جاءت مباراة المنتخب المغربي أمام نظيره الكونغولي الديموقراطي، وقد شكلت نهائيا قبل الأوان، بحكم أن المنتخبين يملكان حضورا وازنز في سجل أبطال "الشان"، وكأنه مباراة الفصول الأربعة، بطقس حار وبأمطار ساخنة ولسيناريو غريب جدا، نقلنا بسرعة مجنونة بين الوصلات، ما أراحنا فيها وما شنج أعصابنا وما أسعدنا في النهاية، والمنتخب المحلي يرفع الألوية، مؤكدا أنه الأحق والأجدر بالتأهل للدور ربع النهائي.
أخلص طارق السكتيوي، لعاداته في تثبيت التشكيلة، بأن اعتمد على ذات الفريق الذي هزم زامبيا، قبل أن يضطره انزعاج عضلي لرجل الوسط أيت أورخان، لإدخال صابر بوغرين في وسط ميدان يقوده العميد حريمات وأنس باش.
وأهدتنا البدايات السيناريو المثالي، الذي يتمناه أي مدرب، أن ينجح أسامة لمليوي في هز الشباك، بعد بناء هجومي "مدرسي"، إلا أن ما تصورناه نعمة والفريق الوطني يسجل باكرا، سينقلب إلى نقمة، والفريق الوطني يوضع من فهود الكونغو تحت ضغط رهيب، أفقد أسود البطولة تركيزهم الجماعي، فرمانا بالعديد من الصور المزعجة، كوابيس لم يهدأ روعها، إلا ومنتخب الكونغو الديموقراطية يسجل هدف التعادل، ويضعنا جميعا تحت طائلة الشك.
وكان السؤال الذي طوقنا والجولة الأولى تنتهي بتعادل عادل، إلى أي حد يمكن أن يصل سعار المنتخب الكونغولي؟
وهل يقف أسود البطولة متفرجين على مشهد الإجتياح، فتكون كارثة الخروج من دور المجموعات؟
أعطانا فهود الكونغو الإنطباع، على أنهم يعلنون الإنتحار، بالنسق الذي اختاروه، وهم يدركون أو الفوز وحده يصعد بهم للدور ربع النهائي، وبطبع العادات التي نعرفها، سينجح أسود البطولة في تصيد جزاء من إحدى المرتدات السريعة، بابا يتوغل، يموه، رجل المدافع الكونغولي تدوسه، فتكون ضربة الجزاء التي قررها حكم المباراة بعد العودة لشاشة الفار، جزاء منه منح العميد حريمات السبق مجددا لأسود البطولة.
وما كان واضحا، بعدها أن المنتخب الكونغولي سيعلن الإنهيار البدني، ليسمح ذلك لأسود البطولة الذين انتعش مخزونهم البدني، بتعبئة الرصيد الهجومي، فسجل لمليوي هدفا ثالثا، هو الثالث له في البطولة، هدف أنهى كل شيء، إذ أحال أحلام فهود الكونغو لحطام، وانتقل الدور ربع النهائي، المنتخب الأفضل، بمنظور الأداء الجماعي وبرغم التحضير المتأخر للبطولة.
هنيئا لمنتخبنا المحلي، الذي حقق فوزه الثالث، وأكد أنه يستحق عباءة المنافس على اللقب التي جاء بها إلى هذا "الشان".
إضافة تعليق جديد