفس الحماس والجدية التي أظهروها في الذهاب، وتسلحوا بالعزيمة القوية لمجابهة الأقوياء، وسيكون الدفاع على المحك ومدعوا للتسلح بالنفس الطويل للحفاظ على مساره الناجح وتفادي مشكل السرعة النهائية التي خانته في كثير من المناسبات، جعلت بعض المتتبعين ينعتون فارس دكالة في المواسم السابقة بأرنب السباق الذي يقدم خدمة كبيرة لمنافسيه.