ندرك أننا في نهاية موسم ماراطوني، يتمنى فيه أي لاعب، أن يعلق الحذاء ويهرب بعيدا عن ضغوط المباريات.

ونعي جيدا أن الفريق الوطني كلما قابل منتخبات من مستوى سناجب بينين، إلا وواجه بلوكا نازلا، بدفاعات مركبة، تحتاج إلى طراوة بدنية وتركيز ذهني وأقدام متحررة من ضغط المباريات، وهو ما لم يحضر البتة أمام السناجب.

ونقدر أن الفريق الوطني بعد أن لعب مباراة تونس في ظل غيابات وازنة، لعب مباراة بينين بتغييرات كثيرة أضاعت ما بقي من خيط التفاهم.

ونعتبر أن الفريق الوطني بهذا الفوز الصغير جدا، قد أنهى موسمه الدولي بأجمل طريقة ممكنة، لأنه حقق في كل مبارياته العلامة الكاملة، وفي ثنايا ذلك، تحقق لوليد الركراكي رقم قياسي، لم يسبقه إليه أي مدرب وهو يحصل على الفوز رقم 12 تواليا.

لكن هل يجب أن نغيب الحصيلة التقنية لمباراة بينين، والتي لا تصدر للجماهير الكثير من الإطمئنان، بسبب أن العناصر الوطنية، في مناقضة صريحة لنوايا مدربها وليد الركراكي، بالغت كثيرا في تبطيء الإيقاع إلى حد قتله عن سبق إصرار، بخاصة في الثلث الأخير من زمن المباراة.

كانت ودية بينين، تعني للاعبين الذين لن يشاركوا في مونديال الأندية نهاية الموسم، وكانوا يدركون جيدا، أن هذه الجماهير التي ملأت للمرة الثانية تواليا مركب فاس، كانت تتمنى الإستمتاع غير الفوز، بمباراة متحركة، لكنها للأسف اصطدمت بمباراة إيقاعها مستفز للمشاعر، سببها أن اللاعبين كانوا يسابقون الزمن لإنهاء المباراة بالفوز الصغير وبلا أعطاب، ولتذهب المتعة إلى الجحيم.
كان منتخب بينين يدرك جيدا أنه يوضع في مواجهة منتخب، إن ترك له المساحات في الظهر، عاقبه على ذلك بقساوة، وهو أن قبل بالخسارة، لا يتحمل أن تكون الخسارة تلك بحصة ثقيلة، لذلك حرص على التحول من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية بحرص شديد، ما هيأ الفرصة للفريق الوطني بأن يجد مساحات صناعة اللعب والفرص، لكن، ما غاب فعلا هو وسط الميدان الذي يرفع الإيقاع ويسرع وثيرة اللعب والأجنحة التي تجيد الاختراق وتفتح المعابر في الدفاع البينيني، ولعل التغييرات التي حدثت على مستوى التشكيلة، قياسا بمباراة تونس، هي ما أسهم أحيانا في انعدام التواصل الإبداعي بين العناصر، ليكون الفوز في النهاية هو أجمل الأقدار، وليتأكد مرة أخرى أننا نهزم الخصوم ولا نهزم البطئ.