ما بين شهر شتنبر الماضي وشهر أكتوبر الحالي، تغيرت صورة المنتخب الوطني من النقيض إلى النقيض.. فكل التفاؤل الذي اعترانا، وكل النظرة الإيجابية التي شعرنا بها، عندما اكتسح المنتخب المغربي نظيره منتخب النيجر بخماسية نظيفة، وفاز على منتخب زامبيا في عقر داره بثنائية دون رد، في تصفيات كأس العالم 2026.. كل هذا تبخر.. وتحول وبعد ودية البحرين.. إلى قلق عارم، وهواجس متجددة، ومخاوف توقظ فينا الشك والارتياب وعدم الثقة مرة أخرى.

فما كان لأشد المتشائمين أن يتخيل أو يتصور عجز أسود الأطلس عن إيجاد الحلول في ودية البحرين وهم يخوضون المباراة على أرضهم وأمام جماهيرهم.. وما كان لأحد أن يشك في قدرة المنتخب المغربي الذي يصنف حاليا ضمن أقوى منتخبات العالم، باحتلاله للمركز 11 عالميا.. على تحقيق فوز سهل على منتخب غير مشهور، كل لاعبيه من البطولة المحلية ويحتل المركز 84 عالميا وفق التصنيف الحالي.

الصورة التي ظهر بها المنتخب المغربي في ودية البحرين، حيث استحوذ الأسود على المباراة بنسبة تزيد عن 80%، دون أن يبلغوا مرمى الحارس إبراهيم لطف الله، ودون أن يجدوا الحلول المناسبة للتهديف.. أعادتنا إلى دائرة الشك من جديد.. وبات السؤال يكبر ويتعاظم في أذهاننا.. كيف عجزنا عن اختراق دفاع فريق يلعب بقتالية ويجيد الاستماتة ويعرف كيف يغلق المنافذ ويشغل كل المساحات من دون أن يهدد مرمانا، لا من قريب ولا من بعيد؟ وكيف سنواجه فريقا يلعب بنفس الأسلوب الدفاعي الحازم، لكنه خطير هجوميا، يجيد التهديد، ويعرف متى يهاجم، ويملك القدرة على استغلال أنصاف الفرص؟