تمر مباريات الفريق الوطني، ودية كانت أم رسمية، وهي تتشابه، ليس فقط في عدد الإنتصارات التي تتحقق تواليا، ولكن أيضا في حجم الخوف الذي تتركه والفريق الوطني، لا يرسل بأدائه الجماعي ما يبعث على الإطمئنان، بل ويكرس ذات الوجع في تحويل المخاضات الهجومية إلى أهداف.

بالطبع ليس هناك من يطلب من الفريق الوطني أداء إستعراضيا أو إحتفاليا وفرجويا، لأن هذه الخاصية، لا تعطي دائما ما هو مرجو منها، أي الإنتصارات، ولكن القصد بالأداء المطمْئن، هو أن يصل الفريق الوطني بالنجاعة الهجومية لمستويات مرتفعة، كما كان الحال في مباريات سابقة، حيث كان الفوز يتحقق بحصص عريضة.

أمام منتخب موزمبيق، شعر الفريق الوطني مجددا بالإختناق عند وضع الخواتيم لبناءاته الهجومية، فإن كان مريحا لنا وللمدرب وليد الركراكي، أن الفريق الوطني يتوصل إلى صناعة الفرص، فإن المزعج حقيقة، أن كثيرا من هذه الفرص السانحة لا تترجم إلى أهداف، ووليد كما اللاعبين يتحمل مسؤولية في ذلك، فكما أن اللاعبين لا يكونون حاسمين في فترات بعينها، الكعبي، الزلزولي وابراهيم على سبيل المثال، فإن وليد لا يستثمر تكتيكيا الفترة التي ينهك فيها المنافس بدنيا، من كثرة تنويع الإيقاع، ويكون ممكنا الإجهاز عليه، فترة لا يحسن لاعبو الفريق الوطني استغلالها على الوجه الأمثل.

بالطبع، لا نريد أن يجثم الخوف على أنفاسنا فيخنقها ويعطل فينا طاقة التفاؤل، لكن ما نراه يتكرر أمامنا، على الأقل في آخر ثلاث مباريات، يقوي فينا التوجس، من أن الفريق الوطني، لا يظهر عمليا اكتمال جاهزيته للإستحقاق القاري، ومن أن وليد أطال الوقوف عند هذا الإختلال الهجومي، من دون أن يعالجه بشكل كامل.

لاشك أن الفوز على موزمبيق في محك ودي جيد، بطقوسه وأجوائه، يعزز ثقة اللاعبين بمقدراتهم، وهم يقتربون من الإمتحان الكبير، إلا أنني وصلت لدرجة الإقتناع من أن وليد الركراكي، بالغ عند اختياره للمنتخبات الإفريقية التي نواجهها وديا، في البحث عن تلك التي تختبر صبرنا على اللعب أمام منافس يلعب بالكتلة المنخفضة، وقدرتنا على فك طلاسمها الدفاعية، حتى أن ذلك بات يشكل لنا عقدة نحن في غنى عنها، والحال، أننا في كأس إفريقيا للأمم، لن نلعب في كل مبارياتنا التي نتمنى أن تكون بعدد السبعة، أمام منتخبات تنصب أمام حارسها جدارات دفاعية في شكل خراسانات، فبعضها سيتجرأ علينا، بخاصة عندما يتعلق الأمر بمباريات خروج المغلوب.
ومنتخب أوغندا الذي سنختتم به تجمع شهر نونبر ولربما حتى المحكات الودية التي تحضرنا لكأس إفريقيا للأمم، لن يكون أفضل من موزمبيق، فيما يؤمن به ويعتقده، من أن مواجهة منتخب في قيمة أسود الأطلس، لا تستدعي فنح اللعب، أو حتى اللعب ببلوك متوسط، وهو ما سيكرر للمرة العاشرة اختبار قدرتنا على كسر الرتابة التي تضرب أداءنا ونحن ندعى دائما لصناعة اللعب، فماذا نحن فاعلون؟