كل فوز في مباراة افتتاحية لأي بطولة، هو دخول مثالي للمنافسات، والمنتخب المحلي تمرد على كل ظروف التهيئة المضطربة، ليقطف من حديقة أول مباراة له بالشان، الفوز الذي يمنح الثقة لأسود البطولة، ويعطينا نحن أملا في أن نرى هذا الفريق يذهب بعيدا، في بطولة تمردت على كل الصعوبات والإكراهات وغدت منصة كروية إفريقية جذابة.
أمام منتخب أنغولي محلي، يتشكل في غالبيته من لاعبي المنتخب الأول، قاعدته البشرية مؤسسة على سبعة من لاعبي نادي بيترو أتلتيكو، ومدربه هو مدرب المنتخب الأول، نجح المنتخب المحلي في تحقيق الفوز بالطريقة والأداء، عندما لجأ لنظام الكتلة المتحركة لكي يغمر محيط المباراة بأمواجه، مدا وجزرا، ونجح المدرب طارق السكتيوي ببساطة وسلاسة الخطاب التكتيكي في أن يعطينا تعريفا جديدا لصناعة الفريق تحت نار الإكراهات "كيف تصنع فريقا في 9 أيام".
أظهر المنتخب المحلي، حتى وإن كان طارق السكتيوي، قد تحفظ على بعض أسلحته (بخاصة لاعبي نهضة بركان الذين يجترون عياء إضافيا)، الكثير مما يجعلنا نحلم معه، نتطلع لمشاهدته مرات ومرات، بتماسكه وبجماعية أدائه وعلى الخصوص بانضباطه الكبير، كلما تعلق الأمر بتنفيذ الشق الصعب في تصريف زمن المباراة تكتيكيا.
ولأن الفرق تكبر في البطولة، وتتمدد مع توالي المباريات، وتقتبس من الأجواء النور الذي يقودها لمنصة التتويج، فإن منتخبنا المحلي لم يخلف معنا موعده الأول وهو يحصد النقاط الثلاث، بل إنه أكد لنا جميعا أنه فريق جدير بأن يحمل أمانة الدفاع عن سمعة بطولتنا الإخترافية، التي تؤكد الوقائع، إنها بخلاف ما نظنه خطأ، من أقوى بطولة القارة.
نسرع الخطى، ونستبق، بل ونقفز على المراحل، إن نحن بدأنا من الآن في الحديث عن أن هذا الفريق يليق به أن يكون بطلا لهذه النسخة من الشان. الأفضل أن نأخذ كل مباراة على حدة، بحقائقها وتحدياتها، ونبدأ بالتركيز على مباراة كينيا الأحد القادم، فهذا سيكون حاجزا مرتفعا، نحتاج لكل الرشاقة لنعبره، في طريق التأهل للدور ربع النهائي، في مجموعة تفرض علينا أربع مباريات قوية، لم ننته سوى من واحدة منها.