لأنه صنع حدثا لذاته بأن حظي بشرف تأهيل منتخب وطني لنهائيات كأس العالم لأول مرة في مسيرته كمدرب، وهو الذي نجح في إحراز اللقب القاري مرتين، ولأنه أيضا صنع حدث تأهيل أسود الأطلس لمونديال غابوا عنه لعشرين سنة كاملة، فإن الفرنسي هيرفي رونار لا يستطيع تحديد مقدار السعادة التي تنتابه منذ اللحظة التي أعلن فيها الحكم الغامبي غاساما عن نهاية النزال التاريخي أمام فيلة كوت ديفوار بفوز أسود الأطلس وتأهلهم لمونديال روسيا.
سعادة غامرة تعبر كل الأحاديث الصحفية التي خص بها الساحر الأبيض صحافة بلاده فرنسا، والتي اخترنا منها للأهمية، ذاك الذي أجراه مع مجلة «سوفوت».
حوار يجوب بالطول والعرض الأشهر 18 التي قضاها رونار على رأس الفريق الوطني وتحقق خلالها ما لم يتحقق مع كثيرين قبله..

- بعد أن قدتم المنتخب الزامبي للفوز بكأس إفريقيا للأمم سنة 2012 وبعده المنتخب الإيفواري للفوز بكأس إفريقيا للأمم 2015، نجحتم في تأهيل المغرب لكأس العالم 2018، بعد عشرين سنة من آخر مشاركة له بالمونديال.
ما هو السر وراء تألق هيرفي رونار في القارة الإفريقية؟
رونار: ليس هناك سر، يجب أن نعرف كيف نتأقلم مع البلد الذي نشتغل فيه، إحترام الناس، ثقافتهم وتقاليدهم، ثم وهذا هو المهم عدم التزحزح عن خط السير الموضوع، والعمل على أن يسري ذلك على الجميع بلا استثناء، حتى يكون الولاء ممكنا.
هذا ما أحاول أن أفعله منذ عشر سنوات، منذ أن بدأت بالإشتغال بإفريقيا، كما يجب أن أشيد بالدور الذي يلعبه مساعدي باتريس بوميل، إنه يقوم بعمل رائع.

- حتى نعود للمباراة المصيرية أمام كوت ديفوار، كيف كانت نفسيتك قبل المباراة؟
رونار: لنقل أنني كنت هادئا، واللاعبون هم من أعطوني ذاك الهدوء، بالطريقة التي كانوا يتصرفون بها منذ كأس أفريقيا للأمم بالغابون.
في النهاية الكل فهم أهمية نهاية التصفيات التي كنا فيها موفقين جدا.
الفضل في التأهل يعود للاعبين الذين كانوا فاعلين.

- كنتم بحاجة لتعادل فقط لتتأهلوا، لكن فريقك لم يعط الإنطباع على أنه يلعب من أجل 0ـ0، هل كانت هذه رغبتكم؟
رونار: لقد لعبنا كما تعودنا أن نفعل، أن نقوم بما تعودنا القيام به، لم نكن نرغب في اللعب متكثلين أمام مرمانا، لأننا لم نكن نعرف ماذا سيحدث، كما أننا لسنا ناجعين في اللعب على المرتدات السريعة. 
لقد كان شيئا رائعا أن نسجل هدفين في أقل من عشر دقائق، فقد ساعدنا ذلك على تدبير ما بقي من زمن المباراة بطريقة جيدة.

- عند افتتاح التسجيل بهدف نبيل درار، عبرت بطريقة متزنة عن سعادتك، هل كان ذلك تعبيرا عن الإحترام الذي تكنه لكوت ديفوار فريقك السابق؟
رونار: طبعا كان سبب ذلك أن الفريق الذي يواجهني هو كوت ديفوار، ولكن أيضا لأننا سجلنا بشكل مبكر.
لقد كان علي أن أهدئ من حالة الهيجان، لأقول للجميع أن الطريق ما زالت طويلة وأن علينا أن نواصل بنفس النهج، في النهاية ماذا كان سينفعنا لو بالغنا في الفرح عند الدقيقة 25 وفي النهاية لا نتأهل؟

- لاعبوك الإيفواريون السابقون لم يؤاخذوك كثيرا عند نهاية المباراة؟
رونار: لا، عندما نتواجه في ما بيننا نبقي على الإحترام، ولو أن كل منا يدافع عن ألوانه، بإطلاق صافرة النهاية، إنتهى كل شيء.
اللاعبون الإيفواريون أظهروا روحا رياضية عالية، وقد تلقيت منهم العديد من برقيات التهاني وأنا أشكرهم على ذلك، على كل حال لست قلقا على المنتخب الإيفواري، سيعود لمستواه العالي بأسرع وقت.

- لنعد إلى فبراير 2016، التاريخ الذي قرر خلاله المغرب الإنفصال عن الزاكي. هل اتصلت وقتها بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتعلن ترشيحك لتدريب أسود الأطلس، أم أن الجامعة هي من بحث عنك؟
رونار: بعد رحيلي عن نادي ليل بتاريخ 11 نونبر 2016، قضيت بين شهرين وثلاثة من دون عمل، وكان ذلك فعلا إراديا، لأنني لم أكن أرغب في القفز على أول مشروع يقدم لي، وهنا جاء المغرب يطلبني، والحقيقة أنني ترددت طويلا بين قبول عرض المغرب أو عرض الكامرون.
الكامرون فازت بكأس إفريقيا للأمم 2017 والمغرب تأهل لكأس العالم، في النهاية كان إختياري صائبا.

- إذا أنت لا تستطيع أن تقايض التأهل للمونديال بالفوز بكأس إفريقيا للأمم 2017؟
رونار: لا، كأس العالم كانت هي هدفي الأسمى، ولو أنني كنت أفضل الإثنين (ضاحكا)، ولكن إذا كان علي أن أختار شيئا واحدا، فسأختار التأهل للمونديال بحكم أنني فزت باللقب الإفريقي مرتين.