قبل 33 يوما من انطلاق كأس إفريقيا للأمم التي يستضيفها على أرضه، يواجه المغرب بحسب صحيفة «ليكيب» الفرنسية، معضلات في جميع خطوط اللعب، يتعين على وليد الركراكي، مدرب «أسود الأطلس»، أن يحسم قراراته بشأنها.
فما هي هذه المعضلات من وجهة نظر الصحيفة الفرنسية المتخصصة؟
1- من إلى جانب أكرد؟
قال وليد الركراكي في مؤتمر صحفي: «منذ ما بعد كأس الأمم الإفريقية، لم نلعب بنفس الدفاع في مباراتين متتاليتين. كانت لدينا دائمًا إصابات وغيابات». ولم يسلم منها أيضًا خلال فترة التوقف الدولي الحالي.
في الواقع، يعاني مدافع أولمبيك مارسيليا، نايف أكرد من إصابة في منطقة العانة (بحسب مدربه روبيرطو دي زيربي)، وسيضطر للإبتعاد عن الملاعب لبعض الوقت.
كان أكرد متألقًا خلال كأس العالم الأخيرة بجانب رومان سايس في محور الدفاع، ويظل من الركائز الأساسية للمنتخب المغربي، وربما اللاعب الأكثر أهمية في التشكيلة إلى جانب أشرف حكيمي وياسين بونو. ومن المنتظر أن يبقى تحت المراقبة حتى كأس الأمم، مع تقنين دقائق لعبه.
في مباراة موزمبيق، اعتمد وليد على ثنائية سايس ويميق، ومن غير المستبعد أن يغيرها غدا أمام أوغندا، لإيجاد من سيكون شريك أكرد مستقبلا. وقد قرر الركراكي منح الفرصة لعبد الحميد آيت بودلال، المدافع المركزي البالغ من العمر 19 عامًا في نادي رين الفرنسي.
تكوَّن في أكاديمية محمد السادس، وهذا اللاعب، تكوين مغربي خالص، بدأ يفرض نفسه تدريجيًا في فريقه بفرنسا، حيث خاض خمس مباريات هذا الموسم. ومع ذلك، يبدو أنه غير جاهز تمامًا، ويفتقر إلى الخبرة. وقال الركراكي: «قناعتي أننا لن نفوز بكأس الأمم الإفريقية بمدافعين صغار السن. نحن بحاجة إلى خبرة في الدفاع».
حتى الآن، اللاعب الذي خاض أكثر عدد من المباريات هو آدم ماسينا، مدافع طورينو، والذي كان أساسيًا في آخر ست مباريات لأسود الأطلس. لكن المشكلة أنه لم يلعب أي دقيقة مع ناديه منذ آخر تجمع دولي، وهو ما يمثل صداعًا جديدًا للمدرب.
ولضمان التوازن وربما أكثر من ذلك، استدعى الركراكي رومان سايس بعد غياب دام أكثر من عام (وقد رسمه في ودية موزمبيق). وفي سن الخامسة والثلاثين، لم يعد نفس اللاعب كما كان، إذ لعب ثماني مباريات فقط في الدوري القطري الضعيف فنيًا. ومع ذلك، يحتاج الركراكي إلى قيادته وخبرته لإدارة الجوانب العاطفية.
وقال وليد: «نحتاج إلى لاعبين يعرفون البيئة وثقل قميص المنتخب الوطني».
أما الخيار الثالث فهو جواد يميق، الذي استخدم كثيرًا من قبل المدرب، وكان مرشحًا ليكون المدافع الثالث في الترتيب. لكنه، مثل ماسينا، لم يعد يلعب كثيرًا مع ناديه السعودي النجمة بسبب إصابة. وفي سن الثالثة والثلاثين، يبدو أنه قريب من المغادرة
في النهاية، سيكون رومان سايس تحت المراقبة الدقيقة خلال هذا التجمع الدولي. ففي حال ظهوره بمستوى جيد، قد نشهد عودة قائد الدفاع المغربي في كأس العالم 2022 إلى التشكيلة الأساسية ضد جزر القمر في مباراة افتتاح كأس الأمم الإفريقية في دجنبر المقبل.
2- أوناحي أم صيباري؟
في خط الوسط، هناك خمسة لاعبين يتنافسون على ثلاثة مراكز. أمام المنتخبات القوية، يُتوقع أن يعتمد المغرب على فريق متوازن بثلاثة لاعبين في الوسط، كما حدث في المونديال الأخير.
سفيان أمرابط، العائد إلى مستواه مع ريال بيتيس الإسباني، لا جدال حوله، فهو حجر الأساس في خط وسط المنتخب.
وفي مركز لاعب الوسط رقم 6 أو 8، يأتي نائل العيناوي (لاعب روما الإيطالي) الذي انضم إلى المنتخب في شتنبر، وهو الخليفة المثالي لسليم أملاح، المتألق في قطر بفضل مجهوده الكبير وقدراته الفنية.
لكن السؤال هو: من سيكون لاعب الوسط الثالث؟
النجم المتألق منذ أكثر من شهر، إسماعيل صيباري، مرشح قوي ليكون أساسيًا. اللاعب الإبداعي والقوي والفعّال من إيندهوفن الهولندي سيكون أساسيًا في أي منتخب إفريقي (10 أهداف وتمرّيرتان حاسمتان في 17 مباراة بكل المسابقات).
إلا أن في منطقته يوجد لاعب اسمه عز الدين أوناحي. لاعب الوسط البالغ من العمر 25 عامًا استعاد مستواه مع جيرونا في الدوري الإسباني. وعندما يرتدي قميص المغرب، نادرًا ما يخيب الآمال (42مباراة دولية، 9 أهداف و7 تمريرات حاسمة). إنه لاعب مميز ومختلف، ولمساته الفنية كثيرًا ما حسمت المباريات أمام الدفاعات المغلقة.
لذلك، يُعدّ نجم مارسيليا السابق لاعبًا أساسيًا شبه مضمون. أما صيباري، فيمكنه أن يأمل في الدخول ضمن تشكيلة أكثر هجومية بحسب الخصم، كما يمكنه اللعب على الأطراف لمنافسة لاعبين مثل ابراهيم دياز (ريال مدريد)، إلياس بن صغير (باير ليفركوزن)، شمس الدين طالبي (ساندرلاند)، وغيرهم.
وأخيرًا، قد يملك الأنيق بلال الخنوس (شتوتغارت) فرصة للظهور لتخفيف الضغط عن أوناحي.
3- من سيكون المهاجم رقم 9؟
يبدو أنه لا يوجد مهاجم رقم 1 واضح، بل ثلاثة خيارات متقاربة جدًا. ولحسن حظ وليد الركراكي، المنافسة في خط الهجوم أصبحت قوية، على عكس ما كان عليه الحال في عهد هيرفي رونار.
فمن سيكون المهاجم الأساسي لأسود الأطلس في كأس الأمم الإفريقية على أرضهم؟
يوسف النصيري (فنربخشة)، أيوب الكعبي (أولمبياكوس)، أم حمزة إكمان (ليل) أم سفيان رحيمي (العين)؟
اللاعبان الأولان من أصحاب الخبرة، لكن عليهما الآن التعامل مع بروز المهاجم الشاب إكمان. وبحسب الخيارات الأخيرة للمدرب، فإن الكعبي يبدو الأقرب ليكون الأساسي.
فأسلوبه يشكل مزيجًا مثاليًا بين الآخرين: سريع، ويجيد اللعب كمحطة هجومية للفريق. كما أنه يقدم موسمًا قويًا (9 أهداف في 15 مباراة)، ومع المنتخب المغربي زادت مشاركاته منذ شهر يونيو (290 دقيقة و3 أهداف). كما يملك أفضل معدل تهديفي في المنتخب (29 هدفًا في 59 مباراة).
أما يوسف النصيري، المتألق في مونديال قطر 2022، فما زال يحتفظ بمكانته (220 دقيقة، هدفان)، لكن أسلوبه لا يثير حماس الجمهور المغربي، ويبدو مهددًا الآن من قبل حمزة إكمان (205 دقائق، هدف واحد)، من دون أن نعفل سفيان رحيمي مهاجم وهداف نادي العين.
أربعة مهاجمين في مساحة ضيقة جدًا من المنافسة، ما يجعل الركراكي قادرًا على تغيير التراتبية في أي لحظة، وكذلك التنويع في الخيارات التكتيكية حسب الخصم. وكما هو الحال في كل الخطوط، فإن من يبدأ البطولة ليس بالضرورة هو من ينهيها.
إضافة تعليق جديد