نظم مكتب مجلس أوروبا بالرباط، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الاولى والرياضة، يومي 23 و24 يونيو الجاري باحد فنادق العاصمة الرباط، ندوة في موضوع "حقوق الإنسان في الرياضة"، بحضور مؤسسات وطنية ودولية، وخبراء وفاعلين في المجال الرياضي.

وشكلت الندوة منصة استرتيحية للتفكير في التحديات المعاصرة المرتبطة بالاخلاقيات والسلامة وتعزيز الحقوق الأساسية في المجال الرياضي. 

وناقش المشاركون دور التحسيس وتعميق الفهم في الرهانات القانونية والاخلاقية المرتبطة بحقوق الإنسان في الرياضة، لاسيما ان المغرب مقبل على استضافة نهائيات كأس افريقيا للامم 2025، وكأس العالم لاقل من 17 سنة اناث، وكأس العالم 2030 بشراكة مع البرتغال وإسبانيا، والتي تتطلب توفير منهج متكامل للسلامة والأمن والخدمة أثناء مباريات كرة القدم والفعاليات الرياضية الأخرى، بهدف التوقيع على اتفاقية مجلس أوروبا وتكييفها مع خصوصيا السياق المغربي.

ومن بين المواضيع الهامة التي نوقشت خلال هذه الندوة، مكافحة الرهانات غير القانونية، بحضور السيد يونس المشرافي المدير العام للمغربية للالعاب والرياضة، الذي عرضا بالغ الأهمية، عرض للجهود المبذولة لمكافحة الإنتشار الخطير والمتنامي للرهانات غير القانونية، التي اعتبرها السيد المشرافي خلال عرضه، آفة عابرة للحدود، تغذيها شركات غير قانونية، تستفيد من مبالغ مالية خيالية عن طريق الرهانات الرياضية المنتشرة عبر الفضاء الأزرق.
وبعد أن عرض بالأرقام للخسائر المالية الكبيرة التي يتسبب فيها إنتشار هذه التطبيقات غير القانونية، أكد السيد المشرافي ان توقيع إتفاقية ماكولين مع العديد من الشركاء، الغاية منه محاربة هذه الافة التي لها ثأثيرات مباشرة على مداخيل المغربية للالعاب والرياضة، المؤسسة المواطنة التي تساهم في ضخ مبالغ  مالية مهمة، في الصندوق  الوطني لتنمية الرياضة، الذي يمول أنشطة وبرامج الجامعات الرياضية الوطنية.
وقال السيد المشرافي على الخصوص: "من خلال التنسيق التام مع السلطات الحكومية المعنية مشكورة، والاستراتيجية التواصلية المتكاملة مع شركائنا من جمعيات ومؤسسات إعلامية الوطنية، سنواصل العمل بكل جدية لمحاربة آفة الرهانات الرياضية غير القانونية".
وكان المؤتمر 87 للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، الذي نظم مؤخرا بمدينة سلا من طرف الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، بحضور حوالي 300 صحفي رياضي يمثلون القارات الخمس، قد أطلق "نداء الرباط" الذي كان له أكثر من دلالة لانخراط الصحافة الدولية في محاربة الرهانات الرياضية غير القانونية.
وناقش المشاركون قدرات الفاعلين المعنيين بتنظيم التظاهرات الرياضية بشكل شامل وآمن، يحترم حقوق المشاركين، والمتفرجين وجميع الاطراف ذات الصلة. 
وشهدت الندوة الإطلاق الرسمي للدورة الالكترونية "هيلب" بعنوان حقوق الإنسان في الرياضة، والتي تم تصميمها لتوفير ولوج موسع إلى التكوين في المجال. ويعد هذا المورد البيداغوجي ،الذي تم تكييفه مع السياق المغربي، موجها لمهنيي القانون والفاعلين الرياضيين والمدربين والقانونيين وجميع المعنيين، ويهدف إلى تعزيز فهم مشترك للاشكاليات المتعلقة بحقوق الإنسان في المجال الرياضي، بالإضافة إلى برنامج حقوق الإنسان لفائدة الشباب، والذي يعد رافعة لتمكبن الشباب، كما يهدف إلى تقوية قدراته على العمل من أجل حقوق الإنسان في المجال الرياضي.
وبالمناسبة عقدت مائدة مستديرة تقنية، جمعت إبرز الفاعلين العموميين والخواص المعنيين بتنظيم التظاهرات الرياضية، في أفق استقبال المغرب تظاهرات كبرى مثل كاس افريقيا للامم وكأس العالم 2030.
وركز المشاركون بحضور خبراء عن المجلس الأوروبي على قيم الأخلاق والانخراط في مبادئ الاندماج والكرامة والاحترام أمام تعاون معمق ومستدام، من أجل ادماج الرياضة ضمن دينامية الحكامة المسؤولية والتقدم الاجتماعي.