وأخيرا جاء الفرج وتحقق الحلم وزالت الغيمة، وتمزقت صفحة 20 سنة من الوجع والألم، لتأتي الفرحة الكبرى والرجوع العظيم إلى ساحة العمالقة.
فعلها الأسود وعادوا إلى العالمية وضربوا موعدا الصيف المقبل مع الأراضي الروسية، بحجز تذكرة مونديالية مستحقة عقب الفوز في الجولة الأخيرة من التصفيات على الكوت ديفوار 0-2 بأبيدجان، ليحلقوا للمرة الخامسة في تاريخهم صوب الحدث الكوني.
السيناريو المجنون والأروع والأحلى هو الذي تحقق للأسود في الشوط الأول، حينما نهجوا أسلوب الملاكمين فبحثوا عن توجيه الضربة القاضية المبكرة بلا توجس أو إنتظار، فبادروا إلى الهجوم وإمتلاك نسبة الكرة وإرغام الخصم على التراجع، ورغم غياب التهديد المباشر والخطير إلا أن رفاق أمرابط أصروا على الهجوم، في وقت حاول فيه الفيلة المناورة عبر المرتدات وأتيحت لهم أخطر فرصة عبر جيرفينيو الذي هرب للمدافعين وسدد فوق مرمى المحمدي د17.
وما هي إلا دقائق قليلة من الهدوء حتى إهتز ملعب فيليكس بوانيي بعاصفة حمراء هزت الأرجاء في ظرف 5 فقط، حينما وجه الظهير الأيمن درار الصفعة الأولى بتمريرة تسديدة خدعت الحارس غبوهو لتستقر في شباكه د25، وبينما حاول الإيفواريون إستيعاب ما حدث لم يترك لهم بنعطية الفرصة وضربهم بالضربة القاضية بهدف ثان د30 من متابعة مخادعة إثر زاوية لبوصوفة، في سيناريو غريب وعجيب لم يتوقعه أشد المتفائلين من الجمهور المغربي، فيما أصيب الفيلة وأنصارهم بالذهول وشلت أقدامهم نتيجة الصدمة المفاجئة.
اللقاء بدا وكأنه قتل وحسم وإتضح ذلك جليا في الدقائق الأولى من النصف الثاني، بعدما نزل الإيقاع وإنخفض مستوى الحماس وغابت المحاولات والفرص، وبإسثتناء محاولة بوصوفة الوحيدة د47 والتي أبعدها أوريي من خط المرمى لم يأت الجديد، وعجز الإيفواريون عن إيجاد الحلول لبلوغ مرمى المحمدي، وساير زملاء الأحمدي باقي فصول المباراة بأريحية وذكاء وهدوء وكادوا أن يضيفوا الهدف الثالث في أكثر من مرتد عبر أمرابط وبوطيب، في وقت سقط فيه زاها وأوريي والبقية في النرفزة والتسرع فلم يربحوا شيئا، وإنطلقت الإحتفالات في دكة البدلاء والمدرجات الحمراء مبكرا وحتى صافرة النهاية من الحكم الغامبي غاساما، الذي رفع يد الأسود في حلبة ربحوا فيها الفيلة بالضربة القاضية، ليرفعوا وسام البطولة والتتويج والسعادة الغامرة برجوع الرجال والأبطال إلى العالمية، ويحاكي جيل بوصوفة وبنعطية جيل بصير وحجي.