احتفل سائق فريق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن بشكل مثالي ببلوغه العشرين من العمر، بفوزه الأحد بلقب جائزة ماليزيا الكبرى، المرحلة الخامسة عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد، متفوقا على سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون.

وكان السائق الذي احتفل السبت بعيده، تمكن في اللفة الرابعة من السباق من التفوق على هاميلتون الذي انطلق من المركز الأول للمرة السبعين في مسيرته. الا ان حلول منافس هاميلتون المباشر على صدارة ترتيب بطولة العالم، سائق فيراري الالماني سيباستيان فيتل، في المركز الرابع، مكن البريطاني من توسيع الفارق في صدارة الترتيب العام الى 34 نقطة، قبل خمس مراحل من نهاية البطولة.

وحقق فيرشتابن الفوز الأول له في 2017، والثاني في مسيرته الاحترافية، بعد سباق جائزة اسبانيا الكبرى العام الماضي.

ومع عبوره خط النهاية للسباق (56 لفة)، قال مسؤولو الفريق لفيرشتابن عبر جهاز الاتصال "بداية رائعة لعقد جديد (من العمر)".

أما الهولندي، فاعتبر بعد الفوز ان "السيارة كانت لا تصدق، وكنت قادرا على زيادة السرعة اذا ما أردت ذلك. كان السباق صعبا جدا".

وأقر هاميلتون في المقابل بأن فريق مرسيدس لم يكن الأفضل على الحلبة، معتبرا ان فيرشتابن "قام بعمل رائع اليوم".

وأضاف "السباق كان صعبا، ومن الواضح انه (فريق ريد بول) كان يحظى بالأفضلية"، علما ان زميل فيرشتابن في الفريق الاسترالي دانيال ريكياردو، حل في المركز الثالث الذي تمكن من التشبث به في اللفات الأخيرة على رغم منافسة قوية من فيتل.

وفريق ريد بول هو الوحيد الذي تمكن من كسر هيمنة مرسيدس وفيراري على سباقات هذه السنة. وفاز سائقو الأخيرين بـ 13 سباقا من أصل 15، بينما آل الفوز لريد بول في السباقين المتبقين: سباق ماليزيا اليوم، وجائزة أذربيجان الكبرى التي أحرز لقبها ريكياردو.

ولم يكن فريق فيراري في أفضل حالاته في نهاية الأسبوع هذه. ففيتل انطلق من المركز الأخير في السباق بعدما خرج من المرحلة الأولى للتجارب الرسمية السبت، كما تلقى عقوبة الارجاع على خط الانطلاق بسبب تغيير محركه، بداية الجمعة ومرة ثانية قبل السباق.

أما زميله الفنلندي كيمي رايكونن الذي حل ثانيا في التجارب الرسمية، فانحسب من السباق بالكامل قبيل موعد الانطلاق، وخلا مركزه على خط الانطلاق، ما أدى عمليا الى انطلاق فيرشتابن من المركز الثاني (حل ثالثا في التجارب الرسمية)، واقترابه سريعا من هاميلتون.

وقال رايكونن الذي حقق الفوز الأول من مسيرته على حلبة سيبانغ الماليزية في 2003 "من الواضح اننا نعاني من بعض المشاكل. لا أعتقد ان أحدا منا يعرف ما هي بالتحديد. أنا واثق من انني كنت سأتمتع بسيارة جيدة جدا اليوم في ما لو تمكنت من خوض السباق".

وأنهى فيتل السباق أيضا مع ثلاثة إطارات بعدما اصطدم به سائق وليامس الكندي لانس سترول بعد خط النهاية.

وتتبقى أمام السائق الالماني، بطل العالم أربع مرات تواليا بين العامين 2010 و2013، خمسة سباقات لمحاولة استعادة صدارة الترتيب العام من هاميلتون الباحث عن لقبه الرابع في البطولة، والأول منذ 2015.

وبدا تفوق فيرشتابن واضحا من البداية، اذ تمكن في المراحل المبكرة من تجاوز هاميلتون، والابتعاد تدريجيا ليصل الفارق بينهما الى سبع ثوان بحلول اللفة 14.

أما فيتل الذي زودت سيارته بمحرك جديد للمرة الثانية في عطلة نهاية الأسبوع، فعمل على التقدم تدريجيا من مؤخرة الترتيب، وتقدم الى المركز الرابع بعد خروجه من حظيرة الفريق، على حساب زميل هاميلتون في مرسيدس، الفنلندي فالتيري بوتاس.

وضغط فيتل في اللفات الأخيرة، وحقق رقما قياسيا جديدا للحلبة بلغ 1:33,864 دقيقة، محطما الرقم السابق للكولومبي خوان بابلو مونتويا (1:34,223 دقيقة) الذي حققه في العام 2004.

وحاول فيتل تخطي ريكيارديو قبل سبع لفات من النهاية، بمحاولة جريئة من داخل المنعطف، الا ان الاسترالي حافظ على مركزه. وآثر فيتل بعد ذلك الحفاظ على سيارته واطاراته مكتفيا بالمركز الرابع.

الا ان الالماني لم يكن مسرورا باصطدام سترول به بقوة بعد عبورهما خط النهاية، وسمع وهو يقول على جهاز الاتصال مع فريقه "مستحيل! (...) سترول لم يكن ينظر الى أين يذهب".

وكانت هذه المرة التاسعة عشرة والأخيرة يقام فيها أحد سباقات بطولة الفورمولا واحد في ماليزيا، بعدما باتت الحكومة غير قادرة على تغطية التكاليف السنوية البالغة 67 مليون دولار.

الا ان رئيس الوزراء نجيب رزاق قال قبيل بدء السباق، ان هذه المرحلة من البطولة قد تعود في حال توافر ظروف اقتصادية أفضل.

وأوضح ان توقف السباق "لا يعني انه لا يمكن إعادة النظر به في المستقبل، في حال وجدنا ان الظروف الاقتصادية ملائمة"، مضيفا "حان الوقت لنتوقف على رغم اننا استفدنا من استضافة الفورمولا واحد. لكن عائداتها باتت في تناقص بالنسبة إلينا".