لم تكتمل فرحة المغاربة بسقوط الكوت ديفوار ضد مالي، وسرعان ما عادوا لليأس والإحباط عقب فشل الفريق الوطني في إنتزاع الصدارة والتقرب من الحلم المونديالي، إثر تضييعهم لنقطتين ذهبيتين وإكتفائهم بتعادل أبيض مر ومحبط بباماكو ضد نسور مالي، ضمن رابع جولات تصفيات كأس العالم روسيا 2018.
الأسود بنفس تشكيلة الذهاب بإستثناء دخول فجر مكان بلهندة الموقوف حاولوا التحكم في الكرة والضغط منذ البداية، وجاءت الدقائق الأولى ببعض المحاولات غير السانحة للأسود عن طريق ضربات ثابتة نفذها زياش ولم تأت بشيء، فيما كان الخصم يجس النبض ويدافع قبل الرد عبر المرتدات التي بنيت أساسا على التمريرات الطويلة والتسديد من بعيد.
النتيجة كادت أن تتغير لفائدة الأسود لولا براعة الحارس ديارا الذي تصدى لتسديدة بوصوفة المنفرد به د20، مما إستفز رفاق ماريغا الذين إندفعوا بعدها وخلقوا بعض الفرص الخطيرة بواسطة دومبيا وبيسوما، وبدا واضحا معاناة الثنائي بنعطية وسايس مع عرضيات الماليين المزعجة والمربكة.
النشيط خالد بوطيب الذي أرهق مدافعي مالي بتحركاته وتمريراته أتيحت له فرصة سانحة لهز الشباك لكن إنفراده لم يستغل وتفوق فيه الحارس ديارا على بطء رأس حربة الأسود، لتمضي باقي الدقائق بأخذ ورد وسيطرة طفيفة لزملاء الأحمدي الذين لم يكونوا في غاية الشراهة والإندفاع، ومع ذلك أهدروا محاولة الذهاب لمستودع الملابس بتفوق وإرتياح.
نفس السيناريو وذات الإيقاع تكرر في الثلث الأول من النصف حيث لم تسجل أي محاولة، وإنحصرت الكرة في وسط الميدان وكثرت الإلتحامات، وبدا أن الأسود في غير يومهم ويفتقدون للحماس والحلول، فكان لا بد من أسهل حل وأقصر طريقة للشباك والتي جاء بها بوصوفة بإصطياده لضربة جزاء د70، إلا أن المختص والشارد في اللقاء زياش أضاعها بعد تصدي ناجح للحارس ديارا.
هذا الإهدار أحبط المعنويات وطأطأ الرؤوس وزاد من قوة الماليين، والذين أخذوا بزمام الأمور بعدها ورموا بثقلهم على دفاع الأسود وهددوا بخطورة الحارس المحمدي، في وقت أتيحت فيه فرصة جديدة واعدة وسانحة للبديل طنان الذي إنطلق وإنفرد بالحارس لكن تسديدته مرت جانبية لتؤكد الإستعصاء والعقم الغريب.
ولم تعرف باقي الدقائق أي متغير غير محاولات متكررة من النسور لربح المعركة والإجهاز على الأسد، ليعلن الحكم الملغاشي الذي لا ينتصر معه الفريق الوطني عن نهاية موقعة باماكو بالتعادل السلبي المحبط والمقلق جدا، ليرفض الأسود أحلى هدية وأجمل سيناريو، ويعتذرون عن إنتزاع الصدارة من الكوت ديفوار مع تقليص الفارق إلى نقطة واحدة، مواصلين عشقهم للتعقيد والحسابات الضيقة والحلول الصعبة التي ستحضر بلا شك في آخر جولتين أمام الفهود والفيلة.