هذا ما كنا ننتظره في موقعة نهاية المجموعة لتثبيت مقعد الصدارة للاسود ، وهذه الإشارات المتغيرة في اختيارات الركراكي على مستوى الدفاع والوسط والهجوم ، وتوفق فعلا في تغيير المنظومة والأسلوب والأداء . كيف زار الأسود بالثقة والضغط العالي؟
من ذكريات التاريخ
من 22 مباراة ومواجهة بين الأسود وزامبيا ، ظل الاكتساح للمغرب في 14 مباراة فاز بها مع ست انتصارات لزامبيا وتعادلين بينهما ، ومن جملة اللقاءات العامة ، افرزت المواجهات الودية في ست منها فوز الأسود بثلاث مباريات وتعادلين مع فوز وحيد ، فيما فاز الأسود بأحد عشر مباراة رسمية مختلفة في الاقصائيات الخاصة بكأس العالم وكأس افريقيا وحتى نهائيات كأس افريقيا التي فاز فيها الأسود في مبارتين وتعادل في واحدة، ما يعني ان الغلبة العامة كانت للاسود كان آخرها لقاء رسمي بين المنتخبين، بتاريخ 8 شتنبر 2025 ضمن تصفيات كأس العالم 2026، حيث حقق المغرب فوزًا ثمينًا بنتيجة 2-0 في مدينة ندولا الزامبية، بأهداف يوسف النصيري في الدقيقة السابعة، وحمزة إيكمان في الدقيقة 47. أي بنفس وجوه المنتخب الزامبي الحالي دون مدربه الأسبق افرام غرانت الذي اقيل من منصبه شهر أكتوبر الماضي وخلفه المدرب الزامبي شيكون موزيس .
الركراكي بالقناعات والاختيارات الجديدة
وحتما ، كان الركراكي جريئا هذه المرة بإلحاق تغييرين في الرواق الايسر بالحاق مزراوي بدلا من انس صلاح الدين الذي أصيب بمرض طارئ ، في الجهة اليسرى ، واشراك الدولي محمد الشيبي في الرواق الأيمن ، فيما تم تغيير اليميق بماسينا بالنظر الى مشاكل اخطائه السابقة . والجميل في التغييرات أيضا أن قلب أوضاع الوسط بابعاد امرابط ، وتحويل الوسط الى الى العيناوي كرجل ارتكاز واوناحي و الصيباري كصانعي العاب ، فيما الحق الزلزولي كأساسي في الجهة اليسرى للخط الهجومي والإبقاء على ابراهيم دياز يمينا ، والكعبي في قلب الهجوم. وهذه التغييرات من شأنها
كوموندو زامبيا
ومع ان منتخب زامبيا له رصيد نقطتين فقط، ومع حماس مكونات الفريق ومدربه وانصاره ، كان مقياس الفوز على المغرب مؤشرا استراتيجيا للتأهل الى الدور المقبل مع امكانية تأهله أيضا في حالة التعادل . ولهذا الغرض ، قدم المدرب شسيون تشكيله مغايرة للعيارات السابقة في الوسط والهجوم . وجاء التشكيل كالتالي من 4 – 2 – 3 – 1 بداية من الحارس موازا ( زاناكو الزامبي) و الرباعي الدفاعي من ماتيوس ياندا ( نكوانا الزامبي) في اليمين ، ولوبامبو موسوندا ( ماغديربورغ الألماني) يسارا ، فيما اوكل متوسط الدفاع لساكالا اوبينو من (المريخ السوداني)، وشاندا دومنيك من ( ديناموس الزامبي) . أما الوسط ، فتم اختيار كل كاباسو شونغو من ( سوبر سطار الزامبي) بدلا من سيموكوندا (زيسكو الزامبي) ، وميغيل شانغو من (هيبرنيان السكوتلاندي) عوض اوين طيمبو ( ديناموس الزامبي) ، وكينغس كانغوا من (ماكابي الإسرائيلي) كصانع العاب ، أما الهجوم النفات فتعيرت الوجهة في الأطراف بداية من الجناح الأيمن الأصغر دافيد هامانسيا 18 عاما من (ليغانيس الاسياني ) بدلا لاميك باندا من( ليتشي الإيطالي)، و وجوزيف ليطيطا 19 عاما من ( كاغلياري الإيطالي) بدلا من فاشون سيكالا يسارا من( الفيحاء السعودي) الذي نقل الى المستشفى لاصابته بآلام في البطن ، اما قلب الهجوم فيشغله الهداف باتسون داكا من ( ليستر سيتي الإنجليزي ).
الكعبي .. غيث السرعة وبشارة الهدف
من بداية اول انطلاق الكرة ، يستغل إبراهيم خطأ من مدافع زامبيا ويحول الكرة للعكعبي في موقف الخطورة وسدد خارج المرمى في اول عملية بدا فيها اللقاء سريعا بالضغط العالي . وسيواصل الأسود ايقاعهم المرتفع بفرصة ذهبية جديدة في الدقيقة 5 من عملية منظمة حسمت بتسديدة قوية من الزلزولي والحارس ينقذ الموقف . ويعيد اكرد أيضا قنبلة موقوتة أتت من ضربة خطإ في الدقيقة 8 ، لكن الحلاوة والابداع سبأتي أيضا من ضربة زاوية نفذها الشيبي الى اوناحي وبلمسة الكبار يرسل الكرة الذهبية الى رأسية الكعبي ويسجل هدف السبق الاروع في بداية مشجعة وامام أربعة مدافعين .
لا مجال للهدوء وكعبك غزال با ابراهيم
واسترسل الإيقاع الرائع للاسود دون توقف وكأن التعليمات أعطت اكلها في تسريع الأداء عوض تثاقله ، وكاد إبراهيم في الدقيقة 22 ان يسجل من داخل المعترك بعد تواصله بالكرة مع الكعبي كفرصة رابعة, وهذا التواصل سيعطي اكله بهدف ثاني ولا أروع في لقطة تواصلية من اوناحي الذي ارسل كرة عميقة الى الزلزولي وبروعة السرعة يرسل الكرة ارضيا الى الكعبي لكنه لم يتوصل بها قبل ان تنزل امام ابراهيم دياز ليسجل هدف الأسود الثاني . وكل هذا أمام غياب واضح لخط هجوم زامبيا ، وسيطرة كلية للاسود . كما كان بوسع إبراهيم ان يسجل الهدف الثالث في الدقيقة 37 بعد ان استغل اوناخي خطئا تمريريا لاحد المدافعين ويحول الهجمة الى عملية سانحة للتسجيل بعد ان منح الكرة الى الزلزولي الذي عاد بدوره لينهي العملية بسرعة التمرير الى إبراهيم ويسدد بخطورة جانبا . ما يعني ان جهة الزلزولي كانت اكثر نشاطا وتتويجا للعمليات الخطيرة .بل وسيكون إبراهيم امتاع هذا الشوط من علامة أخرى بعد ان راوغ لاعبين وسدد نحو المرمى ليبعد الحارس خطورة الهدف الثالث .وبالتالي عايننا كيف تحرر إبراهيم ، وكيف أشعل الزلزولي رواقه الايسر ، وكيف ارتقى اوناحي بادائه ، وكيف كانت مكانة امرابط المتثاقلة في الوسط ليشغلها العيناوي بذكاء عالي ، وكيف ارتقى الأسود جميعا في رفع الإيقاع .
كعب غزال بمقصية عالمية ثانية
ومع بداية الشوط الثاني ومع التغيرين اللذين الحقهما مدرب زامبيا بإخراج الأطراف الهجومية ليطيطا وتشونغو وتعويضهما بلاميك باندا ومانداندجي ، ومع البداية سيضيع باتسون داكا هدفا داخل المعترك ويسدد جانبا . لكن ما لا يصدق ان الكعبي سيعود الى مقصية الكبار في الدقيقة 50 ويسجل هدفا ولا أروع بنفس مقصية هدفه الأول في مباراة جزر القمر ، وكان بذلك علامة بارزة في هذه الكأس برائعتين في مخيال الجودة المغربية ومن تمريرة ساحرة لاوناحي صاحب وصانع الهدفين الأول والثاني للكعبي .
حكيمي يعود الى الواجهة
وفي الدقيقة 62 ، سيعمد الركراكي الى التبديلات الواقعية حتى يرتاح إبراهيم والصيباري ومزراوي ، وبادر باشراك حكيمي لربح التنافسية التدريجية وبن الصغير واخوماش ، أي مركز بمركز ، وبوضع حكيمي في مكانه ، سيعود الشيبي الى الجهة اليسرى ، واخوماش مكان إبراهيم ، وبن الصغير في موقع الوسط الهجومي . وهذا التغيير في توقيته اعتبر إيجابيا لاعطاء روح المبادرة للأولاد وبقرارات جديدة لاخوماش وبن الصعير في الوسط الهجومي ، كما سيعود الركراكي وكأنه سمع صوت الشعب واشرك شمس الدين طالبي مكان الزلزولي ، والنصيري مكان الكعبي في الدقيقة 73 كمعطى إيجابي لارحة اللاعبين ومنح الثقة لطالبي والنصيري الذي سيمضي على اول فرصة من رأسية كادت تصيب الهدف لولا ان لمست الكرة أيضا راسية مدافع زامبي . وستأتي فرصة أخرى بعد ان خطف النصيري كرة من مدافع زامبي ويرسل التمريرة الحاسمة لحكيمي ويسدد نحو المرمى والحارس يبعد الخطر في الدقيقة 82 .
وعموما، فاز الأسود بنزال اعتبر الاجمل منذ بداية كأس افريقيا ولو ان الخصم الزامبي ، لم يكن في مستواه المعروف كما حضر امام مالي ، ولكن ما جعله يفقد بوصلة الحضور هو العمل الكبير للاسود على كافة المواقع ليتأهلوا الى دور الثمن في انتظار خصمه المقبل .
إضافة تعليق جديد