حسم المنتخب المغربي تأهله لنهائيات كأس العالم 2026، بعد الفوز الكبير الذي حققه على حساب منتخب النيجر، بخماسية نظيفة، في الجولة الخامسة من التصفيات.. وتمزت المباراة بسيطرة واضحة للأسود الذين صالوا وجالوا في كل المساحات، وكان بمقدورهم الفوز بأكثر من 5 أهداف.

قبل انطلاق المباراة انتظر الجميع التشكيلة الأساسية التي سيخوض بها المنتخب المغربي هذه المباراة، على اعتبار أن أي مدرب سيجد صعوبة في تحديد تشكيلته في ظل وفرة اللاعبين المتميزين والذين تتقارب مستويات أدائهم إلى حد كبير.. وكان الحل بالنسبة لوليد الركراكي أن يعتمد ما أمكن على النواة الأساسية لتشكيلته التي ظهرت بياسين بونو في حراسة المرمى، مع حكيمي، أكرد، ماسينا وبلعمري في الدفاع.. وأمرابط  مع العيناوي في وسط الميدان.. وفي الهجوم تواجد كل من الكعبي وصيباري، مع بن صغير ودياز على الأطراف ويمكنهما التحول إلى وسط الميدان في أي وقت وحسب مجريات اللعب.. لذلك غاب أوناحي الذي اعتاد أن يلعب أساسيا في خط الوسط، كما غاب النصيري أيضا عن خط الهجوم.

وكانت البداية لصالح المنتخب المغربي الذي اعتمد على الضغط المتقدم والخانق، والذي أحدث ارباكا كبيرا بين لاعبي منتخب النيجر فسقطوا في ارتكاب الأخطاء نتج عنها حصول اللاعب عبد اللطيف غومي على البطاقة الصفراء مرتين وتم طرده في الدقيقة 27، ليخوض المنتخب النيجيري بقية دقائق المباراة بأقلية عددية.   

وقبل بطاقة الطرد كان بمقدور المنتخب المغربي أن يسجل هدف السبق مرتين، الأولى بضربة رأسية من نايف أكرد حيث علت كرته المرمى ببعض السنتيميترات، ثم فرصة أيوب الكعبي الذي كسر خطة الشرود في الدقيقة 15، وانفرد تقريبا بحارس مرمى النيجر، لكن تسديدته لم يكن مركزة.

وكانت أول محاولى لمنتخب النيجر في الدقيقة 21، لكن تدخل ماسينا كان في الوقت المناسب، حيث حول الكرة للزاوية.. وحتى عدنما سجل النيجيريون هدف السبق بعد تنفيذ ضربة الزاوية كان مسجل الهدف في وضع شارد، ولم يحتسبه الحكم.

ومع النقص العديدي لمنتخب النيجر، وجد الأسود أنفسهم في وضع أكثر أريحية، وفرضوا أسلوب لعبهم بشكل أقوى، وتمكنوا من بناء العديد من فرص التسجيل خصوصا عبر حكيمي ودياز في الجهة اليمنى.. وأيضا بن صغير وبلعامري وصيباري في الجهة اليسرى.

وكان من الطبيعي أن تثمر الهجمات المتوالية، وأن يفتتح الأسود حصة التهديف بعدما تناسلت محاولات التهديد، وتمكن صيباري من افتتاح التسجيل في الدقيقة 29، إثر تمريرة محكمة من بلعامري، قبل أن يضيف صيباري نفسه الهدف الثاني بعد "أسيست" رائع من حكيمي في الدقيقة 38، لينتهي الشوط الأول مغربيا بنتيجة هدفين للا شيء.

وخلال الشوط الثاني واصل المنتخب المغربي ضغوطاته دون تردد بحثا عن مزيد من الأهداف.. وفعلا جاء الهدف الثالث سريعا عبر أيوب الكعبي في الدقيقة 51، إثر تمريرة حاسمة من بلعامري.. وبعد الهدف الثالث بدا المنتخب المغربي وكأنه سيلجأ إلى لعب استعراضي أكثر يظهر من خلاله قوته في التحكم في مجريات اللعب، وقدرته على خلق التهديد من كل المواقع والمساحات.

ومع الدقيقة 65 أجرى وليد الركراكي 3 تغييرات دفعة واحدة، حيث أدخل إكمان بدل الكعبي، والخنوس بدل بن صغير، ثم الكرواني بدل بلعامري.. وجاء الهدف الرابع سريعا عبر البديل إكمان في الدقيقة 69 من ضربة رأسية بعد تمريرة حاسمة من أكرد.

وفي الدقيقة 76 أجرى الركراكي تغييرا رابعا حيث أدخل أوناحي بدل صيباري، وشمس الدين طالبي بدل إبراهيم، ليزيد الأسود إصرارهم على التهديف، خصوصا أن المباراة في شوطها الثاني كان وجهتها الأساسية مرمى النيجر، في وقت ظل فيه ياسين بونو في راحة تامة., وفي الدقيقة 85 سجل أوناحي الهف الخامس من تسديدة مركزة.

وانتهت المباراة في نهاية المطاف بخماسية مستحقة، أهلت أسود الأطلس إلى مونديال 2026، قبل حتى أن يخوض مباراة الجولة السادسة من التصفيات والتي سيواجه خلالها منتخب زامبيا يوم الإثنين القادم.